الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤول والعصرية

سامي كاظم فرج

2015 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


المسؤول و العصرية
سامي كاظم فرج
اذهب صباح كل يوم في الفترة المحصورة ما بين السابعة والتاسعة لجلب الصمون والصحف.. وقد كانت ساعة ذهابي قبل ايام ما بين السابعة والنصف والثامنة وحين كنت اهم بتجاوز نهاية شارع النضال باتجاه ساحة عقبة بن نافع فوجئت بموكب يمر تجاهي بسرعة حتى كاد ان يصدمني وذلك لعدم انتباهي الى الجهة التي ينطلق منها لانه كان يسير (رونك سايد) من الشارع الخدمي المحاذي لشارع النضال مخترقا الفتحة الى ساحة عقبة باتجاه الكرادة خارج..!!
بعد ان حمدت الباري عز وجل على (سلامتي) سائله (طول العمر) توجهت الى الاخ (ضياء) بائع الصحف والمجلات والذي له باع طويل في ساحة عقبة لاسئله عن (جلالة) صاحب هذا الموكب اقسم الرجل باغلظ الايمان بانه لا يعرف من هذا (المسؤول) غير مخالفته اليومية (المنظمة) للقوانين واللوائح المرورية ثم نصحني بان اتوجه بالسؤال الى رجال المرور او افراد الشرطة الذين يرابطون في الساحة على مدى الساعة للحفاظ على (النظام) وتطبيق (القانون) مؤكدا على انه ينظر اليهم بعين العطف لانهم لا يجرأون على ايقاف هذا الموكب والزامه على احترام النظام وتطبيق القانون..!!
اتجهت الى رجل المرور وقبل سؤالي عمن يكون هذا المسؤول سألته لماذا لم توقف هذا الموكب على الرغم من مخالفته..؟!
اجابني وهو (يحملق) في وجهي: (عمي خلف الله عليك تريد تكسر ركبتي..؟!) (انت متسمع الهورنات وعياط الحماية.. جفيني الشر الله يخليك..!!) وحين عدت اجر اذيال الهزيمة لاخفاقي في معرفة هذا (المسؤول) جوبهت بموكب (مسؤول) اخر يمارس ذات (المسؤولية) ويصر على تطبيق (القانون) وبذات الطريقة..!!!
وحين سألت رجال الشرطة الاتحادية الذين يرابطون في الساحة مع سياراتهم سألني احدهم (وحضرتك شنو؟!) فقلت له انا مواطن اولا وصحفي ثانيا فقال على الفور (هويتك) فبادرته: انا اسكن قريب من هذا المكان وبامكاني جلب الهوية لك يوم غد.. فأجابني وبلهفة ورغبة ملتهبة لايصال الحقيقة (من تجيب هويتك اكلك هذا منو.. وذاك منو..!!).
وبالفعل خرجت في اليوم التالي وبنفس الوقت.. وبلهفة لمعرفة هذين المسؤولين الذين يقعا ضمن المحلة والزقاق التي اسكن فيها ولكن الفرق بيني وبينهما اني ملزم بتطبيق القانون شئت ام ابيت وان هناك من له القدرة على (كسر ظهري) لو حدث مني تجاوز عليه..الاهم من كل هذا نصحني رجل الشرطة بأن اذهب لجلب (القاسمه الله) واعود لبيتي دو اللعب في النار..!! تناهى الى تفكيري وانا اجر اذيال الهزيمة ان هذا على ما يبدو امتحان وفرصة لاعادة النظر في سلوك (المسؤولية) لكي لا يحس العراقي بانه اخطأ ولا يأكله الندم حين اغرق اصبعه في الحبر (البنفسجي) من اجل هؤلاء الذين لا يميزون بين العصر والعصرنة والعصرية.. ولاحتى (المستكي)..!! وهكذا مر الموكب الاول وبسرعة متناهية.. وتلاه الموكب الثاني وبسرعة يتناهى الى من يشهد الموقف بانهم ذاهبين لانقاذ العراق في تلك اللحظة..!!
سامي كاظم فرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م