الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الحوار المتمدن؟

مُضر آل أحميّد

2015 / 4 / 7
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


سُئلت لمِ أنشر في الحوار المتمدن، وليس في غيره كمواقع تيارات الإصلاح الديني والسياسي، ومواقع القرآنيين وغير ذلك من المواقع التي تتماشى بصورة أقرب مع توجهي والمشروع الذي احاول إنجازه؟
والجواب مختصرا: لأن في الحوار المتمدن متطرفين.
ربما يبدو الجواب هجوميا بعض الشيء؛ حسنا ً إذن علي أن أشرح الإجابة. إن غالبية المواقع الأخرى هي مواقع موجهة، أي أنها تستهدف شريحة معينة من الناس –تكبر تلك الشريحة او تصغر بحسب الموقع وموضوعاته- فعلى سبيل المثال لنأخذ موقعا للقرآنيين، ستكون الكثرة الطاغية من رواده مقسومة الى قسمين: 1-قرآني يريد التجديد والتخلص من الموروث بطريقة تكاد تكون مستنسخة عن الآخرين الذين يكتبون في الموقع، و 2-مدافع مستميت عن الموروث يترصد المنشورات واحدا واحدا ليكتب أول تعليق أو ينسخها في موقع آخر ليجيبه عليها "أهل العلم" فيعود ويقيم الحجة. ولو أخذنا موقعا إلحاديا، ستكون غالبية رواده تنقسم بين صنفين: 1-ملحد، وأستعير وصف تشرشل للمتعصب، "لا يستطيع تغيير رأيه ولن يغير الموضوع." و 2-مؤمن يظن أنه يتقرب الى الهه بشتيمة الملحد بعد كل موضوع. ولكن الحوار المتمدن يجمع جميع أنواع المتطرفين والمتعصبين الدينيين والسياسيين في مكان واحد، وقد تسألون كيف أنّ ذلك جيد؟
نعم، قد يتراءى لكم للوهلة الأولى بأن جمع المتطرفين الفرقاء والمتعصبين من المثقفين والجهلاء أمر سيء، ولكنه جيد في الحقيقة، وهذا هو السبب: إن هؤلاء عندما يتفردون في مواقعهم يبثون أفكارهم الإقصائية بمعزل عن رقابة الوسط المعتدل-او بعبارة أدق: بمعزل عن الإنسان- فيتفردون بالمراهقين ومحدثي الثقافة والمطالعة ويختطفوهم كل لتوجهه وغايته. ولكن، وفي الحوار المتمدن، يصبح لدى الوسطيين شيء من الرقابة فيردوا ويناقشوا ويبينوا، بردودهم او بمقالات مضادة، مدى تفاهة بعض الأفكار، وخبث البعض الآخر.
إن الحقيقة التي يحب الجميع أن يتجاهلها هي أننا نعيش في عالم متطرف في أراءه، متعصب في معتقداته. لست أنا، فأنا أعرف أننا لو طرحنا مدّعي الوسطية من مجموع الحساب، لبقي الوسط فارغا الا من قليل. ومن هذا المنطلق فإني أرى الحوار المتمدن عينة من العالم فيها الديني المتزمت، واللاديني الغاضب؛ فيها الشيعي المتطرف، والسُني المتعصب؛ فيها طالب الشهرة وفيها اللوذعي الحذِق. وفيها أهل الوسط، فهي فرصة ذهبية لأهل الوسط أن يخاطبوا تلك الأصناف من منبر واحد. أما أنا فأخاطب الإنسان، مهما اختلف انتمائه، ولأني مؤمن بأن انتمائنا للإنسانية يجب أن يعلو عن أي انتماء آخر، فإني أرى المتطرف مشروع انسان سوي عاقل، وعلى هذا أعمل، ومن ذلك المنطلق أكتب حيث أرى الملحد، والمؤمن؛ والقومي، والوطني؛ والمسيحي، واليهودي، والمسلم؛ والكردي، والأمازيغي، والعربي يقرأون معا.
ولو فكرنا قليلا، لوجدنا ان في عالم مملوء بأنواع التطرف الأعمى، أننا أمام خيار واحد، بما أنهم باقون ونحن أيضا، هو التعامل مع رواد التطرف اولئك، وفتح قنوات الحوار معهم، فكل انسان يكسبه الوسط هو مكسب عظيم لأننا لا نحسب نجاحنا -كما يحسبه أصحاب الإيديولوجيات- بكثرة العدد، وإنما بإيمان الإنسان بإنسانيته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل