الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشية عيد الحب -12-

كريمة مكي

2015 / 3 / 31
الادب والفن


كنت سعيدة بما كتبت و بانتصاري بالحبر عليه وحين قرأت عليها رسالتي إليه، قالت لي بلؤم و ابتسامة أزعجتني:
"ألا ترين أنك كنت قاسية كثيرا عليه..."
و نظرت لها في عجب و ظننت لوهلة أنها قد شفيت منه حتى أشفقًتْ عليه ! لكنها ردّت ببعض تلعثم و اضطراب:
"لقد أفهمني حقيقة كانت غائبة عني...تلك الطالبة الحقيرة هي من عرضت نفسها عليه مقابل أن يعطيها لوحة من لوحاتي و لكنه أبى و أطردها‼-;-
أنا أيضا أطردتها من مرسمي..الحاقدة ناكرة المعروف...لطالما ساعدتها.
الحقيقة أننا نحن النساء عدوات شرسات لبعض... أليس كذلك؟؟"
ترى، بماذا تنتظر مني أن أجيبها ؟ و هل هذا كل ما استطاعت أن تبرر لي به عودتها إليه؟ أكلُّ مشكلتها معه صارت فقط تلك الطالبة ؟؟... و ماذا عن بقية الحكايات التي حكتهم لي في لحظات بوح منفلت... عن تلك العجوز، زبونته الثرية، التي ضبطته معها في وضع مشبوه بأحد المطاعم أو عن سكرتيرته التي تحرش بها ففضحته أمام الملأ و تركت العمل عنده... أو عن المبلغ الكبير الذي أخذه منها هي بالذات منذ سنتين على سبيل الاقتراض- كما قال- لإصلاح المدرسة التي درس فيها في صغره....
لكم أشفقت عليها و أنا أراها تحاول جاهدة إقناعي لتصديق رواية جديدة رواها و لست أظنها إلاّ، مثلي، غير مصدقة لها و لكن ماذا أقول : إنه الكذب اللذيذ على النفس...
أخذت مكتوبي و هممت بالخروج في صمت لولا أنها انتفضت متجهة إلى الخارج عندما لمحتْ سيارته ترسو أمام المكتبة و قبل أن تفتح الباب التفتت لي ضاحكة: هل تحبي أن أعرِّفك عليه..؟!
أجبتها في غير اهتمام : انتهت مهمتي...لم يعد من داعي لأعرفه؟
قالت بصراحة عاشقة: هذا أفضل..أخشى أن يراك فيغرم بك...أعرفه.. إنه ميّال للمثقفات هههه...باي..باي.
و خرجت تركض بحقيبة نصف مفتوحة.
و رأيته من بلور باب المكتبة ينزل من السيارة ليجلب رزمة أوراق من الباب الخلفي ثم ليتقدم نحوها و يقبّلها قبل أن يعود إلى المقود.
لم يتغير...هو بالضبط كما هو...بحضوره اللافت، بأناقته المعتادة و قطعا بلباقته و بكلامه الساحر...
فقدَ، فقط، شيئا من وزنه... ربما أصابته تلك الأمراض الشرسة التي لا تصيب إلا الطموحين المتوقدين من الرجال...أولئك المرضى بالبحث عن الكمال.

*يتبع*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس