الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلافة وبناتها، الخليفة وإخوانه

سعيد لحدو

2015 / 4 / 6
كتابات ساخرة


رغم تمتع خليفتنا الجديد أمير المؤمنين في دولة العراق والشام الإسلامية بالكثير من السبايا التي لانعلم كم هو عددهن تماماً، والتي غنمهنَّ في غزواته الخاطفة في غفلة من الأقمار الاصطناعية للرصد والمراقبة والتجسس العسكري وغير العسكري، الأمريكية وغير الأمريكية، فإن خليفتنا هذا الشيخ المجاهد، العابد الزاهد، أمير المؤمنين، وقائد كتائب المجاهدين، أبو بكر القرشي الحسيني البغدادي والذي لابد أن ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، يتنقل متخفياً، أو ربما لايتنقل، لكنه يظل متخفياً في كل الأحوال،على غير عادة الخلفاء الذين طالما أمضوا قيلولتهم تحت ظل شجرة آمنين مطمئنين. فهو من آل البيت بطبيعة الحال، لكنه زاهد بنصيبه المستحق له من حوريات الجنة وملذاتها مكتفياً في هذه الحياة الدنيا الفانية بتلك السبايا اللاتي حصل عليهن بكده وعرق جبينه في غزواته على بلاد الكفار والمشركين.
أما حوريات الجنة تلك والتي تدفع بالمجاهد لإنهاء حياته الأرضية بهجمة انتحارية هنا أو هناك للحصول على بعض اللذة مع تلك الحوريات، فإن خليفتنا العابد الزاهد الذي يجاهد للاحتفاظ بحياته طوعاً كي لاتذهب بعض تلك الحوريات له، فيخسرها الشباب الطامح، نراه يتخفى كي لاتصيبه رصاصة طائشة أو متعمدة. لقد تنازل عن حورياته بكل طيبة خاطر للشباب المتدافع على أبواب الجنة بعد تنفيذهم أوامره بتفجير أنفسهم في تجمعات الكفار والصليبيين وأعداء الدولة الإسلامية، سواء كان ذلك التجمع مدرسة أطفال أو سوق تجاري أو تزاحم للأهالي على باب مخبز أو سواه.
وعلى سيرة المخبز تحضرني هنا بعض مشاهد القتل الجماعي نتيجة قصف النظام السوري لعدد من المخابز في بعض المدن السورية، مما يثير التساؤل المريب عن حالة التماهي بين الطرفين بأساليب بناء كل خلافته الخاصة الثابتة النسب، رغم إن بشار لم يتمكن بعد من إثبات نسبه لأبعد من سليمان الوحش.
هناك وجه شبه آخر بين الخلافتين يتبدى في عجز قوى التحالف بكل ما تمتلكه من أسلحة حديثة ووسائل رصد ومراقبة متطورة عن استكشاف نوايا "العدو" وخطط تحركاته رغم ارتكابهما أفظع الجرائم بحق الإنسانية، من استخدام الغازات السامة وإسقاط البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين إلى تضييق الحصار عليهم ومنع وصول الخبز والماء والدواء إليهم، إلى التهجير الجماعي والسبي والاغتصاب والحرق والنحر باستعراضات هوليوودية في تحدٍ صارخ للعالم المتمدن وقيمه الإنسانية.
يبدو أن هاتين الخلافتين ليستا الوحيدتين في مسرح أحداث وطننا السوري (إذا تغاضينا عن البلدان الأخرى)، المفجوع بهوس الأشقياء والمغامرين من حثالات المجتمعات بتأسيس خلافاتهم أو إماراتهم على تلال الركام الذي خلفته صراعاتهم من بقايا ماكان متوافق على تسميتها مدناً وبلدات. ناهيك عما فعله نظام بشار والميليشيات البربرية التي استقدمها، طوال سنوات أربع ليحول سوريا لمحرقة كبيرة ليس للبشر والحجر فحسب وإنما لكل القيم التي تفاخر بها هذا البلد على مر العصور وكانت من السمات المميزة له على الدوام.
هذا غيض من فيض كما يبدو. وكما قال طرفة يوماً: "ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ..". سنسمع ونرى في قادم الأيام مالم يخطر لنا على بال. فبعد الرقة والموصل والبوكمال تتوجه الأرتال لإكمال تأسيس إمارة دير الزور وغيرها مما قسم الله للمجاهدين من نصيب. فالأمراء كثر والحمد لله، ولابد لهم من إمارات على مقاسهم. فمتى كان الجولاني أقل من البغدادي؟؟؟ وهل سيرضى علوش بأقل من وحش القرداحة، أو مايتمتع به النمر من زعامة وصيت؟؟؟ كما إن الحموي لم يكن يوماً قصير حربة كما يقول المثل العامي، ليتقدم عليه رجل مثل الطرطوسي في الإمارة. وكل من هؤلاء له دستوره وشريعته ومجلس شوراه وفتاويه واجتهاداته وقياساته وضروراته التي تبيح له المحظورات.
فجبهة النصرة وإن أعلنت ولاءها للقاعدة، لكنها سورية في المجمل. وأحرار الشام اسم على مسمى. فهم أحرار في أن يرفضوا الديمقراطية ويكفروا العلمانيين ويقيموا المحاكم الشرعية كما يشاؤون. أما جيش الفتح فسيسلم مقاليد إمارة إدلب التي حررها من النظام لمجلس مدني لكن سيحكم وفق الشريعة!!! في حين أن صقور ماوراء البحار، وكتائب الرعد والبرق، وعصائب الموت وقطعان المهاجرين وأنصار ابن آوى، وألوية الدم وطلائع النار وفرسان الديجور.. ستعلن قريباً بيعتها لأمير داعش في ولاية اليرموك قيد الإنشاء!!!
هنيئاً للسوريين إذ تحقق لهم في الواقع مالم يكن حتى في الأحلام تحققه ممكناً. وهنيئاً للإسلام والمسلمين بدولة الخلافة الرشيدة التي تأسست محاطة بالعشرات من بناتها الإمارات، إمارة تنطح إمارة. وهنيئاً لهم مرة أخرى بخليفتهم الراشد محاطاً بالعشرات وربما المئات من إخوانه الأمراء وهم يتناطحون لإعلاء كلمة الله والحط بأبنائه البشر إلى أسفل الدرك.
وليهنأ أصدقاء الشعب السوري قطر والسعودية وتركيا والكويت والإمارات ومن خلفهم أمريكا وعموم المجتمع الدولي مرتين حيث أينعت جهودهم أخيراً في ترجمة شعارات الثورة السورية من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية إلى القتل والخراب والتهجير و..... التطرف مرة، ولتدمير بلد كان منارة للعلم والثقافة والتحضر والمدنية، وتحويله إلى مجرد ركام وأشلاء ومجموعات من اللاجئين تحت رحمة منظمات الإغائة ومنح المانحين مرة ثانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح