الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال السعودي لليمن

كور متيوك انيار

2015 / 3 / 31
السياسة والعلاقات الدولية




منحنيات الربيع العربي الذي كان يفترض بانها رست بسلام في اليمن بقبول الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح التنحي عن السلطة بعد اكثر من ثلاثة عقود امضاها على دفة السلطة وذلك عقب مظاهرات عارمة عمت العاصمة اليمنية ومدنها مطالبة بتنحي صالح وتحقق بمساعدة دولية وعربية وخليجية اتفاق ادت الى توافق الاطراف اليمنية على رئيس يحكم البلاد لفترة انتقالية ، لكن تنحي صالح لم يكن خاتمة المطاف بالنسبة لأطراف كثيرة في اليمن ومنهم الرئيس صالح نفسه ، فلقد كان التنحي بمثابة انحناء للعاصفة .
الرئيس عبد الربه منصور رغم أنه يحظى بدعم المجتمع الدولي والعربي والخليجي لكنه ضعيف و لا يملك قوة على الارض توازي ما يملكها الحوثيين والرئيس السابق لذلك ظل فترة الرئيس منصور حافلاً بالنقاش والحوار ، لكن الحوثيين لم يكن يثقون في منصور بسبب الدعم السعودي الكبير الذي يحظى بها وللحوثيين والسعودية تاريخ حافل بالعداء والتربص ، فالحوثيين اصبحوا يشكلون مصدر تهديد حقيقي للسعودية لما يملكوه من مليشيات قادرة على إدارة حرب عصابات ، واستطاعوا في حرب 2009م استنزاف السعودية رغم تفوقها الجوي .
الحوثيين يدركون جيداً أنهم لن ينعموا بالاستقرار وأن الاتفاقيات لن تجد حظها من التنفيذ طالما القرار اليمني يصدرها السعودية لذلك عملت على اضعاف الرئيس منصور داخلياً وسحب البساط منه ووصلت بهم الامر درجة وضعه تحت الاقامة الجبرية واعتقال مدير مكتبه وكذلك الامر بالنسبة لرئيس الحكومة ووزير الدفاع ، ولقد اجبروا منصور على تقديم استقالته وسحبه بعد أن فر فيما بعد الى عدن ليباشر من هناك إدارة شئون الدولة .
بالنظر الى تاريخ العلاقات السعودية اليمنية التي تمتد الى فترة ما قبل تاسيس الدولة السعودية حيث قامت السعودية باحتلال مساحات واسعة من الاراضي اليمنية فإن التدخل السعودي والعربي المبالغ فيها في ازمة داخلية يمنية امر ليس بالغريب حيث تحرص السعودية على أن تظل اليمن والقرار اليمني تحت رحمتها ، وتريد أن تظل اليمن ضعيفة اقتصادياً وسياسياً باعتبارها حديقتها الخلفية وهذا فكر استعماري ، وهذا ما فعلتها الولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي ، حيث هددت دول اوروبا بمغبة ومخاطر أي تدخل اوروبي في امريكا اللاتينية .
من مبررات التدخل السعودي في اليمن هي مساندة الرئيس الشرعي عبد الربه منصور في حربه ضد الحوثيين ، لكن الرئيس منصور استمد شرعيته من خلال توافق القوى السياسية اليمنية ، والحوثيين هم من ضمن تلك القوى وكذلك الرئيس علي عبد الله صالح بالتالي ففي حال راى هذه القوى أن الرئيس لم يعد يمثلهم فهذا شان يمني ينبغي على اليمنيين وضع حلول لها ، لكن التدخل العسكري بمثابة فرض رئيس لا يريده اليمنيون بقوة السلاح ، طالما استطاع الحوثيون السيطرة على مقاليد الامور في العاصمة صنعاء فهذا يعني انهم قوة لا يمكن التغاضي عن مفاوضتهم والوصول معهم الى تسوية سياسية .
ربما ارادت السعودية مساندة الرئيس منصور في حربه ضد الحوثيين لكن ليس هذا هو السبب التدخل العسكري المفرط واستخدام اكثر من 180 طائرة عسكرية لقصف اهداف عسكرية في اليمن ، السعودية ارادت من خلال اليمن أن ترسل رسالة الى الولايات المتحدة بانها تسيطر على كل الدول العربية بما فيها مصر ، وتستطيع أن تجمعهم حولها وقتما ارادت كما فعلت في اليمن وفي البحرين ، وهذا ياتي في لحظات بالغة الخطورة في وقت اصبحت امريكا غاب قوسين او اكثر في التوقيع على اتفاق نووي سيتيح لايران لعب دور قيادي في المنطقة ، وليس هذا فحسب بل سيتيح لها الحصول على السلاح النووي .
السعودية تستعد الى اسوء الاحتمالات والمتغيرات التي ستحدث ، لكن رغم ما انفقتها السعودية في العام 2014م من مليارات فاقت 80 مليار دولار لتسليح قواتها العسكرية غير أنها ما زالت ضعيفة عسكرياً وخاصة القوات البرية وهذا ما تجعلها تخشى خطورة تخلي الولايات المتحدة عنها وعن دول الخليج لصالح ايران ، وفي الحرب التي شنتها السعودية ضد الحوثيين في 2009م اشتكت من ضعف استجابة الولايات المتحدة لمساندتها ، دول الخليج تستعد لفترة صعبة ، والقصف السعودي لليمن هي تعبير عن خيبة املها من الاصرار الامريكي على توقيع اتفاق نووي مع ايران .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا