الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش تجري تغيرات على هيكلها التنظيمي بالتحضير لمواجهة تحرير الموصل*

فالح الحمراني

2015 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية




داعش تجري تغيرات على هيكلها التنظيمي
بالتحضير لمواجهة تحرير الموصل*

فالح الحمراني
عشية الهجوم الذي تعد له القوات العراقية المدعومة بالبيشمركة والحشد الشعبي والتحالف الدولي لتحرير مدينة الموصل، اجرت قيادة داعش تغيرات سريعة في هيكلها التنظيمي والعسكري. وجاء في مذكرة سرية، تم تسريبها لوسائل الاعلام، واقرها رئيس التنظيم ابو بكر البغدادي " وارسلت على خلايا وممثلي داعش وقف كافة اوجه النشاط لتجنيد المقاتلين الجدد في المانيا وفرنسا والمغرب والأردن والمملكة العربية السعودية وذلك بسبب المحاولات المتكررة لإختراق اجهزة الاستخبارات في هذه الدول لزرع وكلاءها في صفوف المنظمة". ونلفت ان هذا التأكيد له ما يبرره، فمنذ نحو شهر عقدت الاستخبارات المغربية اتفاقية مع نظيرتها الفرنسية تقضي بتكثيف تجنيد المخبرين في هياكل تنظيم داعش. والمقصود به ان يقوم الجانب المغربي بنشاط وسط انصار العمل الاسلامي المسلح، في المغرب نفسها. وتولي الاستخبارات الفرنسية اهمية كبيرة لهذه الممارسة منذ مرابطة قواتها المسلحة بافغانستان في اطار التحالف الدولي لمكافحة الارهاب، واستخدامها قدرات " الاستخبارات الصديقة". ويقوم الجانب الفرنسي بمثل هذا النشاط في وسط الطائفة العربية في فرنسا، الذي لا يجري من دون ارباك النظام الاجتماعي. وضمن هذا السياق نعيد للأذهان قصة تجنيد وكيل وصفوه ب " قناص مرسيليا" الذي حينما "شعر بالاهانة " من قبل رؤساءه خرج عن نطاق سيطرتهم. وبدأت الاستخبارات الاردنية بعد اعدام داعش الطيار معاذ الكساسبة بصورة وحشية، بتكثيف نشاطها وسط رؤساء القبائل البدوية في اطار توظيف قدراتهم بجمع المعلومات عن تنظيم داعش وتحركاته.
ونوهت المذكرة المشار اليها الى ان: من الضروري الان تكثيف انشطة التجنيد في تلك المناطق التي تمتلك فيها الاستخبارات الغربية ونظيراتها العربية فرص ضئيلة للتاثير على انشطة التجنيد. وبالدرجة الاولى يتعلق هذا باليوغور الصينيين، الذين التحق عدة مئات منهم للقتال في صفوف داعش. والمعروف ان بكين تشعر بالقلق الشديد من مشاركة اليوغوريين الانفصاليين في حركة الجهاديين العالمية. ويتم ارسال المقاتلين للعراق من مقاطعة شينجيانغ اليوغورية ذاتية الحكم الذاتي عبر افغانستان من نقاط الحدود التي تسيطر عليها قوات الأمن الافغانية بشكل ضعيف. علما ان محاولات الاستخبارات الصينية للتعاون مع اجهزة الاستخبارات الافغانية على هذا الصعيد، لم تسفرعن نتائج هامة. وضمن هذا السياق توجه الجانب الصيني في الاسبوع الماضي بطلب للاستخبارات الفرنسية طالبا المساعدة عن تقديم معطيات عن قنوات الرفد اللوجستي لمقاتلي داعش من جانب الانفصاليين اليوغور. وكان من الأولى بالجانب الصيني ان يرسل بمثل هذا الطلب الى انقرة التي لها موقع قوى وسط اليوغيريين بحكم الرابطة الأثنية، ولكن بكين لم تقم بذلك لإعتبارات غير معروفة.
والمجال الأخر الذي يمكن تجنيد المقاتلين الجديد وفقا لمذكرة البغدادي، يمكن ان يكون شمال القوقاز الروسي. وحسب معطيارات استخباراتية فقد التحق لحد الان حوالي 1500 شيشاني و200 داغستاني. ونلفت الى ان الغالبية العظمى من هؤلاء يمتلك خبرة قتالية رصينة حصل عليها خلال الحملتين العسكرتين في الشيشان، وانهم اقاموا لفترة طويلة في تركيا. ويقع مركز التجنيد الرئيسي في منطقة " بانكيس"( الجورجية) ومهما نفت ذلك الاستخبارات الجورجية والتركية. وينبغي ان يكون هذا الواقع اشارة للاستخبارات الروسية لكي تولي مزيد من الاهتمام بالذين يقومون باعمال التجنيد في صفوف داعش في جمهوريات شمال القوقاز. وثمة تقديرات تؤكد عجز داعش ومرتزقيها بزعزعة الاستقرار في شمال القوقاز حيث لاتمتلك القوة ولا التمويلات اللازمة لذلك. علاوة على عدم وجود معنى لكون ان روسيا لم تشارك في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب. وما يؤكد ذلك هو عزم دولة متهمة باقامة داعش وتموليها، توظيف استثمارات كبرى في روسيا. ومن وجهة نظر ايديولوجية داعش، فيمكن تقوم بهجوم ارهابي على بيلاروسيا، التي شرعت، كما يتررد، بتصدير اسلحة وذخائر للعراق لدعم حكومة بغداد وشد ازرها في مواجهة الارهاب. واتفق الطرفان العراقي والبيلاروسي على ذلك نهاية شباط الماضي، حينما قام وفد وزارة الدفاع العراقية بزيارة لمينسك.
وتشير المذكرة ايضا الى ان القوى التي ستشارك في تحرير الموصل هي قوات البيشمركة والحشد الشعبي الذي يشرف عليه خبراء من حرس الثورة الاسلامية الايرانية، والجيش العراقي، علاوة على قوة انزال سورية ستتحرك على جبهات محددة. ويرى الخبراء ان هذا الاصطفات يعني تحقيق اتفاق امريكي وايراني وسوري غير رسمي، للتحرك على المسار العراقي. وتخطط داعش للدفاع عن مواقعها في الموصل عن طرق مجموعات متنقلة، لتقليص الخسائر بارواح مقاتليها من القصف الجوي الذي سيقوم به التحالف الدولي. وتضع داعش في حسابها انها ستكون مرغمة للانسحاب من مدينة الموصل. ولذلك تم نقل الاغلبية العظمى من اعضاء ما يسمى بمجلس الشورى، الى خارج المدينة حيث توجد ملاجئ تحت الارض. وانيطت مهمة القيام بذلك لمحمد العدناني الذي يشاع عن انه اليد اليمنى لابي بكر البغدادي.
والنقطة الاخرى المدرجة في المذكرة هي الحاجة الى تعزيز انشطة داعش القتالية على جبهة شمال افريقيا خاصة ليبيا وسيناء، وهذا ما نلمسه اليوم. ويهدف الى تحويل صرف نظر قوات التحالف الى جبهات ثانوية. ومن الصعوبة الحكم على مدى فاعلية هذا التكتيك. ووفقا لبعض التقديرات فان صرف انظار القوات الدولية يتطلب القيام بعملية واسعة النطاق، وليس لدى داعش امكانية على ذلك في ليبيا. وتجدر الاشارة الى المذكرة لم تشر الى سوريا. وهذا بدوره يؤكد بصورة غير مباشرة، عدة حقائق، لاسيما سحب داعش بشكل مخطط فصائلها من منطقة الحدود السورية/ التركية واعادة نشرها الجزئي في العراق.
وعلى خلفية كل ذلك جرى تكثيف العمل الارهابي في ليبيا وسيناء، مما يدل على وجود مركز قيادي موحد. وهناك دلائل كثيرة ترجح وجوده حاليا في العراق وليس في سوريا، و لايستبعد ان يكون في احد عواصم الدول الداعمة لداعش.ولا ينبغي تصوير داعش كتنظيم جبار قادر على قيادة كافة فروعه المنتشرة في عموم الشرق الاوسط. ان المناطق الثلاث للارهاب، التي توحدت شكليا تحت راية داعش تقع في منطقة مصالح بعض الدول التي لا تكف عن دعمها.

• استفادت المادة من مواد نشرها معهد الشرق الاوسط بموسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج