الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوانين استبدادية لحماية الله من العقل البشري

كوسلا ابشن

2015 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


قوانين استبدادية لحماية الله من العقل البشري
فشلت السلطة الكولونيالية في الحفاظ المطلق على هيمنة الايديولوجية الرجعية المتخلفة في عصر التطور التكنولوجي الحاصل في حقل الاتصالات والمعلوماتية ,حيث اصبحت المعلومة في متناول الجميع , خارقة للقارات ومحتمة لاسوار الكيانات العتيقة .
اصدرت السلطة الكولونيالية في المروك مشروع مسودة تدين منتقدي فكرة الله ورافضي الطقوس الدينية (أكل رمضان ... ) وتاركي الاسلام او ما اصطلح عنه بزعزعة عقيدة مسلم , والادانة الحبسية والغرامة المالية تختلف حسب خطورة التهمة .
ادانة هذه التهم ومعاقبة مرتكبيها ليس بجديد (مثالا عن ذلك , الفصل 220 من القانون الجنائي ) في المجتمع المروكي الخاضع للتأثير الايديولوجي الرجعي الكولونيالي , الجديد هوالتشديد في الاحكام لوضع حد افتراضي لاستفحال ظاهرة التخلي عن ما يسمى بالثوابت ونقد المقدس وخروج هذه الظاهرة للعلانية واستعمال اصحابها للوسائل التكنولوجية الحديثة ومشاهدتها وسماعها وقرأتها من طرف جمهور عريض يعد بالملايين , هذا ما اربك حسابات السلطة اللقيطة , التي اعتقدت ان العقل المروكي سيبقى الى الابد حبيس التعليم المدرسي والكتاتيب القرأنية وزوايا ودكاكين النخبة العرواسلامية .
مشروع مسودة الدفاع عن الله العروبي بالقمع والقهر , تعبير عن ازمة الايديولوجية الرسمية في الظروف المعاصرة في الحفاظ على البنى التقليدية و استكمال وظيفة تكريس التخلف والجهل والاغتراب الذاتي من جهة ومن جهة اخرى ازمة هذه الاداة في وظيفة النهب والاستغلال الحلالي واستنزاف ثروات المجتمع المروكي بصك الهي , وما المسودة الجديدة - القديمة مشروع لاعادة البنى التقليدية بممارسة الاضطهاد وقمع الحريات الجماعية والفردية بالوسائل ((القانونية )) بالزامية (( الشرعية )) المحمدية بالوسائل الردعية والعقابية للحيلولة لبناء جدار فاصل بين المعرفة العلمية والواقع الموضوعي وبين الجماهير الشعبية المقهورة , الطامحة للتغيير ونفي ما هو متخلف في التراث وازالة النظام الكولونيالي المستبد .
تراكم مشاريع المنع والقمع والاقصاء والتهميش, تكذب اوهام (( العهد الجديد )) و (( دولة القانون )) عهد اوهام الدموقراطية والحرية والتعايش , شعارات زائفة في عهد زائف , عهد السلطة اللقيطة اللاوطنية , اللا شرعية , نظام كولونيالي فرض بقوة الاجهزة القمعية و القوة الايديولوجية المحمدية التي دخلت عصر خريفها والاخذة تدريجيا بالخروج من مسرح التاريخ بفعل قوة العلم , النقيض المباشر للميتافيزقية و الاسطورة المحمدية , وبفعل قوة العقل التحرري الرافض للايديولوجية المطلقة الصالحة لكل زمان ومكان والرافض للاستغلال و للاستبداد والاستعمار .
القوانين الاستبدادية تصبح مشروعة اذا ارتبطت بمصلحة الاستعمار وبحماية ايديولوجيته المغلوطة والمزيفة من التلاشي و الانهيار , في هذا الاطار يفهم التهافت على كم هائل من القوانين والنظم القمعية الاستبدادية لتكريس العبودية ولاعادة الحياة لفكر على سرير الموت . تراكم (( القوانين )) المجحفة والاستبدادية زاد الوضع الحقوقي المتردي اصلا سوءا وهذا ما اعترفت به الهيئات الحقوقية الدولية وأدانته مررا وتكرارا , وضع المروك ( 2014 ) في الخانة السوداء بانتهاكه المستمر للحرية الدينية وخصوصا ما يتعرض له الاخوة المسيحيين من اضطهاد و انتهاك لحقوقهم الدينية وحالة جامع أيت باكريم المعتقل منذ 2005 والمحكوم ب15 سنة بسبب تخليه عن الاسلام واعتناقه للمسيحية عن قناعة .
النظام الكولونيالي الفاشستي وقوانينه الاستبدادية لن تغير الواقع ولا تنفي حقيقة نضوج العقل المروكي ومحاولاته لتغيير الواقع المر والاطاحة بالنظام الكولونيالي الرجعي المستمد ركوضه وتخلفه من الثوابت الايديولوجية والاستبداده المطلق . مشروع المسودة يأكد هشاشة المناعة في الايديولوجية الرسمية وعدم استطاعتها لمقاومة الافكار البديلة التحررية الثورية والافكار المسالمة المتعايشة مع الاخر .
مزبلة التاريخ هي مصير الرجعية المتعفنة وقوادها الادميين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الديمقراطية في الغرب.. -أنا وما بعدي الطوفان- #غرفة_الأخبار


.. الانتخاباتُ الفرنسية.. هل يتجاوزُ ماكرون كابوسَ الصعود التار




.. لابيد يحمل نتنياهو مسؤولية توتر العلاقات مع الولايات المتحدة


.. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مركز إيواء




.. نتنياهو يبلغ نوابا في الكنيست بانفتاحه على وقف حرب غزة.. ما