الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمات التفكير العلمى #1 /التراكمية

البدراوى ثروت عبدالنبى

2015 / 4 / 7
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قراءة بكتاب التفكير العلمى لدكتور فؤاد زكريا و سمات التفكير العلمى.


ليس التفكير العلمى هو تفكير العلماء بالضرورة ، فالعالم يفكر فى مشكلة متخصصة هى فى أغلب الأحيان منتمية الى ميدان لا يستطيع غير المتخصص أن يخوضه بل تجد أن هناك من لا يعرف فى بعض الأحيان انه موجود بالأساس ،و هو يستخدم لغة متخصصة فى التعبير عنه .

_ أما التفكير العلمى الذى نقصده هنا :
هو النوع من التفكير المنظم  الذى يمكن أن نستخدمه فى شئون حياتنا اليومبة أو فى النشاط الذى نبذله حين نمارس أعمالنا المعتادة أو فى علاقتنا مع الناس و العالم المحيط بنا .
_اذن فيشترط هنا :
1/ أن يكون التفكير منظم
2/أن يبنى على مجموعة من المبادئ التى نتطبقها فى كل لحظة دون أن نشعر بها.

_التفكير العلمى ليس حيث المعلومات العلمية أو معرفة طرائق البحث فى ميدان معين من ميادين العلم و انما هو طريقة فى النظر إلى الأمور تعتمدد أساسا الى البرهان المقنع بالتجربة والدليل و العقل .

_الأسلوب العلمى فى التفكير لم يكتسب سماته المميزة التى أتاحت  له بلوغ نتائجه النظرية و التطبيقية الباهرة إلا بعد تطور طويل و بعد التغلب على عقبات كثيرة و مع التطور البشرى بدأ يتكون مفهوم عن الاساسيات للتفكير العلمى ومحددة تطورت مع قدرة الإنسان على فهم نفسه والعالم المحيط به .

_قبل معرفة السمات الأساسية للتفكير العلمى فأحب أن أنوه أن التفكير العلمى لم يكتسب اليمات المميزة التى أتاحت له بلوغ نتائجه النظريه و التطبيقية الباهرة اﻻ-;- بعد تطور طويل و بعد التغلب على عقبات كثيرة ، و خلال هذا التطور كان الناس يفكرون على أنحاء متباينه يتصورون أنها كلها تهديهم إلى الحقيقة و لكن كثيرا من هذه الأساليب فى التفكير أتضح خطؤها فأسقطها العقل البشرى خلال رحلته الطويلة.

_  الأسباب التى ساعدت على العلو ببناء المعرفة وزيادة قدرة الإنسان على فهم نفسه و العالم المحيط به وهذه هى السمات الرئيسية التى حاولت تلخيصها من كتاب التفكير العلمى للدكتور فؤاد زكريا .
1-التراكمية
2-التنظيم
3-البحث عن الأسباب
4-الشمولية و اليقين
5-الدقة والتجريد

_أولا التراكمية
العلم معرفة تراكمية و لفظ "التراكمية" هذا بصف الطريقة التى يتطور بها العلم و التى يعلو بها صرحة .
المعرفة العلمية أشبه بالبناء الذى يشيد طابقا فوق طابق ، مع فارق أساسى هو أن سكان هذا البناء ينتقلون دوما الى الطابق الأعلى ، أى أنهم كلما شيدوا طابقا جديد أنتقلوا إليه و تركوا الطوابق السفلى لتكون مجرد أساس يرتكز عليه البناء .

_قد يبدوا هذا الوصف أمر طبيعيا بالنسبة إلى أى نوع من النشاط العقلى أو الروحى للإنسان ، لكن قليلا من التفكير يقنعنا بأن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى أنواع متعددة من هذا النشاط.
*تاريخيا
 فقد عرف الإنسان منذ العصور القديمة نوعا من النشاط العقلى قد يبدو متشابها للمعرفة العلمية إلى حد بعيد ( المعرفة الفلسفية) و لكن هذه المعرفة الفلسفية لم تكن تراكمية بمعنى أن كل مذهب جديد يظهر فى الفلسفة لم يكن يبدأ من جيث أنتهت المذاهب السابقة ، لم يكن مكملا لها بل كان ينتقد ما سبقه و يتخذ لنفسه نقطة بداية جديدة ...ومن هنا فإننا لو إستخدمنا التشبيه السابق فى وسعنا أن نقول إن البناؤ الفلسفى لا يرتفع إلى أعلى ، بل أنه بمتد إمتدادا أفقيا ، فضلا عن ذلك فان سكان هذا البناء لا يتركون طوابقه القديمه ، بل يظلون مقيمين فيها مهما ظهرت له طوابق جديدة وذلك لأن إفتقار المعرفة ، فى ميدان الفلسفة إلى الصفة التراكمية يجعل المشتغليين بالفلسفة يجدون فى تياراتهم القديمة أهمية لا تقل عن أهمية التيارات الحديثة و منها تظل دائما موضوع لدراستهم .

_كذلك ما يقال عن الفن فالفن ينمو أفقيا دائما هناك جديد يظهر ليحل محل القديم .

_أما فة حالة المعرفة العلمية ، فإن الأمر يختلف اذ أن كل نظرية علمي جديدة تحل محل النظرية القديمة ، الوضع الذى يقبله العلماء فى أى عصر هو الوضع الذى يمثل حالة العلم فى ذلك العصر بعينه لا فى أى عصر سابق .
النظرية العلمية السابقة تصبح بمجرد ظهور الجديد شيئا "تاريخيا " أى أنها تهم مؤرخ العلم لا العالم نفسه ، من هنا فإن سكان البناء العلمى كما قلنا من قبل ، همفى حالة تنقل مستمر ، ومقرهم هو أعلى الطوابق فى بناء لا بكف لحظة واحدة عن الإرتفاع .
_تكشف لنا سمة "التراكمية " هذه عن خاصية أساسية للحقيقة العلمية ، هى أنها نسبية .
الحقيقة العلمية لا تكف عت التطور ، مهما بدا فى اى وقت أن العلم قد وصل فى موضوع الى رأى نهائى مستقر فإن التطور سرعان ما يتجاوز هذا الرأى ويستعيض عنه برأى جديد .

*مثال مهم

بدا للناس فى وقت معين ، أن "فيزياء نيوتن " هى الكلمة الأخيرة فى ميدانها ، وأنها تعتبر "حقيقة مطلقة" و دام هذا الاعتقاد ما يقرب من قرنيين من الزمان ثم جاءت أينشتين  فابتلعت فيزياء نيوتن فى داخلها ،و تجاوزتها و أثبتت أن ما كان يعد حقيقة مطلقة ليس فى الواقع الا حقيقة نسبية او فى حالة من حالات نظرية أوسع منها و أعم .

يتبع بالمقال الثانى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي