الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشروع النووي الإيراني على ميزان الجذب الدولي والإقليمي.

بسام الرياحي

2015 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تتواصل في سويسرا المفاوضات الشاقة بين إيران والمجموعة السداسية حول البرنامج النووي ، هذه المسيرة من الشد والجذب بين الطرفين تتواصل منذ سنوات على أساس التوصل لإتفاق يوقف نشاطات نووية في طهران تزعج الغرب . القوى الغربية تريد ضمان حد أدنى في هذه المفاوضات يجعلهم متحكمين في مستقبل المنطقة ومنع ولادة قوى إقليمية تهدد مصالحه من جهة ووجود إسرائيل ككيان يربك تكوين وحدة إقليمية أو قومية بفعل الترسانة النووية التي تملكها تل أبيب .المحادثات تبدو عسيرة في ظل تمسك إيران بحقها في الطاقة النووية السلمية التي لا تحرهما مواثيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية خاصة في ظل العقوبات المفروضة عليها منذ عشرات السنين ،لكن القوى الغربية تخسى من تحول هذا النشاط لأغراض عسكرية إذا ما تكثف إستعمال أجهزة الطرد المركزي والمياه الثقيلة والتعاون الفني الإيراني الوثيق مع باكستان وروسيا لإنجاح مشروع القنبلة النووية.
تأتي هذه المفاوضات في ظل توترا واضحا للعلاقات الدولية بين روسيا والمجموعة السداسية ، وإرتباك السياسات الأمريكية في المنطقة وتراجع دور أوروبا سياسيا في الأحداث الأخيرة . إيران وبأوامر مقدسة من مرشد الثورة خامينئي لديها سقف تريد الحفاظ عليه وهو حقها المقدس في الطاقة النووية في ظل العقوبات الشئ الذي يثير حفيظة إسرائيل والمملكة السعودية المحافظة والتي تخشى من المد الإيراني وتستبق الامور في التدخل والتأثير على الأمريكيين شأنهم شأن إسرائيل . المهم هو إرادة غربية واضحة لإجهاض مشروع قوة نووية جديدة في المنطقة حتى مع تنازلات إستراتيجية ربما لصالح الجمهورية الإسلامية ، الأمريكيين يتصرفون ببعد نظر ورؤية إستراتيجية بعيدة المدى من شأنها كسب قوة إقليمية كإيران من دون السلاح النووي وتكون مرحلة لتطبيع العلاقات الثنائية وفتح أبواب المجال الخرساني الغامض والمحصن ، عكس ما تراه إسرائيل والسعودية في ضرورة كبح الطموحات النووية الإيرانية حتى بالقوة على شاكلة التجربة العراقية في الثمانينات ...
هذا الصدع في المعسكر الغربي مع تمسك إيران بقوة بمطالبها التي تراها شرعية يجعلها تكسب خصومها بالنقاط ،ولادة المشروع النووي الإيراني في ثوبه السلمي أو الحربي بعد المفاوضات سيكون المحرك التاريخي لمستقبل المنطقة والجمهورية الإسلامية الطموحة في تغيير جغراسياسي جديد ، سيراقب الغرب دون حراك هذا الإنقضاض في ظل تداخل أطراف الجذب الإقليمي وترددها ، حتى مع قيصرية إستباقية لهذا الأمر مجرى الأحداث لن يتوقف في ظل الواقع العربي المفعول فيه والرجعي المتقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو