الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوادي بالمغرب.. من خلال الرواية الشفوية.

البراهمي نجوة

2015 / 4 / 3
الادب والفن


البوادي بالمغرب.. من خلال الرواية الشفوية.
عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط، صدر كتاب "البوادي بالمغرب" قبائل في مواجهة الاستعمار الفرنسي من خلال الرواية الشفوية. لمؤلفه ذ.عبد السلام انويكًة. الاصدار جاء ضمن المنشورات العلمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عن هذا الموسم 2014- 2015، وذلك بعد إجازته من قبل لجنة استشارية علمية متخصصة. وهو من القطع المتوسط وبصورة مدمجة في واجهته الأمامية، عن الأرشيف الفرنسي العسكري. والكتاب سيكون رهن اشارة المهتمين بهذا المجال الفكري، بجميع مكتبات المندوبيات الاقليمية والجهوية للمندوبية السامية للمقاومة واعضاء جيش التحرير. وكتاب البوادي بالمغرب حضي بشرف تقديم علمي، للمندوب السامي الدكتور مصطفى الكثيري المتخصص في التاريخ، اين أبان عن تميز العمل منهجا موضوعا وتحليلا، خاصة ما تعلق بالوثيقة الشفوية في الكتابة التاريخية ذات التماس بالمقاومة المسلحة للاحتلال الفرنسي بالبوادي المغربية على عهد الحماية
وقد جاء في تقديم الكتاب بقلم وتوقيع الدكتور مصطفى الكثيري :"في سعيها للإحاطة بالوقائع والأحداث التاريخية، التي شهدتها أحواز مدينة تازة. البوابة الشرقية التي طرقتها القوات الفرنسية الغازية، في طريقها نحو فاس عاصمة المغرب. واستكمالا لحلقات الطوق المعرفي، الذي يوثق لدخول المستعمر لهذه المنطقة والمقاومة التي واجهته. تحرص المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، على نشر أعمال وملاحم حركة المقاومة، التي كانت المنطقة مسرحا وميدانا لها على امتداد فترة الحماية. وما ترتب عنها من تداعيات وإسقاطات وإفرازات، وما أحدثته من تحولات على بنيات المنطقة، وتركيبتها البشرية والاقتصادية والسياسية.
في هذا الاطار يندرج احتضان ونشر المؤلف، الذي أعده الباحث عبد السلام انويكًة. الموسوم ب "البوادي المغربية، قبائل في مواجهة الاستعمار الفرنسي من خلال الرواية الشفهية – البرانس نموذجا 1912- 1956. وهو الاصدار الذي أجازته اللجنة الاستشارية العلمية، المنضوية تحت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، باعتبار أن موضوعه يندرج في السياق التاريخي لفترة الحماية. ويصنف ضمن مجال البحث التاريخي في مساهمة البادية المغربية عموما، والمناطق النائية الشبه منعزلة على وجه الخصوص، في مقاومة التدخل الأجنبي من خلال الرواية الشفهية وهذا هو وجه التميز.
ومن المحقق أن الباحث قد تجشم الصعاب، وهو يجول في جغرافية قبيلة البرانس. التي تتميز بواقعها المعقد والمتنوع، الذي فرضته وعورة التضاريس الجبلية وقساوة المناخ. واتساع الرقعة وصعوبة المواصلات، وواقع العزلة النسبية عن المراكز الاقتصادية والثقافية الكبرى، لالتقاط كلمات أو جمل أو شظايا رواية من هذا المقاوم أو ذاك.
ولا غرو أن الباحث عانى الكثير في مشروعه، وهو يخوض لجة البحث في تلك الفترة التاريخية لهذه الرقعة من الوطن. بالنظر الى ضعف المادة المصدرية التي لا تتجاوز في الغالب الأعم، ما خلفته الادارة الاستعمارية من وثائق ومستندات، وبعض ما ورد في حواشي الدراسات الأكاديمية. وما اعتماد المؤلف على الرواية الشفهية في توثيقه لتاريخ مقاومة قبيلة البرانس، ولسد وملئ الفراغات التي تقفز عليها المصادر والمراجع المتوفرة. إلا دليل مادي ملموس على طرحه السؤال، حول مدى صدقية ومصداقية الخلاصات والاستنتاجات التي يتم الاهتداء إليها، بالاعتماد على المادة المصدرية الأجنبية.
والواقع أن الاطلاع على هذا البحث الغني بمادته التوثيقية المستقاة من رواة عايشوا الأحداث التي يتناولها موضوعه. يدعونا الى تقدير المجهود المبذول من الباحث، قصد انتقاء الأهم وفرز الغث من السمين، وغربلة المنحاز من المعلومات عن الموضوعي. لانتقاء وحصر الروايات التي يمكن أن تقدم رؤية متوازنة، لما جرى من وقائع وأحداث خلال الفترة الزمنية المؤطرة للدراسة.
وإنه لمن الانصاف القول أن الباحث عبد السلام انويكًة، قد وفق من خلال بحثه التاريخي هذا. في تقديم عمل متميز في مجال الكتابة التاريخية، والذي يعد بحق مساهمة علمية رفيعة تعكس قدرة الباحث على التنقيب الجاد، والبحث الرصين والسعي الحثيث لخوض غمار التأريخ، لحقبة هامة من تاريخ قبيلة البرانس، وتدوين وتوثيق مساهمتها في الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
هذا الاصدار الواقع في 170 صفحة، يبسط مختصرا لتاريخ قبيلة البرانس من خلال ثلاثة فصول. استهلها المؤلف بالحديث عن القبيلة في امتداداتها الجغرافية والمجالية، وأصول تسميتها وتركيبتها البشرية، ونمط عيشها وتاريخها السياسي/ المخزني، منذ العهد الادريسي الى حين ظهور الطلائع الأولى للقوات الاستعمارية الفرنسية الغازية، على مشارف حدود القبيلة بل وقبل ذلك. وفي الفصل الثاني من الاصدار، يتناول الباحث بالتدرج وقائع مقاومة قبيلة البرانس للاحتلال الأجنبي، ويعرف برموزها الذين حملوا مشعل النضال والمقاومة ما بين 1914- 1956. ويأتي القصل الثالث والأخير من الاصدار، ليستظهر وليبرز مواقف الرد لقبيلة البرانس على إقدام سلطات الحماية، على نفي السلطان سيدي محمد بن يوسف، التي أعلن النفير في صفوف أبنائها لاستنفارهم وتعبئتهم، في معترك المقاومة المسلحة التي لم تضع أوزارها إلا بإعلان الاستقلال.
وإذ ترعى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، هذا الجديد الذي ينضاف لسلسلة إصداراتها المتواثرة في تراكماتها الكمية والنوعية. فإنها تبرهن مرة أخرى وبالملموس عن احتضانها للأعمال الموثقة للذاكرة التاريخية الوطنية. لتحفيز الباحثين والمناضلين على المزيد من البذل والعطاء، في رصد الثقافة التاريخية. لإخضاعها وإثرائها باعتبارها مكونا أساسيا للرأسمال اللامادي، الذي يجسد غنى الثروة الوطنية، وتنوعها وعمقها وأبعادها الشاملة والمتكاملة.
وستواصل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، دعمها لمجهود التدوين والتوثيق للتاريخ الوطني في بعديه الجهوي والمحلي. وتعزيزها لمبادرات وعطاءات المهتمين بمجال البحث العلمي والكتابة التاريخية. لإبراز الجوانب المبطنة والزوايا الخفية، لمسيرة الكفاح الوطني للمناطق والأطراف القصية من البلاد، في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال. والكشف عن الذخائر الانسانية والتراثية والنضالية التي يزخر بها وطننا، لوضعها بين أيدي القراء والباحثين بما يجب من الاحتياط العلمي الشديد والتحقق التاريخي الرصين.
إنه الرهان الكبير الذي تتطلع المؤسسة الراعية للشأن العام، والمرفق العام للمقاومة وجيش التحرير والحركة الوطنية. الى كسبه في مسيرتها الرائدة الهادفة الى صيانة وإغناء رصيد الذاكرة التاريخية، التي هي من أغلى وأعز ممتلكاتنا ومقوماتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا".
البراهمي نجوة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة