الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية وفخ اليمن

حسين علي الحمداني

2015 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


علينا أن نتوقف كثيرا أمام تغريدة أحد السعوديين المقربين من ألأمير متعب بن عبد الله ،يقول المغرد بأن الأمير متعب أكد للملك ونجله وحاشيته بأن السعودية وقعت في فخ اليمن.
وأنا اؤكد ايضا بأن السعودية وقعت في فخ اليمن كما وقع صدام من قبل في فخ الكويت ودفع الثمن بعد ذلك.
أمريكا وأوربا بصورة عامة لا تجد في إيران خطرا عليها بدليل مفاوضاتها المستمرة مع طهران حول البرنامج النووي،وهذا الشعور الغربي له أسبابه خاصة وإن الغرب يدرك بأن إيران الشيعية كما يسمونها ليست لديها روح عدوانية تجاه الآخر المختلف عنها،وهذا ما افصحت عنه هيلاري كلنتون في أكثر من لقاء مع قادة الخليج بتأكيدها بأن واشنطن ليست لديها مشكلة مع إيران وإن كان لدول الخليج مشكلة ما مع طهران فعليهم بالحوار معها بشكل مباشر .
وهذا يعني بأن إيران لا تشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي خاصة وإن من شكل خطرا عليها في 2001 هو الفكر الوهابي الذي كانت من نتائجه 11 سبتمبر وما بعدها من أحداث وأمريكا ليست دولة ساذجة لا تستطيع أن تفرز الحقائق وتتعامل معها بالطريقة التي تناسبها وفي التوقيت المناسب .
وبالعودة لفخ اليمن الذي حذر منه البعض،ما هو هذا الفخ؟ هو محاولة جر السعودية كدولة بملكها وأمرائها وجيشها لأن تشن حرب على الحوثيين في اليمن والمدعومين من إيران وتشكيل تحالف خليجي ضم حتى الآن (قطر،الكويت،البحرين،الأمارات) مضافا إليها الأردن ومصر والسودان والباكستان ومغازلة تركية من بعيد مع غياب سلطنة عمان عن هذا التحالف.
قبل هذا كانت للسعودية من يقاتل بالنيابة عنها في مناطق عديدة سواء في اليمن نفسها أو سوريا أو العراق ، لكن هذه المرة (السعودية شخصيا) تحارب وهنا بداية الفخ.
الضربات الجوية السعودية غايتها ألأولى تكمن في استفزاز إيران التي ظلت تحتفظ بهدوء أعصابها وتسير المفاوضات النووية مع أمريكا بما يتلاءم ومصالحها من جانب ، ومن جانب آخر لا تريد أن تكون طرفا مباشرا في حرب هي اشبه بالفخ إن لم تكن فخا حقيقا سيقع فيه البعض بسرعة كبيرة.
السعودية اندفعت بقوة في هذه الحرب،بل هي اختارت ذلك بإرادتها وبالتالي فهي حرب غير مفروضة عليها كما روج لذلك الإعلام الرسمي السعودي وغازله الإعلام المصري وهذا ما يذكرنا بشعارات صدام في الحرب العراقية الإيرانية التي كان يسميها بالحرب المفروضة.
هذا الاندفاع السعودي والحماس الخليجي بدأ يفتر بعد أقل من أسبوع من الغارات ، هذا الفتور قد ينتج انسحابات من هذه الدولة أو تلك في ظل هبوط أسعار النفط وتكاليف الحرب التي لا احد يستطيع تخمينها سوى ألأمريكان أنفسهم ، مضافا لذلك بأن هذه الحرب لن تفرز نتائج سوى ما يريده ابناء اليمن انفسهم ، ناهيك عن أن في نهاية المطاف ثمة طاولة حوار، لكن هل الغاية من دفع السعودية للحرب هو حل القضية اليمنية؟ بالتأكيد لا ، الغاية الأمريكية تكمن في إنهاء الإرهاب عبر إضعاف السعودية وإنهاكها تماما خاصة وإن واشنطن وحلفائها في الغرب يدركون جيدا بأن أكبر ممول للإرهاب هما السعودية وقطر،وهذه حقيقة ثابتة لدى صناع السياسة في أمريكا ،وتخطيطهم قائم على كيفية إنهاء الإرهاب السعودي،الإستراتيجية الأمريكية لم تنهي ذلك عام 2001 بعد أحداث سبتمبر بل إستثمرته عبر احتلال العراق أولا،وتوجيه الإرهاب إليه بمباركة أمريكية عبر حصان الطائفية ،وجاء الدور الآن لإنهاء الإرهاب بعد أن أدى أغراضه ، إنهاء داعش يبدأ بإنهاء السعودية الدولة الراعية لداعش فكريا وماديا.
وهذا ما سيتحقق من (فخ اليمن) فتكاليف الحرب في اليمن لن تدفعها واشنطن، بل ستقبض ثمنها بشكل مضاعف من السعودية وقطر والإمارات والكويت، وهنالك فواتير أخرى ستدفع لمصر والأردن والسودان ،دون أن تكون هنالك نتائج على ألأرض .
ولعل من أخطر النتائج التي يخشاها (عقلاء السعودية) أن يتم تفتيت السعودية لدويلات وهو ألأمر المطروح منذ سنوات في الأجندة الأمريكية خاصة وإن هنالك صراع داخل العائلة المالكة مع بروز أجيال جديدة من ابنائها،هذه ليست أمنيات بقدر ما إنها توقعات كبيرة وفواتير يجب أن تدفع جراء جرائم كثيرة ارتكبها آل سعود ليس مع العرب والمسلمين فقط ،بل مع ألأمريكان أيضا.
هذا الأمر يشغل الآن عدد كبير من الأسرة المالكة التي ربما تجد نفسها في منتصف حرب اليمن لوحدها تقاتل بعد أن ينفرط عقد حلفائها ،خاصة وإن روسيا حذرت من ذلك ، مع ألأخذ بنظر الإعتبار بأن بداية اية حرب سهلة جدا لكن توقفها صعب وصعب جدا.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق لصحيفة إسرائيلية بشأن الفشل الاستخباراتي يوم السابع من


.. حريق ناجم عن سقوط صاروخ على مستوطنة شلومي بالجليل الغربي




.. قناة إسرائيلية: هناك فجوات في مفاوضات صفقة التبادل وعملية رف


.. AA + COVER.mp4




.. -يفضل انتصار حماس-..أعضاء بالكونغرس الأميركي يهاجمون الرئيس