الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تبكون المسيح اسبوعا وتصلبونه عاما!!

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)

2015 / 4 / 7
الادب والفن


(فى أسبوع الآلام)

فقط أود أن أقول
لا تبكون المسيح اسبوعا .. وتصلبونه عاما!!

هل تعرفون المسيح الذى تبكونه؟
الذى تنوحون لأجل ظلمه وتتعذبون لصلب اليهود له؟
هل تعلمون أنكم أيضا تصلبونه؟
أتتعذب ضمائركم لصلبه اسبوعا وتصلبه باقى العام؟
يسوع!
يسوع الذى أحب الخطاة الذين تحتقرونهم
يسوع الذى أكل مع الفقراء الذين تهمشونهم
يسوع الذى ستر الزانية التى تفضحونها
يسوع الذى سافر باهتمام لملاقاة السامرية وانتم تعزلونها
يسوع الذى وحَّد الكل بالحبِ
وانتم تنهشون جسده وتمزقونه بجدٍّ
يسوع الذى علمنا الصلاة مع العليل والمريض
وانتم تعلمونا تركه والصلاة لأجله من بعيد
يسوع الذى علمنا غسل أرجُل الخطاة
وانتم تغسلون أيديكم منهم
يسوع الذى أحب وتفهَّم الضعفاء وبكى معهم ولأجلهم
وانتم تنتهرونهم مطالبينهم بالبطولة
وانتم لا أبطال ولا أقوياء وتنتحلون دور الوصى عليهم
ظانون أن برَّكم الزائف واحتمالكم الوهمى لهم تاج على رؤوسهم
يسوع كلمة الله الذى تأنس لأن لذته مع بنى ادم ولأنه أحب البشرية
وانتم تطالبون كل شخص أن يتجرد ويُختزل كيانه فى الروحانية
وأصبحتم أشواكا فى حلق الإنسان وكرستم خدمتكم لمطاردة الإنسانية
يسوع!
أتعرفون يسوع الذى تنادون به؟!
الذى تذهبون إلى كنيسته وتشتركون فى ذكرى حب صلبه اسبوعا
وانتم فى الحقيقة تصلبون حبه عاما؟
يسوع الذى لم تعودوا تستمعون إليه
بل تتلذذون بالاستماع عنه وتتفاخرون بالحديث عليه
آه لو تدركون كم انتم عن الحقيقة بعيدون
أرجوكم ادركوا هذا الضمير المُعذَّب مؤقتا لن يحصد الثمر الحقيقى للارتياح
لأنه يتعذب باعوجاج فى الفكرة والهدف مبتعدا عن الصلاح
أرجوكم كفاكم صلب لأناس يحيا فيهم يسوع
كفاكم صلب لهم بأنصاف آيات وتصرفات حمقاء بإسمه
تُفصلونها على أهوائكم وتزينوا بها مظاهر أرواحكم التائهة
احترسوا قبل أن تقتلونهم وتشتركوا فى صلبه مرات وتذبحونه فى عهود
لا تظنوا انه بإمكانكم أن تفروا من وجهه المُحب بعدلٍ
وأنكم يوم القيامة ستهتفون بإسمك صنعنا آيات وابلغنا نفوس وانتم اقل إيمانا من المجوس
لا تظنونه سيغفل عن دمائهم التى فى أيديكم وصراخهم الذى غطى على صلواتكم
وطعنة جنبه وآثار صلبه التى بقيت بصمات مخالبكم عالقة عليها
ومانعة عنكم وعنهم ثمار حبه
اصحوا واستفيقوا من اعوجاج أذهانكم ولا تنصاعوا وراء أهوائكم
اطلبوا أن تعرفوا مع من يكون يسوع؟
يسوع!

يسوع الذى قال " لأنى جعـت فأطعمتمونى وعطشت فسقيتمـونى وكنت غريبا فآويتمونى وعريانا فكسوتمونى ومريضا فزرتمونى ومسجونا فأتيتم الىٌ، حينئذ يجيبه الصدّيقون قائلين يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك او عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فآويناك او عريانا فكسوناك ، ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك ؟ فيجيب الملك ويقول لهم الحق أقول لكم بما انكم فعلتم ذلـك بأحد إخوتى هؤلاء الصغـار فبى فعلتمـوه" (انجيل متى 25 :35 – 40)

انه فى ومع "الجعان" و"العطشان" و"الغريب" و"العريان" و"المريض" و"المحبوس"

وكم جعان وعطشان للحق وانتم تنبذونه
كم غريب تخشونه وتبعدون الناس عنه وتشوهونه
وكم من عريان جرحتموه والصقتوا به التهم وجمعتم الناس على احتقاره لترجمونه
وكم من مريض تخوفتم من مرضه على مجدكم الزائف ومظاهركم السقيمة وتجاهلتمونه
وكم من محبوس اثقلتموه بتعييراتكم ومن غطرسة إيمانكم المشوه لم تعزونه
فقط وددت أن أقول
لا تبكون المسيح اسبوعا .. وتصلبونه عاما!!

إنما
طوبى لمن أحب من كل قلبه ومن كل فكره ومن كل قدرته وأسلم ذاته لعمل الروح، المُعلم الحقيقي لكل نفس خصصت ذاتها لله ليُعرفها كيف بالحب تبذل ذاتها وكيف تفخر بالذى أحبها، وكيف تذوق هيبة الحزن المقوِّم للنفس فى أعماقها، وكيف تذوب خشوعا لله لترتفع بقوة حبه بحق فوق كل ضعفها.

طوبى لمن يعرف كيف يتذوق الذكرى اسبوعا
ولا تنسى نفسه رحيق تأثيرها عاما!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز