الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداثُ تكريت مؤامرَةٌ وليست تصَرّفاً ذاتياً

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2015 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


هل كان ما حصل في تكريت ، بعد تحريرها من عصابات داعش ، حقّاً ، ليس محسوباً ، أو على الأقل لم يكن متوقعاً ؟ كلاّ ثم ألف كلاّ . في الواقع ، إن أسباب تأخر القوات الأمنية في الدخول إلى المدينة كانت واضحة للمراقب ، فكيف للقادة السياسيين والعسكريين ؟ أبناء مدينة تكريت أصحاب التراث العميق في تميّزهم في الإنتماء الفكري والديني والمذهبي والوطني ، ولطالما أفصحوا عن هويتهم بشكل واضح ، وبأساليب متنوعة عبر المدة التي تلت التغيير الذي حدث في عام 2003 وأسلوب حدوثه . وما جرى بعد ذلك لا يمكن إغفاله بأي حال . لقد سبقت ما حدث في تكريت من أعمال السلب والنهب والإعتداء على الأموال العامة والخاصة ، مؤشرات كان المفروض على واضعي الخطط أن يولوها حقها من الإهتمام لمنع حدوث تلك الأعمال التخريبية . إن التحجج بوجود بعض المندسّين في صفوف قوات الحشد الشعبي وتحميلهم أوزار ما حدث لا يضمّد الجرح الذي حصل ، وإلقاء القبض على بعض المخربين ، حتى وإن تمت محاكمتهم وتجريمهم إنما يُعتبر تعتيماً وتسويفاً للقضية ، إذ أن ما حصل لم يكن إستجابة ذاتية من شخوص دفعهم طمعهم في الكسب تحت ظل مفهوم " الغنائم " ، بل إن القضية ، يجب أن يُنظر إليها بمنظار أوسع وأشمل .

إن ما حصل في تكريت حلقة من حلقات مؤامرة منظمة لإسقاط تجربة حيدر العبادي ، حلقة لخلق فتنة لشق الصف الوطني ثانية بعد أن توحّد كل الشعب ، وخاصة بعد فتوى المرجعية الدينية العليا ، وإندفع أبناء الشعب من جميع المذاهب للدفاع عن الوطن . هي حلقة يُقصد بها تكريس التعصّب الطائفي كمرحلة للقفز إلى السلطة .

ذكرنا في مقال سابق ، أن أركان النظام السابق ، وعلى رأسهم المالكي ، ما برحوا يأملون في العودة إلى السلطة ، ولذلك فهم يعملون بكل جهد لتسفيه كل عمل تقوم به حكومة العبادي ، عبر وسائل الإعلام التابعة لهم ، ومن جهة أخرى يُظهرون أنفسهم وكأنهم لا زالوا في مواقع القوة و في قدرتهم العودة ثانية إلى الحكم ، مستفيدين من الأسلوب المتسامح الذي يدير به حيدر العبادي سياسة حكومته . لقد قلنا إن زيارة المالكي لجبهة قتال القوات الأمنية مع داعش لم تكن لتقوية عزم تلك القوات ، لأن تلك القوات ما كانت بحاجة لمثل هذا الدعم ، بل قلنا ، إن تلك الزيارة كانت رسالة وجهها لكل الموالين له ، ومنهم بالطبع الأشخاص المندسين في الحشد الشعبي ، أنه لا يزال في موقع قوة ، إن لم يكن القصد منها التأكيد لهم أنه وراء " الخطة المرسومة " . قد يكون العبادي مرهوناً بشروط حلفائه الذين أيّدوه عند تكليفه بتشكيل الحكومة ، ولكن الشعب الذي عانى ما عانى إبتداءً من 2003 ولحد الآن قد بنى آماله على هذه الحكومة ، ويطمح بإلحاح أن تكون خطواتها أكثر جرأة . إن أية لجنة تحقيقية تقوم بواجبها بأسلوب مهني مع أولئك الذين قاموا بالأعمال التخريبية في تكريت تتمكن من الوصول إلى خيوط الجريمة الكبرى ومَن يقف وراءها . حكومة يرأسها حيدر العبادي لا تملك العصمة في ما تفعل لا يمكنها أن تحقق شيئاً من ما يريده الشعب بحق .. تجريم بضعة " الويلاد " لا يحل المشكلة ما دام " الراعي " لا يزال يعمل على عرقلة مسيرة العراق . إن العمل الجرئ والسريع وإشهار الحقائق حول ما حصل ، هو العلاج الحكيم الذي يفتح باب الأمل للمستقبل ، ويحفظ للحكومة هيبتها ، ويعيد للشعب وحدته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا