الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشارة ..وتساؤل

سامي كاظم فرج

2015 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اشارة..وتساؤل
سامي كاظم فرج
حين داهم القدر((جعفر أبو التمن )) أحد زعماء المعارضة العراقية في العهد الملكي والذي كان ((ربما)) يؤرق نوري سعيد بمطالباته و بفضح ما يمكن فضحه من السياسات المخبوءة التي لايراها الشارع العراقي ...أقامت المعارضة الوطنية تأبيناً يليق بهذا الزعيم الوطني ومن بين من حضر هذا المأتم هو نوري السعيد ..ولا ادري أن كان حضوره ((انسانيا)) أو ((عراقيا)) أو حتى ((سياسيا)) المهم أنه حظر وسجل حضورا وهذا يحسب له ولكن ألادهى من هذا أن نوري سعيد وهو يغادر التابين أبلغ القائمين عليه بأن ((الأربعينة)) سوف تتبناها الحكومة.. !!
فلو أفترضنا بأ ن ما قام به نور سعيد في حضوره واطلاق مبادرته كان ((انسانيا)) فهذا عظيم ولا يحتاج الى بحث وتفصيل اما لو كان (عراقيا)فهذا سوف يؤكد .. وأول ما يؤكده هو وطنية هذا الرجل ... أما اذا كان خلاصة ما توجه اليه الرجل هو ((سياسي ))بحت فالرجاء بأن يتعض سياسيو القرن الواحد والعشرين بسلوك هذا الرجل وبـ(خلقه) السياسي والذي يؤكده في ما فعل لاحقا اي بعد أن اقام الاربعينية التي اصبحت (طامة كبرى) عليه وعلى حكومته ...
لقد اقامت الحكومة أربعينة الفقيد (جعفر ابو التمن ) وتمت دعوة العديد من الشعراء لتأبين هذا (المعلم) الخالد الذي كان أنذاك أحد اعمدة الحركة الوطنية التي كانت تمثل بما أوتي لها جدارا أمام تنامي المد (الانكليزي) في العراق ..
وهكذا أقيم التابين برعاية نوري السعيد وتوالى الشعراء على المنصة لتابين (جعفر أبو التمن) وتكريس مزاياه الانسانية التي لاتمس ولا (تجرح) مشاعر الحكومة بل تغازلها في بعض الاحيان لانها تبنت أحياء أربعينية وحين جاء دور الشاعر محمد صالح بحر العلوم الذي وقف على منصة الخطابة حيث نظر الى صورة موشحة بالسواد لأبي التمن مؤشرا عليها ومخاطبا أياه :
قف بالعراق فشعبه مذكور
وانعى النضال فجعفر مقبور
وأصرخ بأندية الشيوخ تحرقى
حزنا فما لك بعد جعفر نورا
واهتف باطراف الفرات تحرقي
الما فدجلة طرفها محسور
ثم يعاود القول موزعاً اشارتين مابين صورة الفقيد ونوري السعيد الذي يجلس في المقدمة
يا هيكل الايمان ساءك ان ترى
للبغي ينصب هيكل منجور
وسياسة الارهاب تلعب دورها
فينا ويحكم عرفها المنكور
والناقمون على السياسة مالهم
غير المعاقل والسجون مصير
وما ان وصل بالرجل (نوري السعيد) بعد هذه الصواعق الى ان يهم بمغادرة القاعة حتى القى بحر العلوم اخر صواعقه من خلال بيت ارتجله ارتجالاً لانه لم يكن منضمن ابيات القصيدة حيث اشار الى رئيس الوزراء بالقول
والهاربون من الحساب تفهموا
ان الحساب مع الطغاة عسير
تم اعتقال بحر العلوم بعد ان اوصى نوري السعيد رجال ان يتم ذلك بعد اكمال قصيدته ..!!
ثم اطلق سراحه بعد ايام قليلة استجابة لتظاهرات نظمها جمع من المثقفون..!
انها مجرد اشارة ..وتساؤل هل ان الديمقراطية تكبر ام تصغر ..؟!

سامي كاظم فرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يحاول تحقيق استراتيجية -النصر الشامل- ضد حم


.. شكري حذر خلال اتصال مع نظيره الأميركي من -مخاطر جسيمة- لهجوم




.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح | #رادار


.. الجيش الإسرائيلي: طائرتان مسيّرتان أطلِقتا من لبنان تسقطان ف




.. حرب غزة.. مصدر فلسطيني مسؤول: السلطة الفلسطينية لن تدير معبر