الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا الدينية واسرائيل 1-3

بيسان عدوان

2005 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أمريكا المسيحية وإسرائيل
دعم ثقافي أم سياسي

1- 3

عرفت الولايات المتحدة الاميريكية منذ نشأتها فصلا بين الدين / الكنيسة والدولة، وقد أقر الدستور الاميريكي عام 1789 هذا المبدأ بحيث تقف الدولة علي الحياد في العلاقات ما بين الانسان والدين " لن يصدر الكونجرس أي قانون بصدد ترسيخ الدين أو منع ممارسته" وهذا يعني انه يحظر علي الكونجرس سن قوانين تؤسس دينا أو تمنع حرية التعبير الحر الديني أو تجبر أحدا علي إتباع دين معين بأي وسيلة أو أن تساعد الدولة علي ذلك ماديا أو معنويا.
رغم الاعتراف بمبدأ فصل الكنيسة/الدين عن الدولة،فإن هذا الفصل لم يؤد إلي فصل الدين عن السياسة، كما ان تأثير الدين في الحياة الأمريكية بدأ بالمجتمع المدني وانتهي الي العمل السياسي من خلال الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.
لعبت الكنيسة طوال التاريخ الأمريكي دوراً ما في السياسة الأمريكية واعطت طريقة الحياة في الولايات المتحدة ولنظامها صفات مقدسة ، ومنذ الستينيات القرن العشرين زرعت الكنيسة الأمريكية افكاراً كثيرة منها فكرة " الشعب المختار" واضفاء الطابع القدسي علي نصوص أمريكا التأسيسية مثل الدستور وإعلان الاستقلال في العقل الشعبي وفي فلسفة المجتمع الأمريكي.
في أواخر القرن التاسع عشر استعاد الكثير من الدينيين في أمريكا نوعا من الاحترام لحكمة الاقدمين، وأهتموا بالحفاظ علي علي ثبات الحقائق الدينية في وجه التغييرات وانشغل العديد منهم خاصة المحافظيين بالدفاع عن سلطة الكتاب المقدس وصحته، واستدع تعلق الأمريكيين بالكتاب المقدس وتراث بلادهم الديني علي اعطاء أولادهم ومدنهم اسماء كتابية من العهد القديم وحركت مشاعرهم قصص الخروج من مصر والوصول إلي أرض الميعاد فلسطين التي يسمونها إسرائيل .
تشير دراسة أجريت عامة 1998 أن هناك 40% من الاميريكيين يقولون أنهم يرتادون الكنيسة اسبوعياً، ويعتبر 82% من الأمريكيين أنفسهم متدينيين بشكل أو بأخر، وهناك 90% منهم يؤكدون علي انهم يؤمنون بالله، وهناك 95% يعتقدون في وجود الله، وفي استطلاع للراي عام 2002 قال ثلاثة من خمسة أمريكيين أن الدين " مهم جدا " في حياتهم، وأربعة من خمسة يعتقدون بالحياة الاخرة ، وفي استطلاع أخر أجري في العام نفسه فقد أجاب 58% أن أمريكا تستند في قوتها علي الإيمان الديني، وذكر 48% أن الولايات المتحدة تتمتع بحماية إلهية خاصة.
تعتبر الطوائف البروتستانتية التي تشكل غالبية الحركة المسيحية في أمريكا من أهم الكنائس الاميركية تاثيرا علي السياسة العامة الأمريكية ومنها تتفرع كنائس ومذاهب متعددة منها المتشدد ومنها الليبرالي ومنها المتصهين، وقد حرصت العديد منها منذ منتصف القرن العشرين علي بذل مزيد من النشاط للانخراط في العمل السياسي.
البروتستانت " الخط الرئيسي ":
تشمل البروتستانتية " الخط الرئيسي " سبع مذاهب هي ( المشيخيون – الجمهوريين – الاسقفيون – الميثودسية – اللوثريين ، المعمدانيون ) ولهذه المذاهب قاعدة اجتماعية عريضة راسخة في الطبقات الوسطي والعليا ذات نفوذ اقتصادي وسياسي وثقافي، ويتوزع ابناؤها علي الولايات المتحدة الأمريكية المختلفة، وتعتنق اغلبها افكار دينية ليبرالية منفتحة علي قيم الحداثة، وهي ذات حس اجتماعي قوي، ويتميز موقفها من القضايا العامة علي فصل الدين/الكنيسة علي الدولة ويبلغ عددهم ما يقارب 40 مليون أمريكي ، ويمكن تصنيف التنوع داخلها كالأتي :
• ليبراليون ( المشيخية – الاقفيون – كنيسة المسيح المتحدة " الجمهوريون ).
• معتدلون ( اللوثرية – الميثوديسية – المعمدانيون الامريكان الشماليون – تلامذة المسيح ).
• المحافظون علي التراث اللاهوتي " الليتورجية "( الاسقفة – اللوثريون ).
• المتحررون من البني اللاهوتية التقليدية ( الكنيسة الخمسية وأخرون ).
شهدت المواقف البروتستانتية الأمريكية تغييرا تدريجيا خلال العقود الثلاثة الاخيرة في العلاقة مع إسرائيل باتجاه عكسي وباتوا ينتقدون السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، رغم كونهم سباقيين في الحوار مع اليهود وتبنيهم للتراث اليهودي في بداية التاريخ الاميركي وعملوا علي مراجعة نصوصهم التعليمية وحذفت منها كل إشارة تدل علي غثم اليهود الجماعي وعقاب الله لهم واي إشارة تحمل معني الكراهية والعداء لهم .
تيار الانجيليون المحافظون :
لا تعترف هذه الفئة من البروتستانتية بالفواصل المذهبية وليس لها حدود مؤسسة واضحة، تعتبر بمثابة تيار اعتراضي فحسب علي البروتستناتية التاريخية الليبرالية، وتسعي إلي اختراقها، وهي تيار احيائي يستلهم الماضي ويستعير لغته ويطلق عليهم " المولودون من جديد "؛ والاصوليون؛ والمحافظون، وهم فئة ناشطة وغاضبة، وتؤمن بان المؤمن يخوض نوعا من الحرب الدينية وعليه القيام بمواجهة معسكر الشر أو الظلمة ، وهم يتصدرون بحماسة كبيرة للتفاسير الحديثة للكتاب المقدس ويدافعوا عن حرفية الكتاب المقدس وبلغوا ما يقرب من 40 مليون امريكي، ويبدو للوهلة الأولي أن تيار الانجيليين المحافظيين متماسكا، إلا أنه يتميز بتنوعه الشدييد حتي في الاصول ويتوزعو كالاتي :
• أنجيليون لا يقبلون كل القراءات الحرفية للكتاب المقدس ( الحقباتيون أو الألفيون ) الذين يبدون تعلقا قويا بإسرائيل باعتبارها تمثل الحقبة الاخيرة من مجئ المسيح ثانية كما ورد في سفر الرؤية.
• الخمسينيين وهم جماعة حديثة انتشرت في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين ويركزوا علي مواهب الروح القدس ويتمتعون بجاذبية لافتة في الأوساط الشعبية وهم علي الطرف النقيض من الانجيليين المسيسيين .
• المتمر المعمداني الجنوبي وهو أكبر المذاهب الإنجيلية في الولايات المتحدة الاميركية وكان لهم دور بارز في ترشيح ريغان بانتخابات 1980 .
• وهناك كنائس محلية إلتفت حول وعاظ مشاهير الذين استخدوا الاعلام لخدمة رسالتهم ما سمي بالكنائيس المرئية ومنهم جيري فولويل وبات روبرتسون .
المسيحية الكاثوليكية في أمريكا :
منذ أواخر القرن التاسع عشر ظهرت بين الكاثوليك في الولايات المتحدة تيارات ثلاث تمايزت بحسب الموقف من المجتمع الاميريكي، انشغل أهل التيار الأول بأهمية المحافظة علي استقامة الإيمان الكاثوليكي وعلي الهوية الخاصة ورأوا علي أن وحدة الكاثوليك تتحقق علي طريق الحرص علي التماسك المعهود في التنظيم الكنسي ودعوا إلي المساهمة في النظامين السياسي والاقتصادي دون الانخراط في المجتمع والثقافة الاميركيين ووجدوا في البروتستانتية العلمانية ما يهدد الإيمان الكاثوليكي التقليدي، اما التيار الثاني فضم الذين مالوا إلي الحذر حيال الاندماج في المجتمع الأمريكي، وهناك تيار غالباً ما ينعت بالليبرالية وهو ينظر إلي المجتمع الأمريكي بعين الرضا ويثمن الديمقراطية وسياسة الفصل بين الكنيسة والدولة ويقبل علي المساهمة في الحياة العامة الأمريكية علي كافة الاصعدة، ويشكل الكاثوليك في المجتمع الأمريكي ما يقارب 41% اي ما يقارب 63 مليون كاثوليكي أمريكي، وقد زاد نفوذ التيار الثالث بعد انتخاب كيندي 1960 رئيسا للجمهورية وهو كاثوليكي المذهب ومالت الاكثرية الكاثوليكية للحزب الديمقراطي وسياسته الاجتماعية ما عزز الانفتاح علي بروتستانتية الخط الرئيسي الليبرالية، خاصة بتقاربهم في قضايا التحديث والتطور العلمي والتكنولوجي في الولايات المتحدة والنجازات العالمية التي حققت في عهده كما في القضايا السياسة الخارجية الاميركية ، الا ان بحرب فيتنام وفضيحة وترغيت اهتزت صدقية المؤسسات الدينية وعلت أصوات الانجيليين الرافضين للتقارب الكاثوليكي – البروتستانتي، وجاء انتخاب جيمي كارترالمبشر المعمداني في السبعينيات غلبة التيار المحافظ في المجتمع الأمريكي، وكان التقارب الوحيد الذي ظهر في العقديين الاخيريين بين الكاثوليكي – الانجيلي في القضايا الاجتماعية الدينية استنادا علي قضايا الاجهاض والعائلة والشواذ.

المصادر:
الدستور الامريكي ، من كتاب طارق المتري، مدينة علي جبل ، الدين والسياسة في أمريكا ، بيروت ، دار النهار ،2004
يوسف الحسن ، البعد الديني في السياسة الأمريكية ، مركز الدراسات العربية ، بيروت ، ط3 ،2000 ، ص 66-67
طارق المتري ، مصدر سبق ذكره ، الفصل الاول ، ص40-41
A national Survey by the Washington post, and Harvard University, the politics of religion , October 1998.
Georges Gallup Jr. and D.Michael Lindsay, surveying the Religious landscape, more house publishing,1999,pp.9-10
Georges Gallup,op.cit ,p 13
سمير مرقص، اسرائيل من الداخل ،خريطة الواقع وسيناريوهات المستقبل ،المجلد الثاني 2003 ، مركز البحوث والدراسات السياسية ، جامعة القاهرة ، ص 1023، جدول رقم 2
طارق المتري ، مصدر سابق ، ص 35
المصدر نفسه، ص 37
المصدر نفسه ، ص 39- 41
المصدر نفسه ، ص 42-43
سمير مرقص ن مصدر سابق ، ص 1018
طارق متري ، مصدر سابق ،ص 44
المصدر نفسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات