الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انتهت هدنة لندن السيساتنية,,, بتعنت أمريكي

كهلان القيسي

2005 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على المتنورين في هذه الأمة إن الزيارة المثيرة للجدل للسيساتني إلى لندن لم ولن تكن زيارة علاجية أبدا, بل كانت زيارة سياسية لترتيب بعض الأمور على مدى قريب وزيارة آنية القصد منها الهروب وترك الصدر يواجه الأمريكان في النجف.
الكل يعرف إن الإنكليز لهم دهاء الثعلب في السياسة والمراوغة لذلك عمدوا إلى تأمين قواتهم القليلة العدد في جنوب العراق بضمان شيعي, وهم الذين اصطدموا مع الأمريكان إبان الحرب على العراق, بحيث وصف القتل المتبادل بينهم ب(( النيران الصديقة)) وحينها وصف احد الجنود البريطانيين، الأمريكان بالهمج ورعاة البقر يطلقون النار على كل شيء يسير, وأضاف لقد كانت عرباتنا تسير نحو البصرة وأعلامنا مرفوعة ومطبوعة على العجلات لكن بالرغم من ذلك أمطرتنا المروحيات الأمريكية بوابل من الرصاص, وقتل بعض الجنود, وقد رد البريطانيين بقصف دبابات أمريكية في صحراء النجف, إضافة إلى حوادث كثيرة.لقد كانوا دائما يصفون الأمريكان بأنهم همج لا يعرفون كسب ود الشعوب.
ولسنتين مضت أنعمت القوات البريطانية ومن هي تحت إمرتها بنعيم الهدوء في الجنوب العراقي, وهذا النعيم متأتيا من مسالتين هما هدنة السيستاني مع الإنكليز عندما رتبت له الزيارة المعروفة كذلك دهاء الإنكليز في محاولتهم استمالة العشائر العراقية في الجنوب والوعود بعدم التعرض للقوات البريطانية, وهذه الهدنة لم تكن بعيدة عن ترتيبات طهران مع الإنكليز, وقد حذروهم بأنه إذا أرادت إيران أن تهيج الشيعة الموالين لها في الجنوب والمقصود بهم بدر فهي قادرة على زحزحة الارض تحت أقدامهم وتكبيدهم خسائر كبيرة تطيح بحكومة بلير, والذي تنتظره إيران من ذلك لين في الموقف البريطاني تجاه مشروع إيران النووي.

ولكن وكما هو معروف إن الأمريكان يطيحون بمن يتعاون معهم من اجل مصلحتهم الشخصية والتي هي بالأساس مصلحة إسرائيلية أمريكية مشتركة, ولذلك وتحت ضغط من المحافظين اضطرت الإدارة الأمريكية للضغط على المشروع الإيراني, ويجب إفشاله بل إن الخطوة الأخرى هي إزاحة نظام الملالي في إيران, وقد تجلت هذه العملية في المساومة مع الصينيين والروس في اختيار كبش الفداء اما إيران أو كوريا, وهكذا تمت تسوية القضية الكورية مقابل التضحية بإيران.
ولهذا بعد أن عرفت إيران إن موقفها أصبح صعبا وان الإنكليز لا يمكنهم فعل شيء، بدأت بالتحريك الفعلي في جنوب العراق, وهذا سوف يشكل عامل ضغط كبير على الإنكليز وموقفهم, والجمهور الإنكليزي ليس كالأمريكي يقبلون الخسائر الكبيرة.
إن ضيق الأفق للمؤسسة الدينية الإيرانية, وقصر نظرها الطائفي, سوف يوقعها في مشاكل لا غنى عنها, لو إن المؤسسة الدينية الإيرانية لم تتخذ الأفق الطائفي الضيق في معالجة الملف العراق لكانت ألان هي بمنأى عن ورطتها الحالية, لذلك دفعت عناصرها من منظمة بدر إلى التنكيل بأهل السنة بكافة الوسائل وإظهارهم كمنتقمين من كل ما هو عراقي غير إيراني الهوى, لذلك احترقت هذه المنظمة على المستوى الشعبي أيضا من خلال قمعها للتيار الصدري, وهذا هو أيضا يكشف نوعا من الصراع داخل إيران نفسها بين تيار خاتمي وتيار العمائم, وحسب قول خاتمي إن بعض المؤسسات الدينية الإيرانية قد خرجت عن سيطرت الدولة, والتي ستقودها إلى القدر المحتوم.
لو إن هناك عقلاء غير طائفيين في إيران لتناسوا الحقد الطائفي ولو لحين, لكي يبعدوا الخطر الأمريكي المحدق بهم من خلال التعاون بين فصائل المقاومة العراقية الرافضة للاحتلال وبين بدر يد إيران في العراق, أو على اقل تقدير تحجيمهم من عدم التنكيل بكل رافض للاحتلال والتعاون مع المحتل.
وهكذا خسرت إيران مواليها في العراق وأحرقت أوراقهم، فقد كشف العراقيون من هم وما هو مبتغاهم, وخسرتهم إيران, وسوف يعودون إليها خائبين كما فروا من نظام صدام.
وخلاصة القول إن خطر بدر على المقاومين للاحتلال الأمريكي كانت اشد من الأمريكان أنفسهم, وان هدنة السيستاني قد أطاح بها الأمريكان أنفسهم, فليتلقى الجميع شر أفعالهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و