الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نيجيريا : كان العالم صامتاً حينما كنا نموت

كور متيوك انيار

2015 / 4 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


نيجيريا : كان العالم صامتاً حينما كنا نموت

كور متيوك
عندما يحين موعد أي انتخابات في افريقيا يحبس الشعب انفاسه ويظل الجميع ينتظر العنف الذي يصاحب الانتخابات ، ولقد حكت شيماماندا في رائعتها ( نصف شمس صفراء ) كيف كانت نيجيريا في الستينات تعيش في حالة جنون وصراع حول السلطة ، لكن نيجيريا تخطو خطوات كبيرة نحو التطور والاستقرار . هكذا هي دائماً شكل الديمقراطيات في افريقيا مع ذلك القادة الافارقة يكررون دوماً حرصهم على ارساء تجربة ديمقراطية في القارة لكن ما نجح فيها القارة ليس التبادل السلمي للانتخابات بل هي العنف والقتل والتدمير الذي يسبق او يلحق نتيجة الانتخابات ، وهذا ليس بالأمر الجديد بالنسبة للقارة الافريقية فقديماً عرف افريقيا نظماً سياسية كانت مستقرة و تتلاءم و تلك الحقب حيث لم يكن القارة قد عرفت الدولة الحديثة ، وتم التعارف على أن يقتل الملوك عندما يطعنوا في السن .
وقتل الملوك كان الية لتبادل السلطة و اتاحة الفرصة لآخرين اكثر قدرة على إدارة الشعوب او القبائل لكن بعد وقت من الزمان اصبح الملوك يتحايلون على تلك التقليد التاريخي ، وبدلاً من قتل الملوك ، اصبح الملك يقتل طقوسياً ليعود بعد تلك الممارسات الطقوسية لممارسة مهامه بصورة عادية . في الستينات والخمسينيات ومع نيل اغلب الدول الافريقية استقلالها اطلت براسها مشكلة نظام الحكم في افريقيا ، وكان الجيل الاول من قادة التحرير الذين قادوا شعوبهم نحو الاستقلال متمسكين بالحكم ، ولقد ركزوا جهدهم في حماية السلطة بدلاً من التنمية والاستقرار والتطور ، وهكذا ظلت لعنة نظام الحكم تلاحق القارة .
رغم أن البطء الذي يصاحب عملية التحول نحو النظم الديمقراطية غير أن القارة الافريقية تشهد تطوراً ملحوظاً بقيادة جيل جديد من القادة الافارقة الذين هم على اهبة الاستعداد لمغادرة السلطة دون عنف ، وهذا ما نشهدها في الانتخابات النيجيرية ، والانتخابات النيجرية تكتسب اهمية كبيرة لما تمثلها من قوة اقتصادية عالمياً و افريقياً حيث تعتبر اكبر اقتصاد في القارة بتعداد سكاني بلغ اكثر من المائة وسبعون مليون نسمة ، كما أن التهديد الكبير الذي اصبح يشكله جماعة بوكو حرام في كل من نيجيريا والنيجر وتشاد ، اصبحت تؤرق العالم وخاصة أن نيجيريا من اكبر منتجي ومصدري النفط في القارة ويعتمد عليه العديد من الدول .
لذلك العالم يريد التاكد من أن الانتخابات لن تنتج عنف كما شهدتها انتخابات العام 2011م و انها ستمر بسلام حتى لا يؤثر أي حرب اهلية او صراع على السلطة في تركيز السلطات على محاربة بوكو حرام والتي يمكن ان يستفيد من أي صراع سياسي وفراغ امني في تمديد نفوذها في البلاد ، كما أن نجاح الانتخابات في نيجيريا ستكون في صالح مزيد من التحول الديمقراطي في القارة باعتبارها دولة كبيرة سيحتذي بها الدول والسياسيين كنموذج ، لذلك نجاح الانتخابات النيجيرية من عدمها كانت اختبار لنظم الحكم الديكتاتورية في القارة وللاقتصاد الافريقي واستقرارها .
باعلان فوز مرشح المعارضة محمد بخاري بفارق كبير على الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان كانت مفاجاة من العيار الثقيل وغير متوقعة فنادراً ما يفوز مرشح للمعارضة في افريقيا للتلاعب الذي يحصل في العملية الانتخابية ، لذلك كانت التوقعات هي فوز جوناثان لكن فوز بخاري وتهنئة جوناثان لمنافسه امر يكاد لا يصدقه المرء ! امام الرئيس المنتخب العديد من التحديات التي ينبغي له التعامل معه وخاصة الفساد المستشري في نيجيريا وجماعة بوكو حرام .
من الواضح أن جيل افريقي جديد مستعد للقبول بالهزيمة والخسارة واحترام الدستور والقانون ظهرت في القارة وهذا بشارة خير للشعوب الافريقية ، وسبق ما قام بها جوناثان مثول الرئيس كينياتا امام محكمة لاهاي حول جرائم يعتقد انها ارتكبت في كينيا ؛ مثول كينياتا امام محكمة لاهاي باعتباره اول رئيس دولة يمثل امامها وتهنئة جوناثان بخاري بالفوز بالانتخابات لحظات فارقة و أن دل هذا فيدل على أن افريقيا تفيق من ثباتها التي طالت عقوداً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا