الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من فرق بين البعث الاسلامي والبعث القومي.؟

مالوم ابو رغيف

2005 / 9 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليست الجرائم الوحشية هي السبب الوحيد في المطالبة بابعاد حزب البعث عن السلطة وعن الحياة السياسية ،فالبعث اضافة الى مجازره وجرائمه، حزب مبني على العقيدة الدكتاتورية التي تعتبر شخصية القائد احد الاركان الاساسية في الحكم والسيطرة وبضرورة انصياع الشعب لهيمنة القائد التي تشبه هيمنة الله على عباده.ولانه كذلك ومنذ البديات الاولى ،استعصى على الاصلاح رغم محاولات بعض القوى الوطنية والاشتراكية انذاك التاثير عليه و تزويقه ثم اعادة تسويقه حيث وصفته احدى مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي بانه لم يعد حزبا برجوزايا صغيرا فقد انتقل الى مرحلة الديمقراطية الثورية .
قوة القائد وهيبته تمثل البرنامج والنظام بالنسبة للبعثيين وغيرهم من الذين عاشوا في كنفهم ،وتاثروا بطروحاتهم وطريقة تفكيرهم والذين يطرحون نفسهم الان كديمقراطيين ولبراليين وعلمانيين.فمن الصعب عليهم التخلص من هذه النزعة اونبذ هذه التربية.وحتى الناس التي قضت عقودا من حياتها ،تأن تحت حكم الهيمنة الشمولية لقائد دكتاتوريي، من الصعب عليها التعود على الديمقراطية فتراها تميل الى المطالبة بشخصية مركزية او دولة مركزية او حتى دكتاتورية لضبط الامن المنفلت .
واذا كان مثل هؤلاء الذين يركوب موجة اللبرالية والعلمانية والديمقراطية ،يودون الوصول الى هدف محدد عن طريق المزاوجة بين الديمقراطية والنزعة الدكتاتورية ،كما في حالة اياد علاوي مثلا،قان الاحزاب الاسلامية على انواعها تعتبر شخصية القائد هي الاساس في الحكم وفي تنفيذ القانون .اي ان شخصية القائد مقدمة على القانون ،فالقانون هو كلام واقوال وارشادات وتفسيرات القائد ،بها يتحدد الفهم الحقوقي والديني والقومي وبها يتم فهم العدل والحق،وما على الناس سوى الخضوع والاذعان وشكر الرحمن على الهبة الالهية ،فصدام هبة الله ،والصدر هو هبة الله ،ولك ان تعدد المزيد والمزيد من الهبات بعددد الاحزاب الاسلامية والقومية الموجودة على الساحة العراقية او العربية ،فيا لها من هبات حمقاء.
التاريخ العربي يحفل باسماء قادة وابطال وشخصيات دينية وقومية بهالات من الادعات والزيف والقدرة على تحقيق بطولات ومعارك وانتصارات وهمية، شكلت الوعي العربي القومي والاسلامي ،فاصبح في حالة نكوص دائم الى الخلف بدلا من التطلع الى الامام وبناء مستقبل واعد، وولدت حمى النستلوجيا والحنين الى الماضي على المستوى الشعبي ،بينما تقمص الزعماء القوميين والاسلاميين العرب همجية ودكتاتورية شخصيات الوهم المصنوعة من التاريخ المزيف ،فكانوا مثلهم دمويته وعنجهية وجهالة وحماقة،فهذا سيف الله المسلول ،واخر بطل العرب ،والثاني اسد الامة وثالث بطل العبور،ولك ان تكمل سلسلة صدأة من الالقاب وانلعوتات التي لا يحمل القائد االاجرب منها سوى لفظ الكلمة ..
احزاب الاسلام السياسي لا تختلف كثيرا عن حزب البعث لا في التفكير ولا في التنظيرولا بوجوب الامتثال لتعاليم واقوال القائد .فافراد التيار الصدري مثلا ،ينفذون حرفيا اي تعليمات وارشادات وسياسات تنسب الى مقتدى الصدر الملقب بالقائد ،رغم جهالته الفاضحة ،وارائه الساذجة ،وتهوره وطيشه الصبياني. ويمتثل افراد هذا التيارامتثالا كاملا لاي توجيه ،بما فيها امر العصيان المدني ،وترك الخدمة العسكرية والشرطوية ،ووقوف افرادها الى جانب عصابات الصدر ضد زملائهم العسكريين او مؤسسات الدولة .فقبل مدة قصيرة في ايام المواجهة بين مليشيات بدر ومليشيات الصدر ،علق اعضاء الجمعية الوطنية الصدريون عضويتهم ،وترك الوزراء الصدريون وزارتهم ،وبرر وزير الصحة توقفه عن الدوام الرسمي بانه ملزم بالانصياع لامر القائد مقتدى حتى بدون توجيه كتابي او شفوي منه و لو تعارض ذلك مع قوانين الدولة.وكذلك فعل بعض شرطة البصرة في مرات عديدة ومنها الاحداث الاخيرة ورفضهم تنفيذ اوامر وزير الداخلية باطلاق سراح المعتقلين البريطانيين .كما ان هذه العصابات الصدرية تتبع نفس اساليب البعث من استخدام للقوة وللعنف واجبار الناس على الخنوع والانصياع لاوامرها،مثل تعليق صور الصدر وصورعائلته وتنفيذ اوامر شراذمه ،والزام النساء بالحجاب والنقاب ،وغلق محلات الحلاقة ومنع الموسيقى والاغاني ،والقتل هو الجزاء الوحيد لمن خالف .

العمل السياسي بالنسبة للتيار الصدري مماثل الى حد كبير مع ذلك الذي اتبعه البعث في حكمه ،العنف واخضاع الناس بقوة السلاح وقتل المخاليفين والاصرار على ان منهج التيار هو المنهج الوحيد الكفيل بانقاذ العراق من ازمته التي لولا البعث وتيار الصدرولاسلام السياسي لما حدثت اصلا.
واذا كان التاريخ العربي يتحدث عن العصور الذهبية للقصور ولا ينقل لنا حياة الانسان المعذبة تحت جور خلفاء وقادة دمويين ،فان التيار الصدري لا يتحدث عن ذلك ،فهو يصور ان المعركة القادمة هي معركة بين جيش المهدي وبين الامريكان الذين جاؤوا لمنع المهدي من انهاء غيبته والظهور ،لذلك يعتبرون الوقوف ضد الامريكان واجب شرعي ،يمليه الايمان بالامام المهدي،بل ان البعض يؤمن ان شيوع الطغيان والجريمة هي من العوامل المساعدة على ظهور الامام الغائب ،فالعنف والفساد والمخدرات تكون من خلال هذه الرؤية واجبة الحدوث لتسهيل واسراع خروج المهدي ..
الاحزاب الاسلامية تعرف خطورة هذا التيار على مستقبلها السياسي ،وتعرف ايضا مدى الضرر الذي يسببه لها بتحالفه مع هيئة علماء المسلميين ،وانه يشكل عبأ ثقيلا عليها في الوقت الحاضر ،وخطرا جسيما على كل العراق الان او في المستقبل القريب،ولكن انتهازية هذه الاحزاب ،وعدم صدقها حتى مع اعضائها ومع مبادئها العامة ،جعلها تترجى رضاه ،وتعمل على استمالته في غزل سياسي فاضح ،ومديح ديني ممجوج ،واضفاء القاب وصفات ليس مؤهلا لها ،لا علما ولا فهما ولا عمرا ،والاثناء على نضال وجهاد افراده ومنتسبيه ،كل ذلك من اجل كسب اصوات الصدريين ،والحصول على اغلب المقاعد في الجمعية الوطنية القادمة لفرض اجنتدهم السياسية الظلامية وشن حرب لا هوادة فيها ضد الاحزاب والقوى العلمانية. وهذا ما قال به صدر الدين القبنجي في مؤتمر شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي اذ قال ان معسكر الاعداء هم اصدقاء البعث والسلفيون والعلمانيون .فاذا كان السلفيون والبعثيون هم رافعي راية التكفير والارهاب في العراق، فما الذي فعله العلمانيون حتى يحشرون في معسكر الاعداء الواجب محاربتهم.؟ وهل القمع الفكري الذي تمارسه احزاب الاسلام السياسي الا ارهابا .؟وهل مثل هذا الطرح العدائي الا طرحا يشبه طرح البعث في النية الخبيثة والعمل الدكتاتوري الاقصائي.؟
وهل من فرق بين البعث الاسلامي والبعث القومي.؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها