الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أليرموك : زاد في طنبور (ألموت)، نغما داعشيا .

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 4 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


أليرموك : زاد في طنبور (ألموت)، نغما داعشيا .
مُخيم اليرموك والذي كان شبيها بقطاع غزة ، مساحة قليلة وكثافة سكانية مهولة ، ينضم "لأراضي" دولة "الخلافة " الدموية ، لا باركَ لها ولا بارك عليها ..!!
يُقال والعُهدةُ على القائل ، بأن "النُصرة " تحالفت مع داعش في حربها لإحتلال المُخيم من أيدي "أكناف بيت المقدس " الحمساوية ، والتي كانت بدورها سببا في تفكك وتشرذم القوة الفلسطينية داخل المُخيم ، المَنكوبُ سكانُهُ على إختلاف توجهاتهم السياسية وتنوع طيفهم القومي والديني .
ومرة أخرى ،العُهدة على الراوي ، بأن مخيم اليرموك إستقبل بذراعين مفتوحتين أبناء الشعب السوري الفقراء الذين وجدوا في حناياه وتضاريسه بيوتا وصدورا حانية ... وكل هذا قبل إنطلاق شرارة الثورة ضد طاغية ..فأصبحت سوريا كلها تحت حُكم مجموعة من الطُغاة لكل منهم دولته ورجاله .
فسُكان المخيم كانوا الى عهد قريب ، خليطٌ متنوع من الناس الذين جمعتهم ظروف الحياة ، في هذا المكان .
وأتخيلُ أيضا بأن سكانه من اللاجئين الفلسطينيين ، ورغم إنتمائهم لفلسطين " الفردوس المفقود " ، فإنهم قد تمايزوا عن بعضهم البعض بالإنتساب الى قراهم ومدنهم "الأصلية " ، فهذا حيفاوي وذاك عكاوي ، وقس على ذلك ..
فالقبض على جمر الوطن في بلاد الغربة والشتات ، يكون أقوى بكثير ... كما شاهدتُ ذلك وبأُم عيني ، في الأُردن . فالإنتساب هو للمدينة أو القرية التي "خلّفوها " ورائهم ، حاملين ما خفَّ وزنه ولا ثمن له ، على أمل العودة في الغد أو بعد اسبوع على الأكثر ..
وبدخول داعش والنُصرة لليرموك ، بعد أن دحروا "أكناف بيت المقدس " ، تتجلى أمامنا "رواية تاريخية " في أبهى وأجمل صُورها .. ونستذكر خالد بن الوليد ، وكتب الأحاديث ، قصة الاسراء والمعراج ، الخلافة الراشدة وبقية السردية التاريخية المجيدة .
لكن سرديتنا هذه ، تلبس لبوسا عصريا ، (ولا اقصد ازياء المتحاربين ) فعلى مسرحها تقصف المدافع الامريكية والروسية والاوروبية بأيدٍ إسلامية مُباركة ، تقصف إخوة على الطرف الأخر ..وهذا ليس بجديد على الاخوة في الدين والقومية ، المسلمين والعرب ، اللذين طالما قصفوا مواقع بعضهم بكل حمية وحماس، وقتلوا إخوتهم دون أن تأخذهم بهم رأفة .
الجديد في الحرب اليرموكية المُعاصرة ، هو حرب داخل السلفية الجهادية نفسها ..فهم واحد في ثلاثة (الخلافة ، النصرة والأكناف ) !! هل تأكل ُ النارُ بعضها ...؟؟
والجديد الأخر في السردية هو غياب العنصر الفلسطيني عن إدارة شؤون اليرموك ، الذي لم يبقَ به ، الّا القليل من سكانه ..
وشهد اليرموك مآسٍ كثيرة ، ليس أصعبها "إنقراض " القططة والكلاب في حدوده .. بعد أن أجبر المتحاربون سكانه على تناولها طعاما والّا فالموتُ بالمرصاد .. وقد منع المتحاربون هيئات الإغاثة من إدخال المعونات الإنسانية لسكانه المحاصرين بفكي كماشة النظام والمعارضة ، من تلقي هذه المعونات ... فكانت أن اصبحت القطط غذاءً ..
والآن ، وبعد أن مرّ على اهل اليرموك من الأهوال ما مرَّ ، ينبلج "صبحهم " عن أهوال جديدة ..والوان جديدة من الموت ..
فهل ، ستُقيم داعش الحد على من أكلوا لحوما مُحرمة ؟؟
ماذا سيكون مصير "عازف البيانو " اليرموكي ، الذي تواصل بمعزوفاته مع العالم ..؟؟ والذي خَفف عن اطفال المخيم بأناشيده ومعزوفاته ..!! هل سيُجلد ؟؟ تُقطّعُ أصابعهُ ؟؟ يُحطّم البيانو ؟؟ أم سيتم ذبحه ؟
واليكم رابطا يروي حكاية أيهم، والموسيقى في الجحيم ..
https://www.youtube.com/watch?v=rltyvAqDWac
ومرة أخيرة ، والعُهدة على المُحدِّث ، يُحّمل أيهم البيانو على العربة وينتقل به من نقطة الى أخرى في المخيم لِيُخفف عن سُكانه وطأة الحياة ...إذا كان بالإمكان تسميتها "حياة " ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - داعش تحز الرؤوس في اليرموك
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 6 - 10:52 )
قام موقع -واي نت - العبري باجراء اتصال مع احد سكان اليرموك والذي روى نكتة متداولة بين من تبقى من سكان المخيم ، تقول النكتة يجب طلب المساعدة من إسرائيل وطلب تدخلها ، لإنقاذ الفلسطينيين .
كما وروى شاهد العيان هذا عن قيام داعش بذبح البعض والقاء الجثث في الشوارع !!
اليكم رابطا لصور من داخل المخيم
http://www.msn.com/he-il/news/other/%D7%A2%D7%93%D7%95%D7%AA-%D7%9E%D7%90%D7%9C-%D7%99%D7%A8%D7%9E%D7%95%D7%9B-%D7%93%D7%90%D7%A2%D7%A9-%D7%A2%D7%95%D7%A8%D7%A3-%D7%A8%D7%90%D7%A9%D7%99%D7%9D-%D7%90%D7%99%D7%9F-%D7%9C%D7%A0%D7%95-%D7%9E%D7%94-%D7%9C%D7%90%D7%9B%D7%95%D7%9C-%D7%94%D7%A6%D7%99%D7%9C%D7%95/ar-AAasLv8?ocid=mailsignoutmd&fullscreen=true#image=6

اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة