الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداخلات القصيدة والوطن وشهرزاد

باسم الهيجاوي

2005 / 9 / 24
الادب والفن


وطَنٌ يضيقُ على اتساعِ الوقتِ ،

يختزنُ الظلالَ ،

وأدمعٌ مُتَناثِرَهْ

سَرقَ الغزاةُ بريقَها

لتتيهَ في المدنِ التي ظلَّت تُجففُ ريقَها

أيدي الغزاةِ ،

لتستريحَ على الظلالِ العابرهْ

همّاً طويلاً ، في ثنايا ذاكرهْ



وطنٌ يضيقُ على اتساعِ الوقتِ ،

يَقتلُ في القصيدةِ شهوةََ الصوتِ الـمُعَبَّـأ بالكلامْ

لتضيعَ نرجسةُ القصيدةِ ،

حين كانت تَستفيقُ على اشتعالِ الوقتِ ،

أو لغةِ التفتُّحِ في عيونٍ لا تنامْ

وهي القصيدةُ يقظةٌ للحلمِ ضاءتْ ،

قطرةٌ لدمٍ يراقُ ،

وأغنياتٌ للسلامْ

وهي القصيدة خندقٌ متقدِّمٌ

متراسُ جنديٍّ يصيحُ :

ـ إلى الأمامِ ،

إلى الأمامْ

وهي القصيدة خمرة الفقراءِ ،

أحزانُ اليتامى ،

أو نشيجٌ للأراملِ ،

حين يَرْتَجُّ الكلامْ

وهي القصيدة نجمةٌ للسهدِ ،

أغنيةٌ لطفلٍ ،

لا يُنيمُ ولا ينامْ

وهي القصيدة دفقة للشعرِ ،

ريحانٌ لميلاد الندى

أفقٌ جديد للمدى

حلمٌ جميلٌ وادعٌ

" يندسُّ " في لحم المنامْ

عصفورةٌ لا تستريحُ لها الدمى المتَحَرِّكَهْ

جبلٌ عظيمٌ شاهقٌ لا يُرتَقى

ومُسَدَّسٌ للمعركهْ

وهي القصيدة منزلُ الشهداءِ ،

منتجعُ الخطى

قمرُ التواجدِ ،

أو رحيلُ الذاكرهْ

وهي القصيدة برزخٌ

بين المفاوضِ والمعارضِ ،

والمهادنِ والمقاتلْ

وهي القصيدة صرخةُ الجسدِ الذبيحِ ،

وطعنةٌ في صدر قاتلْ

وهي القصيدة شهقةٌ لِدمٍ تَعرّى

أغنياتٌ للحنينِ ،

وأدمعٌ متناثره

سَرقَ الغزاةُ عيونَها

فَتَعَثَّرَتْ

وَبَكتْ عليها شهرزادُ ،

وحين أدرَكها الصباحْ

صَرَخَت لتكتملَ القصيدة ، فانتَهَتْ

كَشَفَت غطاءَ حنينها

عن أمنياتٍ تُستباحْ

جاءت تُلملمُ جرحَها

لـمّا تناثَرَ في فضاءِ الخاصرهْ .

*

وطنٌ يضيقُ ويستفيقُ ،

من ارتجافٍ لارتجافْ

وطنٌ يضيقُ ،

وأمنياتٌ مشتهاة غادَرَتْني ،

في ارتباكات الهتافْ

شَرِبَت جداولها الرمالُ وجفَّفَتْها

والقصيدةُ لم تُغادر جرحَها

لـمّا أتَتني ،

غيمةً تَنْسَلُّ من لحمِ انتباهي ،

والنوارسُ غادرَتْ شطآنها

كي تستريحَ من الجفافِ ،

على جفافْ

والعازفونَ تقدَّموا

وتلملموا

بيدينِ تَجْمعُ ما تَبَقّى ،

من نشيد الإعترافْ

وعلى الرمال تَبَعثَرَت أوراقُهمْ

والرملُ مجبولٌ بِحَرِّ الهجرةِ الأخرى ،

هل الوطنُ الحكايةُ ،

أم خرابٌ في حقولِ الذاكرهْ ؟

يصطادُ جوهرة الخليفةِ ،

حين تصعدُ فوق أسطُحِها المنازلُ ،

أو تُلوِّح للعدا

بيدينِ من عَسَلِ الهلاكِ ،

وبالمناديلِ التي جُبِلَت بأمطار الجباهِ ،

وبالقصائدِ ،

حين تخرجُ للشوارعِ ،

يصعدونَ ،

ويهبطونَ ،

ويرحلونَ ،

ويرجعونَ ،

وما ارتَضَتْ

فِجُّ البدايةِ ،

والبلادُ تَضَمَّـخَتْ بنشيدِها

واحتلَّ فيها حنظلُ القهرِ انطفاءَ النرجسِ ،

الحلمَ الذي ما غادَرَتْهُ الروحُ ،

لـمّا أيقَظَتْهُ على اشتعالِ الفجرِ ،

أو في صرخة الطيرِ الذي

ما جَرَّحَتْهُ سلاسلُ التذويبِ ،

والقمع المركَّبِ ،

وانطفاء الذاكرهْ

والأرضُ قنطرة الجياعِ ،

أَأقفَلَتْ قاموسَها لغةُ الغبارِِ ،

أم استراحَتْ خيلُنا قبلَ المجاعةِ ،

حين كنا نقتَفي

أثَرَ الجفافِ المختفي

بين الحقيقةِ والظلال العابره ؟

*

راحاب هل عاد الرجالُ وأَوْدَعوا أسرارَهم ؟

بين الوصايا ، واختفوا

ما بين " كتّان الحبيبةِ " واستراحوا ،

من عيون الباحثين وراءَهم ؟؟

وهل امتَطوا

خيلَ العبور ليضربوا ابواقَهمْ ؟

للغربِ ، نافذة المواسمِ ،

والمخاوض لم تَبُحْ

بأنينها للنهرِ ،

وانبَلَجَ الهتافُ ،

وحين تنفلقُ المياهُ سيعبرون إلى الخروجِ ،

وما انتهتْ أهدافُهمْ

لتظلَّ وحدكَ ،

أيها القمرُ المطلُّ على حقول القلبِ ،

تحلمُ بالوصايا ،

عاشقاً ينمو ويحتلُّ الحكايا ،

رُدَّ لي قمرَ البدايةِ ،

يا صديقي المؤتَمَنْ

لأُرتِّبَ الحنّونَ في شَعرِ البلادِ ،

ورُدَّ لي

عشبَ الحقولِ وزقزقاتِ الروحِ ،

والحلمَ الذي سَيَّجتُهُ

حتى يفيقَ على وطنْ

فلمن إذنْ

هذا النشيدُ المسْتَحِمُّ على شواطئَ من شَجنْ ؟

ولمن إذنْ

هذا الهواءُ الطلقُ ،

أو هذي الفراشاتُ التي ارتفَعَتْ ،

لمنْ ؟؟

ولمن إذن يمضي دمي

متأبِّطاً غاباتِ ليلي ، والمدى

تفاحةٌ تَنْشَقُّ في لحمِ انتظاري ،

حين يسرقني الصدى

وأنا المشجَّرُ بالقصائدِ ، والبلادُ توزَّعَتْ

بيني وبينكَ ، فارتَشِفْ

ماءَ القصيدةِ في المكانْ

ما كانَ كانْ

وعلى الخرائبِ لن نُصلّيَ ،

فانتظرني غيمةً للجدبِ تصحو ،

قامةً تَشْتَقُّ من لحمِ المواجعِ وردةً ،

تلقي السلام على الجسدْ

أو غيمةً تعطي " أريحا " ما اشتهَتْ

من خضرةِ القلبِ المشَجَّرِ بالندى

أو رافدا

يعطي الجداولَ كُنْهَها

يعطي النخيلَ لشهوةِ الصوتِ الذي

ما أفقَدَتْهُ برودةُ الطقسِ الصهيلَ ،

وما ارتضى

فِجّ البدايةِ ،

غازَلوهُ فما استراحَ ،

ونادَموهُ فما استراحَ ،

وحاصَروهُ فما استراحَ ،

ومسمروهُ ،

وحين ساروا وحدهمْ

وأكفَّهم

راحتْ تُلملمُ ما تَيسَّر من نشيدِ اليافطاتِ ،

ومن نياشين الرَّتابةِ ،

كان يبكي في انتظارِ البحرِ ،

أو لغةٍ تُودِّعُ ما تبقّى ،

من عناوينِ القلقْ

والوقتُ جفَّفَ خضرة القتلى ،

وأنتِ وحيدةٌ يا " قدسُ " ،

و" التوتُ " احترقْ

و" المسجدُ الأقصى" يئنُّ ،

وقامةُ الشهداءِ ماتتْ ،

حين نامتْ ،

فوق أرصفةِ الورقْ

وبَكتْ عليها شهرزادُ ،

وحين أدركها الصباحْ

صَرَخت لتكتملَ البدايةُ ، فانتَهَتْ

واستَحضَرَتْ

سرَّ اللغاتِ لكي تؤلفَ للبلادِ قصيدةً

تنشقُّ من لحم الحَدَقْ

والوقتُ جفَّ ،

وما استراحتْ خيْلُنا

لما استراحت فوق حنْطَتِنا الوجوهُ ولملمتنا ،

للخطى المتعثِّرهْ

وبَكيتُ ،

وانتَشَرَ الصغارُ يداعبون أُنوثةَ الألوانِ ،

فاشتَعَل الرجالُ وخبَّأوا أسرارَهمْ

في القاهره ( 3 )

وحملتُ أحزانَ الغمامِ ، وأمطَرَتْ

سُحُبُ التثاقلِ للجداولِ ما اشتَهَتْ

من حزنها ، فاستيقَظَتْ

في الخاصرهْ

وطناً يضيقُ وأدمعاً مُتناثرهْ

سرقَ الغزاةُ عيونَها

فتعثَّرَتْ

ودماً يجفُّ على الرمالِ ،

فكيف لي أن استريحَ وآخر الطلقاتِ طاشَتْ ،

فاسترحْ

إن شئتَ ،

أو فاشعل جراحكَ في سكون الليلِ ،

تُخْفيـكَ المواجعُ في شقوقِ القلبِ ،

أو في وردةٍ

جاءت تُسيِّجُ ما تناثَرَ من دمٍ

قبل اندلاعِ المجزرهْ .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا


.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق




.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م


.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |




.. -عملت له مستشفى في البيت-.. المخرجة منال الصيفي تروي حكاية م