الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهمى عبد المجيد: شخصية من مصر

محفوظ أبوكيلة

2015 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


محمد فهمي عبد المجيد (7 سبتمبر 1890 - 15 يناير 1943) ولد وعاش وتوفى بالأسكندرية، تزوج في عام ١-;-٩-;-٢-;-٢-;-من إحدي كريمات عائلة الناضوري العريقة باإسكندرية، له إبن وحيد هوالدكتور أحمد عصمت عبد المجيد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية. عمل وكيلا لمصلحة الجمارك المصرية، وترأس مجلس إدارة جمعية المواساة الخيرية التى انشئت عام 1910، والتى كان قد تولى رياسة أول مجلس إدارة لها، الشيخ عبد العزيز جاويش، وهى من أوائل الجمعيات الأهلية المصرية التى تأسست بالإسكندرية . انتخب فهمي عبدالمجيد وكيلا لها في عام‏1926 ,‏ وأصدرت الجمعية العمومية للجمعية قرارا في اجتماعها المنعقد بتاريخ 27/10/1929، بإضافة نص لقانون الجمعية يضيف لأغراضها معالجة المرضي، وتفعيلاً لهذا الغرض تقرر إنشاء مستشفي أهلي بمدينة الإسكندرية يخصص قسم كبير منه لمعالجة الفقراء مجانا‏. كما تقرر إنشاء عمارة للإستعانة بإيرادها في بناء المستشفي، وتم الإنتهاء من بنائها عام 1930. بعد أن كانت الجمعية قد قامت بالدعاية وتدبير المال اللازم. نجحت جهودها في بناء المستشفي خلال نحو ثلاث سنوات، بفضل همة وإقدام وايمان وشجاعة القائمين عليها و إصرارهم على أن تنشأ المستشفي علي أحدث النظم‏، وتحقيقا لهذا الهدف سافر محمد فهمي عبد المجيد ومعه سكرتير الجمعية محمد سعيد جميعي إلي ألمانيا للإطلاع علي أحدث المستشفيات بها وهو مستشفي مارتن لوثر. وتم الإسعانة ‏بالمهندس الهر ارنست كوب الذي شيد مستشفي مارتن لوثر ببرلين‏، فحضر إلي الإسكندرية في20/7/1930، ووضع التصميمات الهندسية والرسومات الخاصة بالمستشفي.‏
‏ صادف بناء المستشفى الكثير من الصعاب المالية، وعجزت الجمعية عن الوفاء بسداد القسط الأول لسلفة كانت قد إقترضتها من بنك مصر لإستكمال إنشاء المستشفي فنزع البنك ملكية العمارة التي تمتلكها الجمعية. ويقال أن البنك كان مكرهاً علي هذا السلوك بصدور الأمر له بإستعمال منتهي القسوة والشدة في معاملته للجمعية‏‏,‏ ورغم كل المعوقات التى دبرلها القصر وحرض عليها ووضعت أمام مشروع بناء مستشفي المواساة ‏,‏ والإستكثار على أحد أبناء الوطن النجاح فى إقامة صرح إنساني واجتماعي يلبي احتياجات البسطاء من أبناء الاسكندرية بجهد أهلى تطوعى خالص، ونجحت الجمعية في تشييد أكبر مستشفي بالشرق الأوسط‏,‏ يحتوى علي أحدث الآلات و المعدات الطبية والعلاجية‏,‏ بفضل الإقبال الجماهيرى الواسع على التبرع لتمويل المشروع‏، كما تطوع الكثير من الأطباء في خدمة المستشفي بدون مقابل لما عرف عن رجال الجمعية من أنهم غير مواليين للقصر ولاينصاعون لرغباته. ولم تتنازل الجمعية عن إسنقلالها مما أدى بالملك فؤاد إلى عدم قبول الدعوة لحضور حفل وضع حجر الأساس للمستشفي، كما رفض قبول دعوة حضور حفل الإفتتاح. تمكنت الجمعية من الخروج من مأزقها المالى بإصدار يانصيب علي العمارة‏,‏ كان الأول من نوعه في مصر‏,‏ وأعتبر شراء أوراقه عمل وطنى وأقبل الناس على الإشتراك فيه,‏ ونجح نجاحا منقطع النظير لدرجة أنه حقق للجمعية ربحا بلغ نحو ‏60,000‏ جنيه مصري‏,‏ بعد تسديد جميع الديون التي عليها ‏.‏
عقب وفاة الملك فؤاد في ‏28/4/1936 ‏ رأي رجال المواساة أن يسعوا لتصفية الجو بين الجمعية والقصر‏,‏ وتم بالفعل إقامة حفل خيري تحت رعاية وحضور الملك فاروق ،‏ كما تم إفتتاح المستشفي رسميا في‏12/11/1936 بحضورالملك الجديد، الذى قام بجولة تفقد خلالها جميع أقسام المستشفي وأجنحتها والأجهزة الحديثة المزودة بها‏,‏ ووجه ثناء وتقدير لرجال المواساة، خاصة للمرحوم محمد فهمي عبد المجيد علي ما بذلوه من جهود جبارة في إتمام مشروعهم العظيم‏,‏ كما زارت الملكة نازلي والأميرات المستشفي وقدمن تبرعا له‏,‏ وتوسعت أعمال المستشفي بالتوسع فى إنشاء المستوصفات و العيادات الخارجية‏,‏ كما اقامت الجمعية مسجد المواساة الشهيرعام‏1937‏. وسرعان ماتوترت العلاقة مرة أخرى بين المواساة والقصر، فعندما أقامت الجمعية حفلة خيرية بمسرح الهمبرا في أكتوبر من عام ‏1938‏ بحضور الملك فاروق أصر رجال القصر علي منع محمد فهمي عبد المجيد رئيس الجمعية من القاء كلمة الترحيب،‏ وصمموا علي أن يلقي الكلمة أحد اطباء المستشفي‏، وواجه فهمى هذا التحدي بالإمتناع عن حضور الحفله وإستقبال الملك. وأعتبر القصرهذا السلوك إهانة للملك، وإزاء هذا التحدي شن القصر حربا شرسة على فهمى عبد المجيد إنتهت باجباره علي الإستقالة من رئاسة مجلس إدارة جمعية المواساة. وفى حركة إعادة هيكلة لوظائف الدولة الغيت وظيفة وكيل عام مصلحة الجمارك التي كان يشغلها في10/8/1939‏، بهدف إحالته إلي المعاش‏، وهو في سن التاسعة والأربعين‏.
توفي محمد فهمى عبد المجيد في‏ 15 يناير ‏1943‏ وهو كسير القلب مهضوم الحق‏ خاصة وهو يرى تحول الدور العلوى من المستشفى إلى جناح ملكى بمدخل خاص وطاقم تمريض جله من الفتيات الأمريكانيات لعلاج الأسرة المالكة ، ورددت صحف الفضائح آنذاك أن الملك فاروق كان يقضى فيه بعض سهراته الماجنة. ولكن رجال ثورة يوليو أنصفوه فاقيم له تمثال ‏عند مدخل المستشفي بشارع جمال عبد الناصر أمام كلية الهندسة ولوحة تذكارية نوهت بالعرفان بجميله وتميزه ودورة الإجتماعى المشهود ومواقفة الوطنية. كما تم إطلاق إسمه على احدى مدارس حى محرم بك الإعدادية بالإسكندرية.
تم تأميم المستشفى فى أوائل الستينيات من القرن الماضى هى وباقى مستشفات الأسكندرية الكبرى، وأنطوت هى وبعض هذه المستشفبات تحت إدارة مؤسسة بإسم المؤسسة العلاجية وتدهورت أحولها خاصة بعد حرب 1967، وتقلص الإنقاق على الصحة فى الموازنة العامة للدولة لصالح المجهود الحربى تطبيقا لشعارالمرحلة "لاصوت يعلو على صوت المعركة". وزاد الطين بلة تخلى الدولة عن دورها بعد حرب أكتوبر 1973، ودخول القطاع الخاص لإنشاء المستشفيات التجارية المنافسة للصروح الطبية الحكومية الخربة، فازدادت خرابا إلى أن ضمت فى بداية سبتمبر 2010 إلى جامعة الاسكندرية وأصبحت تتبع مستشفيات الجامعة وبها يدرس طلاب كلية الطب العلوم الأساسية التي تدرس في السنوات الثلاث الأولى. أما الجمعية فقد تحولت بعد تأميم المستشفى بعدة سنوات إلى النشاط الدينى وتغير إسمها إلى جمعية المواساة الخيرية الإسلامية، وأقتصر نشاطها على النشاط الدينى خاصة منذ أن تشكلت لجنة الزكاة بالجمعية بتاريخ 7 / 8 / 1981، واعتبارا من هذا التاريخ وفى الفترة التالية تركزت أعمال الجمعية فى الجامع الملحق بالمستشفى مما مكنها من جمع أموال الزكاة والصدقات من داخل البلاد وخارجها لإنفاقها على العمل الدعوى والخيرى الإسلامى. وظل مبنى المواساة، الجمعية والجامع والمستشفى رابضا شاهدا مؤرخا لما مر به الوطن من أحداث على مدى ثمانين عاما، بداية من الصراع بين القصر الملكى و الحركة الأهلية الوطنية، مرورا بثورة 1952 والتأميم و الحروب التى أنتهت بحرب 1967، إلى أن خطف الإسلام السياسى من أخوان وسلفيين مخ وإرادة المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم