الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رهانات سعودية فى يمن مائج

محسن عقيلان

2015 / 4 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


رهانات سعودية فى يمن مائج / بقلم محسن عقيلان
فى 26مارس 2015 قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف مكثف لمواقع الحوثيين و القوات التابعة للرئيس المخلوع على عبد الله صالح بمشاركة تحالف دولى مكون من عشر دول فى عملية اسمتها عاصفة الحزم ,مما اثارت موجة من التساؤلات و ردود الفعل .
بدايةكانت المملكة السعودية داعمة للرئيس اليمنى المخلوع ضد الحوثيين , ومن ثم تم ازاحته عن الحكم و التوافق على نائبه عبد ربه منصور هادى بعد ذلك اصبحت المملكة داعمة للرئيس هادى . لكن الرئيس المخلوع لم يغب عن المشهد السياسى فى اليمن و بدات خارطة التحالفات تتغير اما الصمت السعودى كان مستغرب على تمدد الحوثيين لكن ذلك الاستغراب يزول اذا عرفنا ان المملكة كانت تراهن على وقوف الاخوان و القاعدة فى وجه الحوثيين و وقوع مواجهة بينهم تضعف الطرفين و تستنزف قواهم لكن ذلك لم يحدث و ابتعد الاخوان عن المواجهة و قام تحالف مثير للجدل بين اعداء الامس المخلوع على عبدالله صالح و عبد الملك الحوثى زعيم حركة انصار الله الحوثية ليصبحوا مصدر تهديد وعامل قلق للمملكة و ذلك بفتح المجال لايران لدخول الفناء الخلفى لها . ومن هنا كان قرار السعودية بالقيام بعملية عاصفة الحزم وهى تعلم جيدا ان الضربات الجوية لن تقضى على الحوثيين و حلفائهم لكن تستطيع ان تعيق او توقف تمددهم من خلال تكثيف الضربات الجوية لتدمير مخازن الاسلحةو الصواريخ الباليستية التى استولت عليها من مخازن الجيش اليمنى و ايضا الرادرات و المطارات العسكرية كوسيلة ضغط فى اعتقادى للعودة لطاولة الحوار الوطنى ومن ثم الدخول فى الحياة السياسية بعد تشكيل حزب سياسى يمثلهم لكن الحوثيون ايضا يراهنون ان المملكة السعودية لن تدخل بقوات برية للطبيعة القبلية التى يتكون منها الشعب اليمنى و تفاوت التاييد لعاصفة الحزم بين اطياف الشعب اليمنى و من باب الجاهزية لاى معركة وزع الحوثيون السلاح و الذخيرة فى المدارس و الاحياء السكنية و فى محيط المدن تحضيرا لحرب استنزاف طويلة و خبرة ايران حاضرة فى المشهد السورى و الواقع ايضا يقول ان المملكة لا تستطيع وحدها انجاز المهمة و القضاء على الحوثيين لانها ضمنت تدخل دول التحالف معها جوا و بحرا لكن لا تضمن تدخلهم برا لظروف كل دولة و حساباتها الخاصة .
-;- مصر : دخلت التحالف إرضاءً للسعوديةعلى الرغم ان ايران و الشيعة ليس فى خانة الاعداء بالنسبة لمصر اضف الى ذلك ان مصر منشغلة بمحاربة الجماعات الاسلامية المسلحة فى سيناء و الذاكرة المصرية لم تنسى مستنقع اليمن و خسائرها فى الحرب الداخلية عام 1962 ضد الامامية ولا يغيب عن بالها ان الجيش المصرى مستهدف و تفككه مطروح على اجندة بعض الدول و توريطه فى حرب برية هدف اساسى لها لذلك تدخل مصر سيكون جوا لمساعدة المملكة و بحرا لتامين مضيق باب المندب لضمان دخول السفن و استمرار تدفق المليارات من رسوم قناة السويس.
-;- الباكستان : وعدت بتسخير كافة امكانيات الجيش لدعم السعودية فى عملية عاصفة الحزم لكنها لم تحدد توقيت او عدد القوات المشاركة او نوعية السلاح ما عدا بعض القوات الخاصة جنوب المملكة لاعطاء الجيش السعودى خبرتها المتراكمة على القتال فى الجبال و المناطق الوعرة اضف الى ذلك ان الباكستان ليست فى حالة رفاهية لتستغنى عن بعض وحدات من جيشها و هى فى حالة توتر دائم مع الهند ووجود مشكلة كشمير و قتال حركة طالبان باكستان و القبائل المؤيدة لها .
-;- تركيا : ايضا وعدت بالدعم اللوجستى دون التدخل المباشر بسبب حساسية العلاقة مع الجارة الكبيرة ايران و حجم العلاقات الاقتصادية و التبادل التجارى االمتفق عليه ان يصل سقف 30 مليار دولار مما يدفع تركيا بعدم المخاطرة بفقدان السوق الايرانى كما فقدت السوق السورى و الممر الامن لاسطول النقل البرى من الشاحنات التركية ,وحزب اردوغان مقبل على انتخابات برلمانية واى خطوة خاطئة المعارضة له بالمرصاد.
-;- دول مجلس التعاون الخليجى : امكانياتها المتاحة بالدعم الجوى بعكس عمان التى امتنعت لتكون على مسافة واحدة من الاطراف المتحاربة وهى تجهز نفسها لاستضافة محادثات الحوار الوطنى المقبلة .
-;- الاردن : لا يملك فائض فى قواته البرية القليلة نسبيا وجهده فى الدعم الجوى موجه لضرب قوات الدولة الاسلامية داعش خاصة بعد حرق الطيار معاذ الكساسبة
-;- السودان : يمتلك علاقات جيدة مع كل من ايران و السعودية لكنه فضل الوقوف لجانب السعودية بشكل رمزى من ثلاث طائرات و ليس فى نيته اضافة ازمة جديدة بالاضافة لازماته الداخلية ابتداء بانفصال الجنوب وبقاء النزاع على اقليم ابيى و ازمة دارفور والحروب القبلية .
و اخيرا الولايات المتحدة التى غضت الطرف عن تمدد الحوثيين الذى يتفق مع اجندتها الخاصة فى المنطقة من خلال ادخال الدول المستهدفة فى فوضى الاقتتال الداخلى و لا مانع من توسيعه بان يصبح اقتتال مذهبى سنى شيعى ومن هذا المنطلق ايدت عاصفة الحزم و لم تشارك حتى لا تؤثر سلبا على سير المعارك بتدخلها
اذن رهانات السعودية على الدعم البرى من دول التحالف غير مطمئنة لظروف كل دولة و حساباتها و القضاء على الحوثيين بالضربات الجوية مستبعد و الجيش السعودى لوحده بريا سيدخل مستنقع لا يمكن الخروج منه اذن رهانها الوحيد يجب ان يكون على اجبار اطراف الصراع اليمنى فى الجلوس على طاولة الحوار الوطنى بالتفاهم مع ايران دون ان يمس هيبة المملكة و يحفظ لليمن وحدته و للسعودية مكانتها و تغلق الباب امام تدخلات على عبدالله صالح .
الكاتب / باحث فى العلاقات الدولية
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة