الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الذبيح

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

2015 / 4 / 1
الادب والفن


أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
لماذا تدعو علي قاتيلك بالسلام
كيف لك هذا القلب الذهبي
رغم الصفع صفح الكلام
طاقة من البصاق على ردائك القرمزي
صوت الجلدات شجوية الأنغام
أتذكر حينما دخلت المدينة بموكب بهي
فُرشت الزهور
بُسطت الورود
ورُفعت الأعلام
وحينما يُبست نُسجت
تاجٌ من الآلام

***

أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
لماذا أتيت لمخلوقك البشري
التمس الإفهام
جولت بين الرازحين
والكادحين والمتعبين
لتحملَ أسقام
ها هو الجنس الترابي
يكافئونك بالموت الزؤام
أفعالُ اللئام
لا غرابة
لا يحترمون القرابة
فأرواحُهم أصنام
ها أنا على مرتفعات الجمجمة
أدون ملحمة
فيملأ الدمُ الأقلام
رواية حب
أغتالها الإنسان
مثخناً بطعنات الآثام

***

أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
أروي لي لكي أكتب
كيف فتكنا بأسراب الحمام
أحصينا وأقترعنا
مزقنا وأقتسمنا لحمك والعظام
عيرنا تغنينا
تمايلنا ورقصنا حين ذبحِك كالأنعام
كنا ندري أو لسنا ندري
كنا نروي ظمأ الحسام
فجأة غضبت الطبيعة
إنفثأت حمرة الشمس
أنفقأ النجم وأرسلَ رسائلَ الظلام
أهتز وعي الأرض
فاق ضميرُ الحجر
من تشرب بدماءِ الإله
أعلن الكون العصيان
فكان منه الاعتصام
خاف الجنود
أختبأ الكهنة
فزع الحكام
غطوا رؤوسَهم بالرغام
وأنت طأطأت الرأس
مسلماً الروح
فإنهار عهدُ القدام

***

أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
أخبرني عن ساعات الجحيم
حينما نزلت إلي السفوح
لضياء القتام
حيث عوالم الموت
قصفت المصاريع
حطمت الركام
ذابت الأصفاد
أمسكت الموتَ بلجام
سبيت الجحيمَ كالأغنام
ارتحلت إلى أكوان الخلود
فتحت فردوس الأحلام
أزلت العداوة
وأزلية الخصام

***

أيها الذبيح على مذبحك الخشبي
المتكأ على المسامير ..
أنا الروح المعذبة
والنفس المتعبة
إنحني تحت هالةِ آلامِ الأيام
سيدي لماذا أنت مُعلقاٌ
بأي ذنب قتلوك الأنام
أجب .. أصرخ بين الزحام
الذنب ..
الذنب ذنب الحب
عقاب العشق
الصلب فوق الآكام
ياقاتلي لك مني غفران
انهي عبوديتك بتمزيق صكوك الأعدام
أنهل من دمائي كؤوساً
فصليبي معصرة
أحتملته لأجلك
ياقاتلي ..أنا الكرّام ...
أحمل بين ضلوعي السهام
رغم قسوتك أشعلت بصليبي عهدَ الغرام
أنهيت بموتي عهودَ الرقيق
الآن وثيقة الحرية
للفانيين رجاءُ القيام ..
اتبعني .. اتبعني يا قاتلي .. اعطني فرشاتِ الغلام
ألون حياتَكَ بفن الصليب
فهو يرسم الطريق
يزيل من سمائِكَ الغمام
صليب موتي يزين الحياة
يخطط صورة أحزانِكَ كرسام
خطوطه خط الهُيَامِ
يتوج الكون
بدم اللون
على الثغرِ البسام
أنا الذبيح على مذبحي الخشبي
المتكأ على المسامير .. صاحب القبر الفارغ .. الذي من الموتِ مُقام ...

***************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للمتابعة
صموئيل ميشيل نسيم ( 2015 / 4 / 1 - 07:07 )
to contact : Poems with Samuel Michel

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي