الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فساد الوضع وحقارة النخب الحاكمة

ضياء رحيم محسن

2015 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مع مرور الأسبوع الأول من العملية العسكرية، التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، مدعومة من بعض الدول المتكالبة على المال السعودي؛ لا يبدو في الأفق أي نوع من النجاحات التي يمكن أن تكون قد حققتها تلك العملية، إلا إذا إستثنينا القصف الذي طال الأبرياء من اليمنيين، الذين إستهدفهم القصف الجوي لطائرات عاصفة الحزم، والذي لم يثن الحوثيون عن التقدم الى عدن وإخراج القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه من أخر معقل قد يفكر فيه، للعودة مستقبلا.
بلحاظ أن المملكة العربية السعودية والدول المتحالفة معها، تخرق قرار مجلس الأمن ذي الرقم 2201، الذي يطالب جميع الدول ((تمتنع عن التدخل الخارجي الذي يسعى الى إثارة النزاعات وزعزعة الإستقرار))، مع إستعداد المجلس ((لاتخاذ المزيد من التدابير في حق أي طرف لا ينفذ قرارات المجلس المتعلقة باليمن، ولا سيما منها القرار 2201))، فإننا لا نلاحظ جدية لمجلس الأمن في تفعيل هذا القرار، بضغط من الولايات المتحدة التي لا تريد أن يربح الحوثيون الحرب، لأنهم بذلك (الحوثيين) سيضغطون على المملكة العربية السعودية داخليا، وهو الأمر الذي لا تريده الأن على الأقل.
الرئيس المستقيل عبد ربه يقول في رسالة الإستقالة ((وجدنا أننا غير قادرين على تحقيق الهدف الذي تحملنا في سبيل الوصول إليه الكثير من المعاناة والخذلان وعدم مشاركتنا من قبل فرقاء العمل السياسي في تحمل مسؤولية الخروج باليمن إلى بر الأمان))، بقراءة متأنية يتضح أن عبد ربه لم يكلف نفسه مزيدا من العناء للوصول الى حل يرضي جميع الفرقاء، بما يجعله غير مؤهل لقيادة بلاد تتلاطمه التجاذبات الخارجية، ومع ذلك نراه يحتمي بالمملكة علها تعيده الى كرسي السلطة كما فعلت مع غيره من قبل، وينسى أو يتناسى أن فعل السعودية مع من سبقه كان بتوجيه من الولايات المتحدة ووقوف أكثر من 33 دولة.
الحوثيون أيضا عليهم من المأخذ، نحن لا ننكر عليهم أحقيتهم في المشاركة في الحكم، لكن عليهم أن ينظروا الى مصالح الناس الذين بمثلونهم؛ لا الجهة التي ترعاهم مهما كانت صلتهم بهذه الجهة أو تلك، نعم الحوثيين مضطهدين في اليمن، لكن الغلبة لا تكون بالإحتراب بين الإخوة مهما إختلفت الآراء، لأنه لابد أن يأتي يوم يجلس الجميع على طاولة المفاوضات وكل يعطي التنازلات للأخر.
من كل هذا من المستفيد؟
أمام كل هذا لا نرى مستفيد سوى تنظيم داعش الإرهابي، الذي مد أذرعه في اليمن، في محاولة لإسقاط جميع القوى المتحاربة، ويبين مدى وضاعتهم وحبهم للسلطة أكثر من إهتمامهم للوضع المأساوي لإقتصاد اليمن، من خلال تصوير الحوثيون كتابع لإيران، وتحكم المملكة العربية السعودية بالرئيس المستقيل عبد ربه، وظهورهم بمظهر المنقذ لهذا البلد من كل هؤلاء.ام الى م
والحل؟
يكمن الحل في جلوس جميع الفرقاء السياسيين في اليمن الى طاولة المفاوضات والإحتكام الى منطق العقل والحكمة، والذي يقول أنه لا رابح في الحرب، فالكل خاسر فيها مهما كانت المكاسب التي يحققها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بلا مساعدات خارجية ودون وقود.. هل مازالت المعابر مغلقة؟


.. تصعيد جديد بين حزب الله وإسرائيل وغالانت يحذر من -صيف ساخن-




.. المرصد السوري: غارات إسرائيلية استهدفت مقرا لحركة النجباء ال


.. تواصل مفاوضات التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة في العاصمة المص




.. لماذا علقت أمريكا إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل؟