الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا المملكة العربية السعودية وإسرائيل تعارض اتفاق نووي إيران؟

ضياء رحيم محسن

2015 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يعد الخوف العدو الأول للإنسان، وهو سبب مباشر في فشل كثير من العلاقات إجتماعية كانت أو سياسية، ويعتبر ردة فعل طبيعية أزاء الأخطار التي تنتاب الشخص والحكومات على حد سواء، فهناك دول تخاف من دول أخرى لإمتلاكها عناصر ضغط عليها، تجعل منها ألعوبة بيد تلك الدولة، وهناك دول تخاف من دولة أخرى لإمتلاكها أسلحة فتاكة تؤثر على مستقبل تلك الدولة، خاصة إذا ما كانت تلك الدولة تمثل سرطانا يهدد حدودها.
تمثل إسرائيل النموذج الأخير، وهي بالتالي تخاف من الجمهورية الإسلامية، عندما تمتلك الأخيرة القدرة على إنتاج السلاح النووي، الذي يهدد كيان الدولة الإسرائيلية في الصميم، حتى مع إفتراض أن الجمهورية الإسلامية لن تستخدم ذلك السلاح، والسبب في ذلك لأن المواطن الإسرائيلي لن يشعر بالراحة في ظل دولة يتهددها السلاح النووي، فيختار الخروج منه للنجاة بحياته، ومن ثم سيتم إفراغ الكيان الصهيوني من ساكنيه.
مما تقدم يمكننا بالتالي تفهم الأسباب الموضوعية التي تجعل من إسرائيل ترفض الإتفاق النووي الأخير بين مجموعة 5+1 وإيران، لكن ما لايمكن فهمه هو، الخوف السعودي من السلاح النووي الإيراني، وتدور في الذهن عدة تساؤلات محيرة منها، هل أن السعودية أخذت جانب إسرائيل في موقفها هذا؟ أم أن الموقف السعودي يأتي خوفا من تمكن الجمهورية الإسلامية من إحتواء أزمتها مع المجتمع الدولي، والنجاح في مسعاها في الحفاظ على برنامجها النووي، على الرغم من العراقيل التي وضعها ذلك المجتمع.
مصدر القلق السعودي يأتي من دعم الجمهورية الإسلامية لسوريا ولبنان والعراق واليمن، فإذا ما كانت الجمهورية لم تمنعها العقوبات الإقتصادية من دعم هذه الدول، فكيف يمكن أن يكون الحال بعد رفع الحظر الإقتصادي عنها؟، ثم إذا ما أضفنا البحرين لتلك الدول سنعرف مدى الرعب الذي يمكن أن تعيشه المملكة، وهي تعلم أنه قد أُحيط بها من جميع الجهات، الأمر الذي يمكن معه الإستنتاج بأن دول مجلس التعاون الخليجي، خرجت خاسرة، عندما ذهبت الولايات المتحدة بعيدا بإبرامها الإتفاق النووي الأخير مع طهران، الأمر الذي سيترك دول المجلس مكشوفا أمام إيران النووية، بعد أن كانت الأخيرة محاصرة إقتصاديا وسياسيا.
ما العمل؟
مع أن التقارب بين دول مجلس التعاون والجمهورية الإسلامية ليس صعبا، لكننا نعتقد بأنه سيصب في مصلحة جميع الأطراف، خاصة طهران، وهنا على طهران أن لا تغتر بقوتها الجديدة، بل عليها أن تتصرف بما يجعل دول الجوار تطمئن إليها، والوصول مع هذه الدول الى إتفاقات يتم فيها مراعاة مصالح الآخرين، وإنهاء حالة الإحتقان السياسي، والتي تغلف الوضع في منطقة ملتهبة بالحذر من المستقبل، قبل أن تتطور الى حرب مباشرة، بعد حروب بالوكالة.
مجرد إقتراح لدول مجلس التعاون الخليجي، بادروا الى تهنئة الجمهورية الإسلامية لنجاحها في فك الحصار الإقتصادي والسياسي الذي كان مفروضا عليها، ونجاحها الأكبر في الإنتصار على قوى الغرب في إحتفاظها ببرنامجها النووي، فستكون بادرة طيبة لكسر جليد العلاقات المأزومة بينكم وبين طهران، بدلا من أن تندبوا حظكم والبكاء على الأطلال.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ”أنت رهن الاعتقال“.. توقيف صحفية أثناء توثيقها لعنف الشرطة م


.. أضرار جسيمة إثر إعصار قوي ضرب ولاية ميشيغان الأمريكية




.. نافذة إنسانية.. تداعيات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح


.. مراسل الجزيرة: قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال تقتحم مخيم ش




.. شاحنة تسير عكس الاتجاه في سلطنة عُمان فتصدم 11 مركبة وتقتل 3