الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن الذي كان سعيدا قبل قرون غابرة ..! -عاصفة الحزم- . . سعادة مفقودة أم رياح شقاء جديد . . ؟!

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2015 / 4 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


(أعتذر عن إستخدام أو الإشارة لصفات وأسماء طائفية أو طوائف وأن وردت فإنها لضرورة الإيضاح عن فكرة المقال).


قبل أكثر من عشرين عاماً وبالتحديد في حزيران 1994 ، كتبت مقالاً بعنوان " اليمن السعيد . . . إلى أين؟ " نشر في العدد الثامن من مجلة "عشتار" التي كانت تصدر عن الجمعية الثقافية العراقية الأسترالية في سيدني وكنت يومها أنشر بعض مقالاتي بأسم "ابن العراق" على صفحة "المنبر" وأخرى باسمي الصريح على الصفحة الأخيرة " آخر المطاف".
الأحداث الحالية التي يمر بها "اليمن السعيد" والذي لم يكن سعيدا عبر تأريخه ، دفعتني للبحث عن مقالي القديم فوجدته بعد عناء طويل. قرأته بشغف فوجدت أن الحال يكاد أن يكون نفسه في الكثير من الجوانب رغم مرور عقدين من الزمن مع إختلاف واضح في جوهر الأهداف المخطط لتنفيذها في المنطقة بأكملها في الوقت الحاضر. لنقرأ معاً :
لماذا اليمن؟ اليمن السعيد الذي طالما حدثنا عنه التأريخ أبتداءاً من سد مأرب وجزاء سنمار إلى القات والبن اليمني ، عدن ، صنعاء ، حضرموت والمكلأ، الإحتلال البريطاني ، الإمام البدر ، حرب اليمن ، التورط المصري ، عبد الناصر والسلال. . نقول لماذا "اليمن السعيد " الآن؟ أهي خطة جديدة للتغطية على نشاط آخر في منطقة الشرق الأوسط ؟ أم هي محاولة جديدة لإلهاء المنطقة في موضوع جديد؟ أم أن الإستعمار بشكله الجديد لم يعد يهتم بالسيطرة على نفط العرب فقط، بل ويحاول فرض سيطرته على القات أيضاً!! ان نظرة مبسطة لخارطة الأحداث في الجزيرة العربية والعراق والدول المحيطة كافية لإيضاح المخطط الإستعماري الجديد في المنطقة ، فبعد أحداث العراق والكويت ، والسيطرة التامة على نفط الخليج العربي وإحكام الرقابة على تصدير النفط العراقي وإستخدامه لتسديد ديون العراق الخارجية نتيجة الحروب المجنونة المفتعلة ، والمخطط الإستسلامي الرهيب إنهاء الصراع العربية الصهيوني من أجل الكرامة العربية ، يتجه المخطط إلى جنوب المنطقة العربية من أجل السيطرة على الموقع الجغرافي الإستراتيجي للـ "اليمن السعيد" ، ومحاولة للقضاء على القوى الوطنية المتميزة في اليمن ، إضافة إلى أن خلق هذه المشكلة من شأنه توريط دويلات الخليج العربي في مشكلة أخرى لإشعارها بأهمية التواجد العسكري الغربي في المنطقة.
إن القوى العميلة للإستعنار الجديد تلعب دوراً بارزاً ومهماً في خلق مشكلة اليمن لإثبات عدم نجاح فكرة الوحدة العربية مستشهدة بفشل وحدة مصر وسوريا (الجمهورية العربية المتحدة) من خلال إفشال توحيد شكري اليمن ، كما أن العملية لا تخلو من المصالح التجارية للغرب لتسويق المنتجات العسكرية البالية كما حدث مع الكويت ودويلات الخليج العربي والسعودية أبان أنتهاء الحرب مع العراق ، وليست مبالغة إن ذكرنا ان من ينفذ لعبة الحرب الأهلية اليمنية لايختلف عمن نفذ لعبة إحتلال العراق للكويت والهجوم الغربي على شعب العراق.
إن خلق الحرب الأهلية في اليمن وإشعال فتيل الإقتتال بين أبناء اليمن ماهي إلا محاولة إستعمارية جديدة ومفضوحة ، وإلا فكيف نفسر ان الحرب الأهلية في اليمن قد تطورت إلى حد إستخدام المتصارعين صواريخ أرض أرض لضرب أبناء شعبهم؟ أما كان من الأجدر بناء مدرسة أو مستشفى بدلاً من إنفاق مبالغ طائلة لشراء مثل هذه المعدات القاتلة والمدمرة؟ ولمصلحة من يشتري " اليمن السعيد " جداً هذه الصواريخ؟ ثم أين كانت هذه الأسلحة المتطورة يوم دمرت قوات التحالف العراق الشقيق جداً !!؟ ولماذا لم تطلق وهي المتنوعة المدى على عدو العرب المزمن ؟ وأخيراً هل أصبح معيار القومية والوطنية والوحدة العربية يقاس بمدى إرهاب الشعوب العربية المغلوب على أمرها؟!
نقول لأخواننا في اليمن. . أننا معكم ، نشعر بمصيبتكم ، كلنا ثقة بأنكم خير من يقرر مصلحتكم ومصلحة شعبكم ، ومانتمناه هو أن يعود اليمن سعيداً ، ونقول لمنفذ لعبة اليمن وبالمعنى العراقي جدا جداً . . أنك والله أبن يمني !!! (أنتهى المقال).
أما أحداث اليمن الحالية فقد أخذت منحىً علنيا بعد أن كان مستتراً عبر عقود طويلة من الزمن وأقصد هنا ، الجانب الطائفي. فالإعلان عن التحالف الدولي لعشرة دول إسلامية – سنية بضمنها باكستان وتركيا يؤكد أن ضرب عشائر الحوثيين في اليمن يقصد به ضرب التحالف الشيعي الإيراني – السوري – حزب الله – الحوثيون وربما ضمناً العراق.
بالمقابل لازالت المباحثات النووية المتعلقة بحق أمتلاك إيران لها مستمرة بين الأخيرة والولايات المتحدة الأمريكية ، وتشير الأخبار إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تقف موقف التزمت الذي عرفت به سابقاً في هذا المضمار. أن حصول إيران (الشيعية ) لحق إمتلال السلاح النووي مقابل دخول باكستان (السنية) المالكة للأسلحة النووية في التحالف السني ضد - المحور الشيعي – يضيف مؤشرا خطيرا على تصاعد الأحداث في المنطقة بهذه الطريقة الجنونية وهو أمر لابد وأن يكون قد خطط له بمستويات تفوق قدرة اليمن أو السعودية على التورط بمثل هذه المعضلة العويصة.
بنفس الوقت ، من المفيد الإشارة إلى أن العرب والمسلمين لم يعتادوا تسمية حروبهم بمسميات كالتي تم إطلاقها على الحرب التي أعلنتها السعودية وحلفاؤها من العرب والمسلمين حيث سميت بـ "عاصفة الحزم " ويلاحظ أن التسمية جاءت على نفس الوزن الموسيقي لـ "عاصفة الصحراء" التي قضت على جيش العراق المصنف خامساً في حرب الخليج المشهورة. الآ ترون في الأمر تشابهاً؟ خاصة وأن العرب في الجزيرة العربية لم يعتادوا سوى على عواصف رملية تتلون بألوان رمال الصحراء أو على غزوات قبلية تمارس فيها كل الموبقات الإجرامية بعيداً عن اية قوانين أو شرائع حكومية أو قبلية أو حتى إنسانية.
وتعتبر المملكة العربية السعودية أحد أهم الداعين لتأسيس التحالف الدولي الذي ضم مصر ودول أخرى من ضمنها باكستان (النووية) وتركيا (العثمانية ) تحت إدارة الملك السعودي الجديد البالغ من العمر تسعين عاماً حيث تم تنصيبه ملكاً وخادماً للحرمين الشريفين قبل عدة شهور بعد رحيل أخيه غير الشقيق الملك عبد الله. ومما تجدر الإشارة له أن النظام الملكي السعودي هو نظام توريث لأبناء آل سعود وليس نظاما ديمقراطيا أو دستوريا حيث يتم تنصيب الملوك وفق مؤشرات وأسس عائلية وعشائرية دون دراسة وفحص أمكانيات الملك الجديد من النواحي الصحية والعقلية وبغض النظر عن عمره وقابلياته الآخرى.
الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي الذي تناقلت وسائل التواصل الإجتماعي صورة له في صغره وهو يصافح الرئيس المصري جمال عبد الناصر ، يشترك اليوم بعملية "عاصفة الحزم" من أجل إعادة الشرعية للنظام اليمني متناسيا دوره بتغيير النظام المصري الذي كان يمثل الشرعية الحقيقية بغض النظر عن مدى توافقنا مع نظام حكم الأخوان المسلمين. بنفس الوقت يبدو الرئيس السيسي وكأنه يمارس شخصية عبد الناصر في حكمه العسكري والديكتاتوري لمصر لسنوات طويلة .
ان الحملة العسكرية التي تقودها السعودية ومصر بحجة إعادة السلطة في اليمن للشرعية المنتخبة وضد قبائل الحوثيين الزيديين تتضح معالمها الطائفية من خلال مجموعة من المواقف المشبوهة منها على سبيل المثال لا الحصر تأييد نائب رئيس الجمهورية في العراق أسامة النجيفي للتحالف العربي ضد الحوثيين في الوقت الذي لم يسبق للنجيفي أو أخيه الذي سلم الموصل للداعشيين يوم كان محافظاً لها ان أعلنا عن مواقف مشابهة تندد بأعمال ونشاطات داعش أو القاعدة الإرهابية. ان موقف النجيفي المساند لإعادة الشرعية للحكومة اليمنية لاسابقة لها مع أية حالة عربية أخرى تم فيها إستلاب الشرعية من حكومة منتخبة أصوليا ، مثال ذلك الحكومة السورية.
الرئيس الفلسطيني عباس الذي أحتفل مؤخرا بعيد ميلاده الثمانين أعرب هو الآخر عن تأييده لضرب الحوثيين في اليمن بذريعة الحفاظ على وحدة اليمن وهو الذي لم يستطع ولا جامعته العربية من المحافظة على وحدة فلسطين منذ أكثر من ستين عاماً !
وأخيرا ، غطت مراكز التواصل الإجتماعي نداءات وهتافات ومقالات وقصائد تؤيد "عاصفة الحزم" وتثمن خطوة خادم الحرمين الشريفين بإعادة التوازن ليس في في الجزيرة العربية فحسب بل في الشرق الأوسط "عندما لبى نداء السلطة الشرعية باليمن الشقيق من أجل أنقاذ مايمكن انقاذه محافظة على الجوار وتحقيق سيادة الشرعية" متناسين ان تأريخ الأمة العربية والدول العربية والإسلامية والشرق اوسطية لم يسبق لها أن مارست "الشرعية " من قبل وأن كل الحكومات والأنظمة العربية لم تشهد إسترخاءً بل إستخراءً ! حسب تعبير جلالة خادم الحرمين الشريفين.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي