الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلبة المغرب بين الحق والواجب

محمد البورقادي

2015 / 4 / 6
حقوق الانسان


شباب درسوا وتعلموا لزمن مديدٍ وعمرٍ ليس بالقصيرِ ،إلى أن تمكنوا من الحصول على شهادة متوسطةٍ أو علياَ ، منهم من أخذها باستحسان وحسن وتميز، ومنهم من ذكاءه متواضع وفطنتهُ ضعيفةٌ فحصّل بذاك على أخرى بنَقطٍ ليس بالجّيد كفايةً ولكن لا بأس به في ظل عطاءٍ حسنٍ وبلاءٍ متوسطٍ .
صرفوا من وقتهم وجهدهم الشيء الكثير ومن أمانيهم وأحلامهم كذلك ، فهذا يمنّي النفس بأن يصير أستاذا وذاك مبتغاه أن يمسي رجل أمن، وآخر يحلم أن يكون ممرضا أو طبيبا أو عالما أو حتى موضفا بسيطا من الدرجة الأولى أو الثانية وبسلم متدنٍّ ،والغالب الأجمع لا يريد إلا دخلا كريما ،يعينه على مصاريفَ جمّا، يأتيه من عمل يثقنه عن علم به فيفيد به ويستفيد منه.
فهذا الطالب المسكين لم يلحق حتى شيئا يسيرا ولو ضئيلا قليلا ، وآخرون ممن لهم وساطة أو لجدهم وصاحبهم مكانة بينكم ، كانوا من المقبولين ومن الأولين المسبوقين ولو كانوا فارغين وغير مؤهلين ...
فما وجه العدل في أن يصيّر أحدهم من النخبة المقربين، ويصل دخله الشهري إلى الملايين وآخرون يقمعون ليلا نهارا أمام بيتكم الموقر ويزجرون بعصي كلابكم الأوفياء الصلحاء، ..
وأين الحق في العدوان والقمع ،إن كان ذلك في مسيرة سلمية سالمة لا ضرر فيها ولا ضرار ، من أجل رفع مطالب تعرفونها وتسكتون عنها بحكم أنكم مشغولون بهموم عظام ومصالح شخصية نفعية ، لا دخل لنا بها ونحن الأولى والأحق بالمعروف وقد وكلناكم شهداء علينا وفوضناكم على أمورنا ورفعناكم عنا بأصواتنا وانتخابنا لكم حتى إذا صرتم هناك في الأعلى لم نعد من المسموعين ولا من المعروفين بل من المنبوذين الشحاتين ، وما نسعى إلا لحقنا ومطلبنا الذي فرضتموه سلفا لنا .. أليس جاء فيما عندكم أن الوظيفة حق لمن تعلم ودرس فأين صحة دعواكم أم كنتم فقط تزعمون ..
وزعمتم بسياستكم أنكم ستأخذون قسطا ونسبة ممن تجاوز دخلهم المليون ونصف أو المليونان وتستخلصون ذلك منهم لتعويض القادم الجديد وإتيانه بوضيف تسكتونه به ، وما فعلتم من ذلكم من شيء إن هو إلا قول نظري مبين لا صدق فيه ولا قرار ..
وماذا فعل العدالة ولا الذي قبله ، لم يفعل الشيء الكثير ولا القليل إلا زيادة بدون هوادة في ظل غلاء حميم يلهب حرارة المسكين أكثر من كونها مرتفعة ..
وما وجه التغيير الذي وعدنا به وأين الإصلاح الموعود والتوضيف المعهود ،أم هي أجندة سياسة جوفاء تأخذ أكثر مما تعطي وتخدم مصلحة الخاص من أفرادها على حساب العام من شعبها..
إلى متى سيبقى المعطل تائها وحائرا ومضلوما، تتناوب على مرأىً من عينه الأحزاب والحكومات ولا سامع منها ولا مجيب ،وهو في تمنٍّ موصول وأملٍ غير مقطوع عساه يلقى من يسمعه ويفتح حوارا جديا معه ..
أم أن الكل منكم لا يجد للقمع والضرب بديلا ، ولا عن الإعتقال والسجن تحويلا ، أفبهذا السبيل تحلّ مشاكلنا، وينعم الهدوء والإستقرار والأمن والكرامة بلادنا ..
وما جدوى إقصاءه من المباريات حين يبلغ من العمر عتيّا ، وأنتم من تركتموه بلا عمل ولا وضيف حتى بلغ مبلغه ..
وما الغاية من تغيير دستور وزيادة بنوذٍ وإبداعُ مخططاتٍ إن لم يكن لها وقعٌ وتغييرُ، أم أنها شكلٌ وصورةٌ تسكتوننا بها حيناً، علّنا نتلهّى أو نتناسى أو نتراجع قليلا ريثما تبدعون وتنتجون ويلا آخر من ويلاتكم المعهودة ..
لماذا تنظروننا بعين العدو وترون بأننا وجه عقبة ضد النظام، ويخال لكم أننا من المفسدين في الأرض بصرخاتنا وصياحنا ، وبمضاهراتنا واحتجاجنا وما أتيناكم إلا لمقاسمة خيرات بلادنا قسمة عدلٍ وحقٍ ، أم أنكم جشعون غير مبالون لا إنسانية فيكم ولا أخلاق ..
هل ذلك حلٌ أن تختلقوا وتتفننوا في إبداع شروطٍ إقصائيةٍ يُقبل البعض اليسيير فيها ويُرفض الجمع الكثير ، وأنتم وتضحكون وتستهزؤون وتظننون أنكم تخرسوننا بمبدأ تكافؤ الفرص ، عن أي تكافؤ تتكلمون وأنتم للإقصاء الممنهج والمعقلن تبحثون وللقمع الماكر تنهجون ..
إنها أضغاةُ أحلامٍ ونسجِ خيالٍ ووهمٍ بائنٍ ،فقد كشفتم على سرائركم وأعلنتم خبث نواياكم ،فيا ويلكم إن ضعيتم رعيتكم ..
" فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وكفا بالمرء إثما أن يضيع من يعوله "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دوجاريك: القيود المفروضة على الوصول لا تزال تعرقل عمليات الإ


.. الأونروا تقول إن خان يونس أصبحت مدينة أشباح وإن سكانها لا يج




.. شبح المجاعة في غزة


.. تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجز




.. الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة حرموا من التعليم بسبب ا