الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية

مالوم ابو رغيف

2015 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لم تعد المملكة السعودية تخف العداء والحقد تجاه الايرانين او تجاه الطوائف الشيعية ( الطائفة العلوية والاسماعيلية والزيدية والاثنى عشرية وغيرها) اذ ياهذ هذا العداء اشكال متعددة للتعبير اقوالا وافعالا. وهو الامر الذي جعل ايران ورجال الدين الشيعة يخرجون عن سياسة التقية الذين اعتادوا على اتباعها، ليفصحوا في وسائل اعلامهم ومنابرهم الصحفية عن بعض الحقد والعداء الذي يكنونه للسعودية وللمذهب الوهابي على وجه الخصوص، لكنهم لازالوا يبقون على اساليب التملق والتزلف لنيل رضا السعوديين ان هذا ما يميز السياسيين العراقيين بشكل خاص، حتى ان الدعوة السعودية لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي صورها الاعلام العراقي وكانها نصر من الله وفتح قريب.
تستند المملكة السعودية في عدائها العام لايران والطائفة الشيعية على جملة من المبررات الدينية والقومية. فرجال الدين الوهابيون لا ينظرون للشيعة كمذهب اسلامي يختلف في الفروع ويتفق بالاصول حاله كحال المذاهب الاسلامية المتعددة، بل يعتبرون التشيع دين اخر يختلف في الفروع وفي الاصول، كما انهم يصنفون الشيعة كطائفة مشركة، قبورية وثنية ليس لها من الاسلام الا الاسم. كذلك يطعنون بانساب المنتمين اليها وينعتونهم بالصفويين. ويتفق الوهابيون مع القوميين العروبيين والبعثيين الصداميين واخوان المسلمين بان لايران اهداف واطماع توسعية تهدف الى اخضاع المنطقة وكل الشرق الاوسط لتأثيرها الديني المعادي للعرب وللمسلمين دون الاشارة الى ماهية هذه الاطماع والاهداف وكيفيات تجسدها في الواقع. كذلك ان الحرب على اليمن قد بينت ان السعودية هي التي لها اطماع كذلك انها قد استقطعت من العراق منطقة واسعة اسمها منقطة الحياد تلك التي كانت تمير خارطة العراق والتي لم يعد احد يراها.
ان اهم ما يقلق السعودين ليس اطماع ايران التوسعية، بل طموحاتها الدينية في نشر المذهب الاثنى عشري الشيعي لاسيما وان في السعودية طائفة شيعية غير قليلة تبلغ نسبتها اكثر من 15% تخضع لمعاملة ظالمة لا تختلف الا قليلا عن طبقة الـ Untouchable الهندية.
ان كل مناطق التواجد السعودي الايراني هي مناطق صراع وتوتر ونزاع ، اكان في العراق او في سوريا او في لبنان او في الخليج او في اليمن، بينما ينتفي هذا الصراع في عمان، مع ان الاباضيين، وهم بقايا الخوارج، يحملون علي بن ابي طالب وزر الحروب التي خاضها ولا يتوانون عن تفسيقه ويشيرون الى فشله في السياسة وفي الخلافة، ومع هذا فان رجال الشيعة قد لا يعتبرون الاباضية من النواصب، ان ذلك يشير الى ان مصطلح (النواصب) ذو توظيف سياسي اكثر منه توظيف ديني.
لقد تمكن الاعلام السعودي من رسم صورة بشعة ومرعبة لايران وصورها كانها وحش على قادم لالتهام الامة الاسلامية والعربية. ما كان للسعودية ان تنجح في سياسة تهويل الخطر الايراني حتى تجعلها شبه حقيقة في ذهنية العرب لولا نشرها للطائفية في السياسة وفي التعليم وفي الاعلام والفتيا وحتى على الصعيد الدبلوماسي.
لقد اصبحت لغة السياسة ولغة الصحف العربية والاسلامية تزدحم بمفردات العداء وتعابير الكراهية والحقد والتحريض تجاه ايران والشيعة، ان ذلك افرغ عقول المسلمين من اي تحليل منطقي عقلاني وملأها بالتشنجات والشحنات العاطفية خاصة الاكثرية الساذجة من شرائح المسلمين البسيطة، التي تصورت ان من اولى واجبات المسلم مواجهة الخطر الشيعي والايراني بكل ما يستطيع من قوة، لقد انتهى مفهوم الوطن ومصالحه في ذهن المسلم وحلت محله مصالح الاسلام وامته الوهمية.
اننا نجد في ازدياد اعداد المسلمين الذين يلتحقون بالفرق الارهابية كداعش والقاعدة وجبهة النصرة نتيجة للسياسة والتثقيف الديني الطائفي الذي تتبعه السعودية، فالارهاب ليس تحريضا مباشرا للتقل انما هو مثل الانعكاس الشرطي، فما ان يذكر الاسلام الا ويقترن بالانتقام من الاديان والمذاهب الاخرى.
ما كان للسعودية ان تحقق هذا نجاحا وتؤثر على دول المنطقة لولا امرين.
الاول: البترودولار، الذي لا يشتري ذمم السياسيين والصحفين والمثقفين العرب والمسلمين فقط، انما يشتري ذمم دول باكملها، والاستقطاب في ما يسمى عاصفة الحزم دليل واضح عن تخل بعض الدول عن كرامتها الوطنية لقاء وعود بالمنح الدولارية.
وثانيا: السياسة الرعناء التي انتهجتها ايران خاصة في عهد رئيسها المتهتر احمدي نجادي البارع في توظيف مفردات التهديد والوعيد والعداء والابتعاد عن اي اسلوب عقلاني للتقارب السياسي. لقد سبب صعلوك السياسة احمدي نجاد توترا للمنطقة واضر بمصالح ايران قبل غيرها، ان انتخاب احمدي نجاد رئيسا لايران لهو دليل على فساد العقل الاسلامي الايراني وهو فساد لا يختلف عن فساد العقول الاسلامية في الدول العربية الاخرى.
واذا كانت السعودية قد نجحت في كسب القلوب الاسلامية باتباعها توظيف الطائفية على اصعدة العلاقات السياسية والدبلوماسية فان ايران قد فشلت فشلا ذريعا في سياسة كسب قلوب العرب والمسلمين، ذلك انها بنت سياستها على تصورات خاطئة.
لقد تصورت ايران بان القضية الفلسطينة لازالت قضية العرب والمسلمين المركزية الاولى، وان اسرائيل عدوهم اللدود، وانها تستطيع كسب قلوب العرب والتغلب على السعودية باتباع سياسة العداء لاسرائيل ومساعدة الفلسطينين سياسيا وعسكريا.
لم تدرك ايران ولا السياسيون الشيعة تغير الظروف وشرائطها وان المصالح هي التي تقرر السياسة وليس اوهام الدين والعواطف القومية وان فلسطين لم تعد قضية العراب لا من قريب ولا من بعيد وان حتى تجارتها قد اصبحت بائرة. ولان الطيور على اشكالها تقع، اتجهت ايران الى مساعدة حركة حماس الاخوانية الوهابية دون سواها من الحركات الفلسطينية المناضلة مثل الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية. لقد كانت سياسة ايران خاطئة في شقيها، في تصوراتها وفي طرق تنفيذها.
ان التطورات الاخيرة، وخاصة حرب الارهاب على سوريا والحرب على اليمن، وكثرة المنظمات الارهابية الوهابية وتجذر التفكير الطائفي في الدين الاسلامي وفي السياسة العربية، كذلك انتهازية منظمة حماس، قد جعل الايرانيين يستفيقون من غفلتهم ويعدلون خطابهم السياسي ويرون العالم كما هو وليس كما يتصورونه او كما يودون ان يكون، لهذا جاء خطاب الرئيس الايراني حسن روحاني هذا اليوم خطابا يحفل بتعابير السلام ويطمئن الدول، وخاصة اسرائيل، بان ايران لا تشكل تهديدا لاحد.
كما نعتقد ايضا، ان السعودية في حربها على الشعب الافقر في العالم، واستعانتها باحدث وسائل التكنلوجيا لاحداث الخراب والدمار في البنية التحتية المتواضعة وقتل الانسان اليمني الاعزل، سوف لن يكون لها مردود اخر غير الافلاس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتذار عن الاخطاء الاملائية
مالوم ابو رغيف ( 2015 / 4 / 3 - 19:58 )
اعتذر للقراء الكرام عن بعض الاخطاء الاملائية
وارجو قرائتها بعد التصويب كالتالي

لم تعد المملكة السعودية تخف العداء والحقد تجاه الايرانين او تجاه الطوائف الشيعية ( الطائفة العلوية والاسماعيلية والزيدية والاثنى عشرية وغيرها) اذ يتخذ هذا العداء اشكالا متعددة للتعبير، اقوالا وافعالا.ـ
وكذلك....ـ
لقد تمكن الاعلام السعودي من رسم صورة بشعة ومرعبة لايران وصورها كانها وحش قادم لالتهام الامة الاسلامية والعربية
وكذلك
.
اننا نجد في ازدياد اعداد المسلمين الذين يلتحقون بالفرق الارهابية كداعش والقاعدة وجبهة النصرة نتيجة للسياسة والتثقيف الديني الطائفي الذي تتبعه السعودية، فالارهاب ليس تحريضا مباشرا (للقتل) انما هو مثل الانعكاس الشرطي


2 - اصل الداء
كامل حرب ( 2015 / 4 / 4 - 04:58 )
تحيه استاذ مالوم ابو رغيف ,فى الواقع تتابع الاحداث وتتسارع بوتيره غريبه فى هذه المنطقه الموبؤه من العالم ولااحد يعلم كيف ستنتهى الامور ازاء فجر مملكه ال سعود وعربدتها عبر السنيين ,فى تقديرى ان الاسلام سواء سنه او شيعه يجب التخلص منه ومن شروره وافكاره الارهابيه السامه ,لكن لو سألتنى عن سبب هذه المجزره التى تقوم بها المجرمه السعوديه فأننى احمل هذه المملكه الفاسده كل التبعات الكارثيه واستغرب لماذا عشر دول عربيه من بينها مصر تنضم فى هذه الحمله البربريه ومالذى سوف يجنوه ,هل تم شراؤهم؟ وماهى الاجينده ,مضيق باب المندب لااحد يجرؤ على الاقتراب منه لانه ممر ملاحى عالمى واليمن تعلم هذا جيدا والا العواقب ستكون وخيمه عليهم ,اذن المشكله هى الكراهيه الشديده لمذهب الشيعه والنيه المبيته للسعوديه القذره للتخلص منه بأى طريق كان


3 - عاصفة الحزم أم إنها❊-;-ضرطة الوهم❊-;-
HAMID KIRKUKI/ SAYADI ( 2015 / 4 / 4 - 05:03 )
السعود وسياستهم ونظرتهم للعالم ساذج عصرحجري! عاصفة الحزم ❊-;-ضرطة الوهم❊-;- نتيجتها ستكون ❊-;-فسوة القزم❊-;-
لا قوّة في العالم يركع إيران هذه حقيقة وصديق السعود نتنياهو أدرك ذلك الحقيقة! ولو هم الآن بيد الشطر الآخر من الإسلام السمج والصقيع ولكن تحت كلّ عمامة إيراني شيطان ذكي! وتحت كل قبة إمام شيعي هنالك -كوروش- و -قباد-و -كيخسرو- متربّص! و ليسوا أحفاد محمّد!
وآني كلّش ممنون
حميد صيّآدي


4 - الايدلوجيا الارهابية
مالوم ابو رغيف ( 2015 / 4 / 4 - 11:09 )
الاخ العزيز كامل حرب المحترم
تحياتي لك
اتفق معك بان الاسلام اصبح ايدلوجيا ارهابية وانتقامية لتحطيم الانسان والدول مثل سوريا وليبيا
لكن اهم ما يخربه الدين الاسلامي هو عقل الانسان نفسه اذ انه يقض على التحليل المنطقي والمنهاج العقلي ويستبدلهما بحقد كامن هو اقرب الى ما يسمى بالخلايا النائمة يستطيع اي رجل الدين مهما كانت درجة رعونته ان يوقضها لاغراض الانتقام ..ـ
ففي الحرب السعودية على اليمن البلد الفقير، لم نلحظ خروج الشعوب العربية متظاهرة ضد الحرب، ذلك ان هذه الشعوب معبأة انتقاما وثأرا اسلاميا غبيا.ـ ان الايدلوجيا الاسلامية، هي ايدولوجيا عدائية وانتقامية لا تنزع نحو السلم.ـ


5 - الشاطر من يربح
مالوم ابو رغيف ( 2015 / 4 / 4 - 11:14 )
الاخ حميد كركوكي
تحياتي لك
في السياسة لا توجد لا شياطين ولا ملائكة، توجد مصالح والذكي فقط هو الذي يعرف اين مصالحة، يسمونها البروغماتية.. اذ في نهاية اليوم، ومهما كان االدعاء بالالتزام بالمباديء، سيجلس الجميع لدراسة موازين الربح والخسارة.. والشاطر من يربح


6 - هل هناك أمل نتمسك به سيدي مالوم؟
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 4 / 4 - 12:16 )
الفاضل المتنور مالوم أبو رغيف

تفضلت بالقول إن الوهابيين يعتبرون التشيع دينا آخر يختلف في الفروع وفي الأصول

وأنا أرى أن هذا صحيح وينطبق على كل الأديان ، حتى الدين المسيحي ، فالبروتستنتية تختلف تماما عن الكثوليكية عن الرومية عن اللاتين ..... ينطبق الأمر على الدين الإسلامي ، فكل ما انشق عن الأصل هو دين قائم بذاته
نحن المسلمين نهلك أنفسنا بأنفسنا ، وقد أوكلنا الغرب لمشاحناتنا وطموحاتنا السياسية التي تقضي على الأخضر واليابس
السعودية وإيران مركز الشر في العالم وكل المحن تأتي منهما

أقرأ معظم ما تتحفنا به من تحليلات متزنة، هل ترى أملا لنا سيدي مالوم؟
حياتي في الخليج تشعرني أني لن أخرج من قبر الجهل والتخلف
أصدّر مشاعر التفاؤل لطلابي، وأنا بأمسّ الحاجة لمن يعطيني الأمل
أكاد لا أصدق أننا أمة ابتلتْ بهؤلاء المتحجرين البدو الأجلاف
هربنا من بلادنا لنقع تحت رحمة استعبادهم
لا فرق عندي بين السعودية وإيران، المنطلقات الدينية واحدة والشراهة للسيطرة على مفاتيح إدارة المنطقة نفسها
حذّرنا الملك الراحل من القوس الشيعي ولم ير المصيبة العظمى في السعودية التي بجانبه

شكرا لتحليلاتكم الرزينة ولقلمكم الشجاع


7 - الاختلاف بين الفرق المسيحية والفرق الاسلامية
مالوم ابو رغيف ( 2015 / 4 / 4 - 14:14 )
الاخ سامح ابراهيم حمادي المحترم
تحياتي وشكرا للاطراء
اتفق معك في ان كل ما انشق عن الأصل هو دين قائم بذاته، لكن الاختلاف بين المسيحية والاسلام، هو ان الفرق المسيحية المختلفة لا تحرض على قتل او تكفير بعضها البعض مثلما يفعل الوهابيون،ـ اذهب الى الكنيسة سوى لن تسمع الا تراتيل ومواعظ الحب والسلام، اذهب الى الجامع سوف لن تسمع الا الاتهامات بالضلالة والكفر والخروج من الملة ومعاقبة المشركين وقتالهم.. سوف لن تسمع كلمة سلام ولا كلمة حب انسانية غير تلك التي تحمل معنى الايمان بنفس العقيدة( احبك بالله) وكنموذج لهذا الحقد والبغض ارجو ان تطلع على هذا الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=8xtKJ8QOzhc
واذا كان منطلقات السياسة السعودية وايران واحدة، فانا اود ان انوه الى ان الشعب الايراني اكثر ثقافة وتحضر واطلاع ونضال من الشعوب العربية، وهذا ما اجبر حكومته ان تخفف من غلاوئها الديني وتوجهاتها العقائدية وان تحترم تطلعاته فترفع الكرباج عن ظهره.. اننا في امس الحاجة الى ثقافة تبتعد كثيرا عن الثقافة الاسلامية اكانت شيعية او سنية، فكلا الثقافتين ليس الا شراب من بركة مياه آسنة
اكرر الشكر والتحية

اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة