الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب في ليبيا يستبيح هناء البراءة..

رحاب العربي

2015 / 3 / 31
حقوق الاطفال والشبيبة


"بابا اشتر لي (جي بي إس) وخبئه في جيب بنطلوني حتى تتمكن من معرفة مكاني إذا تعرضت للخطف وتنقذني منهم"!!
بهذه الفكرة التي تتجاوز عمره بعقود يحاول الطفل ماجد ذو الثماني سنوات مراوغة الإرهاب الذي بات يسطر على حياة الصغار كما الكبار في بلادي ليبيا، ودفعته أخبار الخطف العشوائي في شوارع العاصمة والتي لا تفرق بين الأطفال والكبار، إلى التفكير في أنجع الوسائل للإفلات من براثن هذه الظاهرة المقيتة، وينصح والده الذي كان يصطحبه إلى المدرسة بإحدى أحياء طرابلس التي تحولت إلى مرتعا للإرهاب والخطف في وضح النهار دون رادع، ينصحه بهذه الحيلة الفنية حتى يتمكن من إنقاذه إذا ما وقع في شباك الإجرام .
على وقع أخبار الخطف والقتل والتفجير تصحو كل يوم البراءة وتغفو في ليبيا المخطوفة منذ أربع سنوات على يد شراذم من القتلة والمجرمين الذين يمارسون أبشع الجرائم وأحطها تحت شعارات مزيفة لتضليل الناس وإيهامهم بأنهم ثوار، ولكن الناس هنا وحتى البراءة تلكزهم بالسؤال عمن يمارسون ثورتهم المزيفة التي أصبحت حالة مرضية؟ هذا القذافي ونظامه قد مضى على إزاحته أربع سنوات، ترى ضد من تتقمصون دور الثوار المزيف أيها المجرمون.؟!!
كل أطفال العاصمة وسبها وبنغازي ودرنة والزاوية وسرت، يسألونكم أيها القتلة :
- متى تكفون أيديكم عنا؟
- متى تدركون أنكم تنتهكون هناءنا، وتسرقون الفرح من عيوننا ؟
- هل تدركون أنكم تحرموننا من الذهاب إلى مدارسنا لمحاربة الجهل.. فهل يرضيكم أن تحكموا شعبا من الجهلة؟!!
- أيها القتلة المأجورون، إن آباءنا لا يملكون نقودا تكفي لاقتناء أجهزة (جي بي إس) لكل إخوتنا لينقذونا من براثنكم القذرة.. ارفعوا أيديكم عن ليبيا، خذوا ما نهبتم وغنمتم من هشيم الدنيا الزائل وارحلوا عنا أرجوكم.
فكرة الطفل ماجد التي أنتجتها ممارسات الإرهاب الممنهج والعشوائي الذي لم يكتف باستهداف الكبار وطالت مخالبه القذرة البراءة، والذي تعيش وقائعه كل يوم طرابلس وبنغازي وغيرها من المدن الليبية والواقعة تحت سيطرة مليشيات خارجة عن الشرعية ، هذه الفكرة التي تتجاوز حدود عقل الطفولة البريئة تنبئ عن حالة من الرعب الحقيقي الذي بات يسيطر على هذه العقول البريئة التي سرق منها الإرهاب أي مظهر من مظاهر الفرح والسعادة وتجمد تفكيرها عند نقطة واحدة تتمثل في كيفية مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، فأطفال ليبيا الذين يصحون على صوت الانفجارات وطلاقات النار، وينامون على أخبار خطف أصدقائهم أو قتل آبائهم وأمهاتهم.. أطفال ليبيا أسعد لحظات لهوهم وأدواتها، ألعاب حرب بكل الأشكال سواء المجسمة على هيئة العاب بنادق وقنابل أو تلك المتداولة على شاشات الألعاب الالكترونية.. أطفال ليبيا يحرص غالبية آبائهم المهووسون حد المرض باقتناء السلاح على تصويرهم على ظهور الدبابات أو وهم يمتشقون بنادق تفوقهم طولا.. أطفال ليبيا تتمحور حكاياهم ومشاغباتهم على تناقل أخبار جبهات الاقتتال العبثي، كل يتقمص دور والده أو شقيقه الكبير الذي يندمج فعليا أو وجدانيا في هذا الاقتتال العبثي.. أطفال ليبيا لم يعد للفرح وقصص المرح والبراءة مكان في وجدانهم المسكون برهاب الخطف والقتل..
وماجد بنصيحته المرعبة التي باغت بها والده، يقدم نموذجا للبراءة المغتصبة في هنائها وفرحها في بلد تمكن منه فيروس الثوار المقيت، فحول أطفاله إلى كائنات ينحصر تفكيرها في كيفية الإفلات من الموت او حجب الحرية، كائنات لا تربطها بالإنسانية إلا المظهر الخارجي.. فهل يستعيد هؤلاء القتلة المجرمون يوما عقولهم ويدركوا أن إجرامهم قد انتهك حياة أسمى وأعز مخلوقات الله على الأرض الأطفال؟!! ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قتلة مأجورون
جميل السلحوت ( 2015 / 3 / 31 - 16:05 )

القتلة الارهابيون في ليبيا،سوريا، العراق، مصر وغيرها جهلة ينقادون لقيادات مأجورة تتدثر بعباءة الدين فتقتل وتدمر الشعوب والاوطان، لتحقيق أجندات اجنبية لاعادة تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية متناحرة

اخر الافلام

.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق


.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا




.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من