الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ابواب المدينة

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 4 / 1
الادب والفن


كنت ارى الجيوش المنتصرة على اوراق التاريخ ,احاول ان اقرأ واقعها الذي كان ,وان اتلمس الحقيقة في ظل ظلام دامس عمره قرون,ذات يوم كنت اتجول في متحف التاريخ محاولآ ان افهم التاريخ جيدآ وبينما انا اسيرقرب الثور المجنح شعرت به يتحرك التفتت لرؤية ما يحدث وبلمح البصر جرني ورماني فوق ظهره وانطلق بي طائرآ الى حيث لا اعلم ومن شدة ذهولي وصدمتي لم اشعر بأننا قد عدنا وعاد بنا الزمن قرونآ الى الوراء الى زمن الخليفة والخلافة العربية في زمن الدولة الاموية ,كانت الجيوش تنطلق مع الخليفة المبجل الذي كانت راياته خفاقة في العلى , وكنت وكأني اسير مع هذه الجيوش ,في حلم او حقيقة لا ادري فقد قرصت نفسي كثيرآ لأستيقظ دون جدوى ,واخيرآ سأقرأ التاريخ عن كثب ,وسأكتبه لأني سأكون شاهدآ عليه هكذا حدثت نفسي وحدثتني ايضآ ,كنت اردد مع الجيوش الزاحفة نحو المجد والانتصار للمظلومين وتحرير الانسان اناشيد الانتصار,وهاهي الجيوش الفاتحة تحاصر المدينة وتمطر حصونها بألنبال ,وتبدا الحرب بدخول الفيالق الجرارة مدينة لم تقاوم كثيرآ ,وكان حكمائها قد اعلنوا رغبتهم بألاستسلام حقنآ للدماء ولكن الخليفة رفض بحجة انها (مكيدة ) وهكذا بدأ الهجوم , تدحرجت الرؤوس تحت اقدام الفاتحين ,رفعت رايات الاسلام عاليآ ,سبيت النساء ,وقتل حتى الاطفال الرضع ,هلك الحرث والنسل بسبب شهوة الخليفة المبجل والمحروس بألقاب السماء ,تمنيت ان يكون هذا حلمآ ,ايعقل انني اشاهد الكارثة مرتين ,مرة على ابواب دمشق الذبيحة في القرن الحادي والعشرين والاخرى حيث انا الان وعلى يد الخليفة الذي لايفارق الكأس يده وهو يسمى اليوم في كتب التاريخ (امير المؤمنين ),رؤوس ترفع على اسنة الرماح ,امبراطورية خلافة تسجد على انهار من الدم ,ولافرق بين الامس واليوم ,فألعقل القمعي هو نفسه والروح الدموية هي نفسها ,كل ما كتب في التاريخ الذي نؤمن به اليوم هو زيف وخداع ,والعقول التي تؤمن بهذا التاريخ هي عقول مستحمرة ,يا للمصيبة ,هذا يحج سنة ويغزو اخرى وذاك امير المؤمنين الذي يقرأ القرأن سكرانآ ,ولايتلذذ الابرؤية الرؤوس المقطعة وهي توضع تحت قدميه بصندوق فاخر جميل ,وما لم اشاهده في رحلتي تلك على الثور المجنح هم (المؤمنين ) الذين لااثر لهم ولاهم يحزنون ,قررت ان اعيد كتابة التاريخ من جديد ,وصل الخبرالى الخليفة بشكل سريع ولم يسمح لي بذلك وقد اصدر امرآ بقطع رأسي وتعليقه على اسوار المدينة ,هربت ناجيآ بجلدي وقلبي الذي لم يعد يخفق وبما تبقى من خلايا ذاكرة مجنونة ,وتركت رأسي معلقآ على ابواب التاريخ وقد عدت ولم يعد معي ذلك الثور المجنح فقد دمره جنود الخليفة لأنه صنم يعبد دون الله تعالى .. ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل