الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رُخصة -للعُنف - .

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 4 / 4
حقوق الانسان


طبعا سيقول لك علماء الإجتماع ، بأن الدولة بأجهزتها هي ألوحيدة المُخولة بإستعمال العُنف مع مواطنيها ومواطني دول أُخرى (من التي لا تُدافعُ عن مواطنيها أو لا تستطيع ذلك ) ، كالدُول التي تعتبر المُواطن عبئا على كاهلها ..!! أما الدول التي تعتبر مواطنها ثروة بشرية لا تُقدّرُ بثمن ، فلا تسمح لكائن من كان أن يعتديَ على أحد مواطنيها ..إذن فالدولة وعبر أجهزتها الأمنية (شُرطة وجيش ) ، هي التي تمتلك حق إستعمال العُنف وإحتكاره .
لكن ، الا يميل الإنسان العادي إلى استعمال العُنف مع الأخرين ؟؟
بالتأكيد ، وحتى لو كان مُحقّا في استعماله للعنف ، فإن الدولة ومنعا لحدوث أي إلتباس ، بين إحتكار الدولة للعنف وبين حق المواطن العادي في إستعمال العنف كوسيلة للدفاع عن نفسه ، قررت وبحزم ايضا ، مسائلة المُواطن الذي "تعدّى" على احتكار الدولة للعنف ومُعاقبته .
لكن ، هناك وفي غالبية الدول ، مجموعات مِمَنْ يُمكن وصفهم بال"فرفور الذي ذَنْبُهُ مغفور " ، أي لا يُسألُ عمّا يفعل ، وإذا سُئل فبِخَفَرٍ ووجل ...!! ففي دولنا العربية ،فإن ابناء العوائل الحاكمة وافراد الحاشية واغنياء الثراء الغير مشروع ، لا يُسألون عمّا يفعلون ...وهذا هو الحال في الدول ذات نظام الحكم الديكتاتوري أو الديموقراطي الصُوري "كزيمبابوي الديموقراطية " ، والجماهيرية الديموقراطية الشعبية العُظمي ، المأسوف على شبابها ..!!
أما في الدول الرأسمالية ،فهناك كبار الاغنياء والمقربين من السلطة ، يُنقذون جلودهم في احيان كثيرة ، خاصة وأنهم مُقربون من جهاز الإدعاء الذي لا يرفع القضايا ضدهم ، امام القضاء . ف"جرائمهم " لا تصل الى القضاء ، حتى...
كما وأن هناك مجموعة من البشر ، تُدافع عنهم الدولة وتُغطّي على جرائمهم بكل وسيلة ممكنة . ومن هؤلاء، المستوطنون اليهود في الضفة الغربية ..
فمن أوساط هؤلاء ، خرجت ، نشأت ، تطورت وتكاثرت مجموعات من الزعران "بحماية القانون " ، الذي يعتدون بشكل متواصل على البشر ، الشجر والحجر من الأصول الفلسطينية . فالجوامع والكنائس الفلسطينية مُستهدفة (قام هؤلاء الزعران بحرق عدد كبير من المساجد والكنائس ، ولم تستطع يد القانون من وضع يدها على مرتكبي هذه الجرائم ) ..
قام هؤلاء الزعران "بحماية القانون " بحرق ، إقتلاع وتدمير عشرات الالاف من الاشجار المثمرة كالزيتون ،التابعة للفلسطينيين وخاصة اثناء موسم القطاف ... وما زالت يد القانون مغلولة ..!!
قتل هؤلاء وجرح العديد من الفلسطينيين ، ذكورا وإناثا ، لكن يد القانون لم تتوصل لهؤلاء الجُناة .
وقد قرأتُ قصة عن راعٍ فلسطيني عجوز ، يبلغ الثمانين عاما ، تعرض لإعتداء بالضرب من قِبَل إثنين من المستوطنين .. تعرف عليهم جيدا وأعطى أوصافهم الدقيقة للشرطة ..!!
طلبَ هذا العجوز من الشرطة أن يقوم بتشخيص المُعتدين عليه من طابور يضم عددا كبيرا من الاشخاص . لكن الشرطة ، ولحكمة لا تخفى على أحد ، فرضت على العجوز أن يقوم بتشخيص المعتدين عليه من خلال صور قديمة ..أُلتُقطت للمعتدين منذ سنوات طويلة !! وهكذا لم يستطع العجوز التعرف على المعتدين .
لكن منظمة " يش - دين "، أو بالعربية المبسطة "يوجد قانون " ، خاضت صراعا قضائيا والزمت الشرطة على إحضار المُعتدين للتشخيص ، بدلا من صورهم .. فتعرف العجوز عليهم !!
لكن ، " حظ " المعتدين لا ينتهي ، فحتى هذه اللحظة ، لم تُقدّم ضدهم لوائح إتهام . وسيأتي الوقت لإسقاط التهم عنهم ، لإنعدام الإهتمام الجماهيري !!!
وتُشير الإحصائيات إلى أن أقل من 10% من جرائم الإعتداء على الفلسطينيين ،بشرا ، حجرا وشجرا ، قد تم الكشف عن مرتكبيها ..
أما عدد الإدانات ... فلكم ان تتخيلوا .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: الاحتلال قصف مدرسة الجا


.. رشوا السياح بالمياه.. سكان برشلونة يتظاهرون ضد السياحة المفر




.. لحظة اعتقال الشرطة الإسرائيلية لمتظاهر في تل أبيب


.. رئيس وزراء بريطانيا الجديد ينهي خطة لترحيل اللاجئين لرواندا




.. شهيدان بينهما موظف أونروا جراء قصف إسرائيلي قرب مخزن مساعدات