الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية والخوف من إهتزاز عرشها

ضياء رحيم محسن

2015 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أثناء تبريره للحملة التي تقودها بلاده ضد اليمن، قال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير ما نصه: ((أن الهدف من التدخل كان «لحماية الشعب اليمني من منظمة متطرفة متحالفة مع إيران وحزب الله التي سيطرت فعليا على أنحاء البلاد. انها للدفاع عن الحكومة الشرعية في اليمن. وانها لفتح الطريق أمام محادثات سياسية، بحيث يمكن أن يستكمل اليمن الفترة الانتقالية والتحرك نحو مكان أفضل)).
وبقراءة متمعنة في تصريح السفير السعودي، نلاحظ أنه لم يتطرق الى أمن السعودية من قريب أو بعيد، وهو الأمر الذي يعني أن المملكة تؤدي دور الحرب بالوكالة، لكن بالوكالة عمن؟ وضد من؟ ولمصلحة من؟
سؤال كبير يحتاج الى إجابة واضحة، لكن قبل ذلك نحتاج الى معرفة طبيعة المجتمع اليمني، كونه المعني الوحيد بهذه الحرب، إذا سلمنا جدلا وجود حسن النية في الحرب السعودية على جارتها الجنوبية.
المجتمع اليمني مجتمع قبلي، يسعى الى تقوية هذا المجتمع كمنظومة ثقافية، ومع هذا فهم يدعمون النظام القائم؛ لكنهم يسعون الى إضعاف مؤسسات الدولة، خدمة للنخب السياسية المؤثرة في النظام، وكدليل على تأثير القبيلة نرى أن 65% من أصل 139 وكيل ووكيل مساعد هم من أبناء شيوخ القبائل، بالإضافة الى أن 62% من المحافظين، و50% من أعضاء مجلس النواب، و35% من أعضاء مجلس الشيوخ؛ هم من الشيوخ وأبناء شيوخ هذه القبائل، ومع هذه الهيمنة لشيوخ القبائل على المجالس التشريعية، لكننا نرى هؤلاء قد ساهمو في إختلال التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وأسسوا الى ما يمكن تسميته تقاسم للسلطة، يتم من خلاله منح رجال الدولة السلطات المركزية، في حين يتم منح شيوخ القبائل السلطات على المستوى المحلي.
يمكن ملاحظة أن المناطق التي تعيش فيها قبائل حمير ومذحج وكندة، عرفت النظام المؤسساتي، مثال ذلك الدولة الأيوبية وإنتهاءا بالإحتلا العثماني والإنكليزي، بعكس المناطق التي تعيش فيها قبائل حاشد، مع أنه أكثر القبائل تأثيرا في الساحة السياسية، بسبب هيمنة شيوخ هذه القبائل على جهاز الدولة، وإلتفاف أبناء هذه القبائل حول شيوخهم، الأمر الذي نرى فيه النظام القائم يعتمد على هذه المزية في إمساكه بالسلطة، بالإضافة الى أن تلك القبائل متمسكة بالطابع الحربي الذي توارثته عبر تأريخها الطويل.
مما تقدم يتبين ان أهل اليمن لا تنقصهم الشجاعة ولا الحيلة لتغيير سياسة الحكومة لو كانوا رافضين لها، والدليل أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي حكم البلاد لمدة طويلة، عندما أراد الشعب تغييره، مع كل الآلة الحربية التي يملكها، لم يستطع الوقوف بوجه ثورة الشعب، كذلك الحال بالنسبة للرئيس عبد ربه، فطيلة تسنمه منصبه خلفا للرئيس صالح كانت هناك مطالبات بتحسين وضع البلاد الإقتصادي والسياسي، ومع إستمراره في رفض تلك المطالب؛ إتخذ اليمنيين قرارهم بتنحيته من منصبه وهو الذي حصل فعلا، فلا طائرات السعودية ولا السفن الحربية المصرية، يمكنها أن تعيد عبد ربه الى السلطة من جديد.
يبقى أن نقول، يجب ترك الشعب اليمني يقرر من يريد، بعيدا عن جعجعة السلاح التي ما باتت تخيف أحدا، فلو كان هناك من يخاف فعلا، لما سقط صدام، ومن بعده بن علي ومبارك والقذافي، أم أن ملوك آل سعود يستشعرون الخطر يداهم عروشهم، فيحاولون إطالة أمد بقائهم في كرسي الحكم لأطول مدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تعيش باميلا كيك حالة حب؟ ??????


.. نتنياهو يعلق على تصريحات بايدن بشأن وقف إرسال أسلحة لإسرائيل




.. مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يوافق على سحب قوات روسية من مناطق مختلفة في أرمينيا




.. باريس: سباق البحث عن شقة للإيجار • فرانس 24 / FRANCE 24