الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة الاسلاميين و النخب في الجزائر

سليم عبد الله الحاج
سوريا

(Rimas Pride)

2015 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تنتظر المجتمعات عادة من نخبتها السياسية و الثقافية أمورا ثلاث : الأول تمثيل البديل لتحسين أوضاع البلدان وتصويب مسيرتها ، الثاني هو الإجابة بشكل مقنع عن الأسئلة الثقافية ذات التأثير العميق في صناعة الهوية والوعي
الثالث ، الامتناع عن تصدير الفشل في الأمرين السابقين كحد أدنى حتى لا تسوء الأوضاع بشكل أفظع مما هي عليه
ومن خلال متابعة العلاقة بين النخب العربية و مجتمعاتها ، تنتمي معظم المحددات الى الامر الثالث كنتيجة مباشرة لمرض العجز النخبوي المزمن في طرح مناهج فعالة لحل الإشكاليات المجتمعية و ضبط المخاوف المتصاعدة من انعدام الثقة بين الطليعة المسيسة و الشارع .ولعل ما شاهدناه في معرض الربيع العربي هو خير دليل على ما أقول حيث لم تسهم النخبة في رعاية الثورة التي نظرت لها طويلا بل وضعت في طريقها مطبات كثيرة لينتهي المطاف الى مواجهة بين الشعوب وفكرة الثورة بإشاعة الانقسامات المختلفة طولا وعرضا حينها بات الوضع يتطلب إبقاء معالجات النخبة في ابعد نقطة ممكنة
الإسلاميون في الجزائر لا يشكلون استثناءا لهذا السياق .فان كانوا في زمن مضى بديلا شعبويا للنظام الحاكم و منحوا الشارع إجابات عن أسئلتهم
الروحية في فترة معينة سادها اليأس الشامل من السياسة السائدة فهم اليوم لا يعدون عن كونهم جزء
من المشهد السلبي القائم .. المقصود ان نشاطهم لم يعد يشكل تهديدا للسلطة بأي حال ولن يكون رافعة لأي تغيير محتمل في الافق من المنظور بل الأبعد من ذلك قد يدعم خطابهم التقليدي المنحصر في قضايا الحجاب والأسرة مزاعم السلطة عن حالة الانفتاح الموجودة و الفرصة المتاحة للمعارضة و الفرقاء للتعبير عن آرائهم المجتمعية المخالفة بحرية ودون قيود وهذا لا يمت للواقع بصلة ويصح ربما لنموذج دولة ديموقراطية
محمية بشرعية المؤسسات و الأرادة الشعبية الحرة
والجزائر ليست بذلك في شيء
إذ لا يكفي ان تسمح بتعدد الآراء لخدمة رأي وحيد في النهاية تصبح لديه قوة معنوية مضاعفة مقارنة بما هو عليه في سياق أحادي . الانفتاح ان يكون للآراء فرصة التأثير على خيارات الدولة و المجتمع دون الانزلاق الى المرتبة الثالثة السلبية في العلاقة بين الساسة و الشارع ولهذا نقول ان الإسلاميين وكل النخب الجزائرية مدعوون لكسر الحواجز والتوقف عن شرعنة الحرية المتموضعة في الهوامش ، إذ لم تؤدي ممارستهم السياسية سوى الى تشويه صورتهم أمام الفئات الشعبية ضمن موازين القوى في التعاطي مع الرسائل المقدمة من السلطةو من. يفترض انهم معارضة
ان اي إصلاح حقيقي في الجزائر يبدأ بإصلاح القوى السياسية لأنفسها بتغيير منهجية الخطاب و أطر التفكير البالية و التحول نحو ملامسة الحقائق العميقة في الجزائر مثل الاجابة عن سؤال الهوية القومية المحدد لمعاني السياسة في الجزائر بان يوضع الشعب أمام مسؤولياته بعد الوقوف الى جانبه عمليا في همومه الاقتصادية و الاجتماعية .. لابد للنخبة ان تبذل قصارى جهدها حتى يندرج نشاطها ضمن المرتبة الاولى الفعالة بعيدا عن سلة المهملات في وعي الشارع
ولقد ارتأيت تخصيص النقد في هذا المقال للإسلاميين اكثر من غيرهم لأنهم لطالما تحدثوا عن وجودهم القوي في الشارع وتمايزهم عن البقية وهذا السقف يضع أمامهم تحدي الإثبات و واجب الخروج من القوقعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت