الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برمجة المراة

زينب علي

2015 / 4 / 4
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


في مجتمعنا يضع الرجل قوانينه الذكورية على المراة وتفاصيل حياتها بصلافة. يرسم لها تاريخها, يومياتها, مصيرها وكل شي بسطوته المستبدة. ينتزع منها ارادتها , قوتها واحلامها بقوة ومن غير ان تشعر حيث تمت برمجتها منذ نشوء السطوة الذكورية بان هذه هي الطبيعة البشرية. امراءة ذليلة عليها ان تسمع وتطيع اما اذا رفعت صوتها عاليا, يشار اليها بالبنان بانها شاذة او متمردة على القوانين الطبيعية.
غالبا ما نجد المراة تعاني من الحرمان المادي, الصحي والتعليمي ويزج بها في زيجة ماساوية لا تساعدها في شيء سوى اثقال كاهلها بعدد من الاطفال وخدمة طوال اليوم لاتجازى فيها شي سوى الاشارة لها ب امراة وهذا واجبها. من سخرية قدرها ان كل عيوب المجتمع المصنوع على ايدي الرجل تنسب اليها. فشل اولادها ينسب اليها والقول العراقي الشهير (تربية نسوان). اما اذا كان الابن جيدا فتكون الاشارة(ابن رجال او تربية رجال). لا اعرف كيف يكون حكم كهذا على سلوك الطفل السيء لامه والجيد لابيه. فشل بيت الزوجية ينسب للزوجة لانها لم تحافظ على بيتهاو تحتمل ارهاصات واعتداءات زوجها السكير او ذي العلاقات المتعددة.
اما خيانة الرجل لزوجته فدائما يوجد لديها مبرر واحد كانه قطعة بيتزا جاهزة للاكل متى ماشاء المجتمع الجائع للنفاق, وهو اهمال الزوجة, وكانما هذا الرجل ملاك كامل الصفات قد حولته هذه الزوجة المركونه في البيت للخدمة وانجاب الاطفال الى شخص اخر هارب من جحيم البيت لاخرى.

الاسخف بالنسبة للمراة هو اهانتها مقبل غيرها من النساء. فاغلب الرجال الذين يقومون بخنق نساءهم وبناتهم واخواتهم في الجلوس في البيت وعدم العمل وغيرها من النشاطات, ان تراه يهينها عندما يرى امراة اخرى قوية وتؤدي عملا محترما وكانما هي من اختارت مصيرها لا هو. ازدواجية الشخصية العراقية التي نلاحظها في كل مكان من حولنا.
في احدى النقاشات الكثيرة التي تدور في هذا الخصوص كنت اساءل عن عدم السماح للابنة ذات الثلاث عشر سنة بالذهاب للمدرسة فصعقت من جواب والدتها بانها بنت وليست بحاجة للدراسة. عملية اقناعها بوجوب الدراسة كي تكون قوية وتعتمد على نفسها ويكون عملها سندا وهوية لها تم نفيها بانها عندما تتزوج سينفق عليها زوجها. مايؤسفني هو محاربة النساء لحقوقهن واقتناعهن بانهن اقل مقام من الرجل. هذه البرمجة التي صنعا الرجل ليمارس تمرده عليها بحرية وليمارس شوائبه بلا قيود.
رايت نساء في مناطق نائية يقمن بكل انواع الاعمال المرهقة. يضعن اكوام الزرع الاخضر الثقيل على رؤوسهن, يحملن قناني ماء ثقيلة, يدتبرن امور تربية الحيوانات. ملابسهن ممزقة واغلبهن حفاة. تحكي اعينهن مأساتهن والامهن ويتسارعن لذرف الدموع عندما تسالها كيف حالك.
احداهن تحمل طفل اقل من سنه على يدها مع حملها, اما الباقون فيتدرجون من سنه لاكبر خلفها. لايهم عددهم فبامكانك حسابهم ككل سنة او سنة ونصف طفل, الى ان تبلغ سن الياس. تحولت المراة الى معمل لانتاج الاطفال ولادارة البيت والاهتمام بالبشر والحيوانات سوية. وفي المقابل رجالهن يتكئون في المجالس الرجاليه ليتناقشون في امور ثانيه تلهيهم كرجال.
الغريب في الامر انهم يتكلمون عن الرجولة والشهامة. بينما تعاني زوجته الامرين لاجل ان تصنع له خبزا ياكله نهاية السمر مع الاصدقاء. احدهم يرغب بزواج ابنة صديقة الجميلة بغض النظر عن موافقتها بينما يستكثر على ابنته الذهاب للمدرسة وتعلم الحروف.
مااكتبه ليس ضربا من الخيال. ولا اسطورة قرأتها, بل واقع رايته ولمسته ولدي الكثير. لان معاناة المراة في بلدي كثيرة وكبيرة. كبيرة جدا اكبر من ان اسطرها بسطور قليلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المشاركة تيجان شلهوب


.. المشاركة أمل المدور




.. المشاركة في الاحتجاج نجمة حطوم


.. المشاركة تفريد الباسط




.. -بالزهور وسنابل القمح مستمرون في حراكنا السلمي-