الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبَّتْ يدا داعش

قحطان محمد صالح الهيتي

2015 / 4 / 2
الادب والفن


انْشِــرْ حُـروفـَكَ حتـى تَنـطِـقَ الجُمَـلُ
واحْمِــلْ قوافيـكَ وانْـزِلْ حَيثُمــا نَزَلوا

واكْتُــبْ رَويَّـكِ حَـرْفَـــاً يَســـتَقيمُ بــه
بيــتُ القَصــيدِ وفيــه يُضْــرَبُ المَثـَلُ

وارفـَـعْ شِـراعَك واركَبْ بَحـرَ قافيـةٍ
وابْحِـرْ بِعَـزْمٍ ولا تُخْـذَلْ كمـا خُـذِلـوا

واصْبرْ على مَوْطِنٍ ليـْـلاهُ مـا لَقيـَــتْ
وصَــلاً فَعُشّــاقُها والوصْـلُ قد رَحلوا

واكْظـِــمْ هُيامَـــكَ إنَّ العَيــنَ عاشِــقَةٌ
والعيــنُ إنْ عَشِـــقَتْ بالحُسـنِ تَكتَحِلُ

وأكْــرمْ شِـــفاهَ جَـوىً ضَنَّتْ ببسْـمَتِها
يومــاً عليــكَ فثــارَتْ عِنــدَها القُبَـــلُ

وانسَ العيـونَ اللواتـي كُنـتَ تَعْشَـقُــها
فليسَ فـي شَرْعِهمْ عِشــقٌ ولا غَـــزلُ

وليسَ فـي شَرْعِـهمْ ذِكـرَىً تَحِـنُ لهــا
ولا ابتســـام ٌولا بُشــــرى ولا أمَــــلُ

وليسَ فـي شَرْعـِهم فَيـروزُ تَسْـــمَعُهـا
عنــدَ الصبــاحِ فتشــــدو ثـــم تَبْتـَــهِلُ

مــا عــادَ شـِــعْرُكَ بَيتـاً تَسْــتَظِلُ بـــهِ
ولا السِــنُونُ لهــا في العُـمـرِ مْرتَحَـلُ

فالعُمـــرُ يَحمـــلُ فــي أيَّامـــِهِ وَجَـــلٌ
وانـــتَ تَحْمِـــلُكَ الأيَّــــامُ والوَجـَــــلُ

فاطـــوِ عِتابــَـكَ واحفظْــهُ إلـى أَجَــلٍ
واسْــرجْ سِـــنينَك حتى يُكتَـبَ الأجَـلُ

واطلــقْ سَــراحَ فَــمٍ لا تَخْـشَ عاقبــةً
وقـُـــلْ لداعــشَ تبَّــــا أيُّـــهـا البَـــطَلُ

تبـَّـتْ يَــدا داعـش ٍ بــل تـَبَّ مذْهَبُهـُـم
إنْ كـــانَ دينُـهــمُ يفُـتـي بمـــا فَعـَــلوا

وتـَبَّ مـَـن قــالَ إنَّ الدِّيــنَ فيْـصَــلُنُــا
لكــي تَقــومَ وتُبنــى باسْــــمِهِ الـــدُولُ

فالدِّيـنُ بـِــرٌّ وإحْســـــانٌ ومــوْعِـظــةٌ
والـديـنُ حُــبٌّ بـــهِ نَـزهــوْ ونَحْــتَـفلُ

والدِّيـنُ لله ِيَهـــدي مـَـنْ يَشـــاءُ ولــن
تهَـدي لدينِــك مَـنْ أحْبـَبـتَ يـا رًجـِـلُ

ما قــالَ ربـُّــك اقْتـِـلْ كـي تَعـيشَ ولا
جـاءتْ بمــا تَدَّعـي الأدْيـانُ والرُسُــلُ

بِئسَ الخلافـــةً إنْ صـارتْ شَــريعَتُهـا
حُكْمَـــاً تَســودُ بــه الأهْـــواءُ والمِــلَلُ

الحُـــورُ سُــــورتـُها والسَّـــبْيُ آيَتـُــها
والعقــلُ بالبـــاهِ لا بـالعِلـــمِ مُنشَــــغِلُ

صـاغـوا اخـتزالاً مُسَــمّاهُـم لدولتــِهم
فبئسَ ما اختاروا من إسمٍ وما اخْتَزَلوا

الدّالُ مـن دَمَّـروا والألفُ مـن أسَـروا
والعَينُ مِـنْ عَذّبـوا والشينُ من شَـعَلوا

وأنـــت يـا صــابراً حَتـَّـامَ تَنطِرُهـُـــمْ
والنَهـْبُ بـاتَ مَشَـاعــا دونمــا خَجـَـلُ

الغَيــرُ يَأكُــلُ مـِــن بُســـتانِنـا رُطَبـــاً
ونحــن حُصَــتُنا العُرجُــون والقَحــِـلُ

فاخْفِضْ جَناحَكَ للشَعْبِ الذي عُرفَــتْ
عنهُ الحَضــارةُ والإِقْــــدامُ والمُـــثُــلُ

شَـعبٌ عَــلا الشمْسَ فامتَدتْ مَشـارِقُهُ
إلــى المَغـارِبِ فـازْدانَـتْ بـِـه الــدُولُ

لكنـَّــــهُ اليــــومَ مَأَسْــــورٌ وسَـــــيّـدُهُ
وَغـْـــدٌ زَنيـــمٌ خَسـيسٌ ســـافلٌ نَـــذِلُ

بالله يـا صَــــبرُ لا تَـبْخــلْ ببـــارِقَــــةٍ
على العراقِ فقــدْ ضاقـَـتْ به السُـــبُلُ

آهٍ وكـــمْ آهِ يــا دُنيـــاً أَصـــيحُ بـهـــــا
علــى زَمــانٍ بـه الأهْلُــونَ قــد نَكلـوا

آهٍ علــى حَسَـــبيْ آهٍ علــــى نَسَـــــبيْ
آهٍ علــى هيــتَ باعـُـوها لـمن دَخــلوا

صــارَ الدَّعِـيُّ بهــــا أصْـــلاً فبـايَعَــهُ
علــــى الخـِلافــَــةِ أفَّــــاقٌ ومُبـتـَـــذَل

آهٍ علــى (قلقتي) بــاتَ الـرَقيــعُ بـــها
شَـــيْخاً وسـادَ بــها المَأفــونُ والهَبِــلُ

أوَّاهُ يا هيــتُ هـلْ (شاقوفَتي) سُـــبِيَتْ
ام أنَّهــا فـي الهـوى ليلـــى وتَحْتَمِــلُ؟

آهٍ علــى جُـرفِهــا والبَــدْرُ ســـامِــرُنـا
وسَـعْفُ (چِرْدَاغِها) كالشَــعْرِ مُنْسَـدِلُ

يا هيــتُ فرسـانُك للشمس ِقـد صَعَدوا
وعانقــوا المجــدَ أحـراراً وما نَزلـــوا

قـولـي لسُـــعْدى بــإنَّ الــدارَ بـاقيــــةُ
و(الچِرْيُّ)جارٍ وأهلُ الحي ما انْشَغَلوا

وإنَّ يـومـــاً مــع العُشّـــاقِ يَجْمَــعُنـــا
آتٍ قَريبـــاً فــلا تَحْــزنْ لِمـــا عَمِلــوا


بغداد في 1/ نيسان /2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ


.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ




.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال


.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ




.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال