الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا تمهد الطريق أمام سوريا

علي الشهابي

2005 / 9 / 23
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بعد أقل من عشرة أيام ستنضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، أو على الأقل ستتقدم خطوة لابأس بها نحو الانضمام. ومن البديهي ألاّ تصير العلاقة بينها وبين باقي بلدان الاتحاد فوراً، على كافة المستويات، كعلاقة بلدان الدفعة الأولى ببعضها. بل ستنقضي فترة عشر سنوات، أكثر أو أقل قليلاً، حتى تبلغ تركيا تلك المرحلة. لكنها بهذا الانضمام تكون قد دخلت مرحلة اللاعودة، مرحلة تصير القوانين فيها والقوانين الناظمة لعلاقتها بباقي بلدان الاتحاد كالقوانين الألمانية أو الإيطالية. الأسباب الكامنة وراء هذه السنوات العشر لا يتسع المجال لذكرها بهذه المقالة الصغيرة، وعلاوة على ذلك هناك ما هو أهم منها في هذا المجال: إن تركيا تدخل هذا الاتحاد بالشروط التي دخلت بها غيرها من البلدان الأوروبية. فالدفعة الأولى من البلدان الداخلة كانت مشروطة بخمس سنوات، أما الثانية فبثمانية. أقول هذا لأن كل مثقفينا لابد أن يبالغوا كثيراً بتحميل هذه السنوات العشر لتبدو تحليلاتهم السابقة صحيحة، هذه التحليلات المنطلقة من "اعتقادهم بأن الاتحاد الأوروبي يرفض عضوية تركيا كونها إسلامية". ولا أستبعد أن يقوم بعضهم بتفسير أسباب ضمها إلى الاتحاد الأوروبي "الآن، في هذه الظروف، بممالأة الأوروبيين للمسلمين ـ لكسب ودهم ـ بعدما بات الإسلام قوة عظيمة تهدد الغرب". لا أستبعد هذا التفسير لأنني مهما فكرت، لا يمكنني أن أجد ناظماً لآلية تفكيرهم أو أن أحيط بكل تجليات لاعقلانيته.
على كل حال، عندما كان الجميع يهذر باستحالة ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لكونها بلداً مسلماً، أكدّت على حتمية ضمه لها في المستقبل القريب (يرجى العودة إلى كتاب "سوريا إلى أين؟"). وقد تم هذا التأكيد انطلاقاً من أن الأوربة لا يمكنها تحقيق ذاتها، أي أن تفعل فعلها في تطوير الاتحاد الأوروبي في ظل العولمة، إلا بتحقيقها لمصالح الشعوب الأقل تطوراً المحيطة بها جغرافياً. وبالتالي فإن قبول الاتحاد الأوروبي عضوية تركيا فيه، أو تطور الأمور بينهما بهذا الاتجاه، إنما يحقق مصالح الأوروبيين والأتراك.
بهذا الدخول التركي تكون سوريا قد دخلت ضمن المدى الممكن لدخول الاتحاد الأوروبي لسببين: أولاً لأن حدود سوريا تصير حدوده. وثانياً لأن هذا الدخول التركي يعلّم مثقفينا كيفية التفكير، أي يصحح تفكيرهم. فانضمام تركيا سيعني أن الاتحاد الأوروبي ليس "نادياً مسيحيا"، وهو ليس هذا النادي ولن يكون، لأن ضرورات تطور رأس المال لا دين لها. هذه المقولة يرددها معظم مثقفينا بصيغ مختلفة، دون أن يدركوا كنهها. فلو أنهم يدركونه لما ظلوا طوال المرحلة الماضية يزعقون "لن يقبلوها لأنها إسلامية". وبديهي أنني لا أقصد المثقفين الإسلاميين وحدهم، فهؤلاء لا أتوقع منهم صحة التفكير في هذا المجال. على كل حال، عندما يجبر دخول تركيا مثقفينا على وضع تفكيرهم على أولى درجات التفكير الصحيح، لاشك في أنهم سيبدأون التفكير بماهية الخطوات الواجب اتباعها لتصل سوريا المرحلة التي تتمكن فيها من تقديم طلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. علي الشهابي/18 أيلول/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز