الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر الاستغوار: النشاة و التدبير -حادثة إمينولاون نموذجا-

محمد البكوري

2015 / 4 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


اماطت الحادثة الاخيرة التي تعرض لها ثلاثة مستغورين اسبان ببلادنا ،اللثام ومن جديد عن مفهوم "المخاطرة" .هذا المفهوم الاخير، الذي ينظر اليه قاموس ويستر WEBSTERS DICTIONARYباعتباره"المجازفة التي قد تعرضك للخسارة او الاصابة " .كما انه المفهوم ،الذي يشير الى احتمال حدوث شيء غير مرغوب فيه ، اي ان المخاطرة هي عبارة عن خطر محتمل و قابل للتوقع ،وهو المصطلح الذي تم تعريفه من طرف اللجنة الاوربية بالارتكان الى عنصرين اساسيين :الاحتمال الذي يقترن بعنصر الخطر و بجسامة النتائج المترتبة عنه . فالمخاطر المرتبطة بحادث معين تتسم بطابعها الاحتمالي و بخطورة نتائجها .
*اولا: نشاة مخاطر الاستغوار:تعرف الموسوعة العالمية و يكيبديا ،الاستغوار بكونه "مصطلح محدث نعني به النشاط الذي يهدف الى بحث و تعيين و اكتشاف و رسم خرائط المغارات و الكهوف ، ثم مشاركة هذه المعرفة مع الاخرين " .وتتطلب ممارسة الاستغوار -التي اخذت تتميز بولادة تنظيمات جمعوية تتغيى سبر اغوار الكهوف و شتى الفجوات الطبيعية من مغارات ،اودية ،مضايق ، اخاديد ، صدوع ... و قد ظهرت اول هذه التنظيمات في كلوج برومانيا سنة1920 و التي اسسها عالم الاحياء ايميل راكو فيتزا- التسلح بالدراية الفائقة و المهارة العالية والحدس الوقائي والقدرة الجسدية اللازمة و التزود بالمعدات الضرورية من حبال و اليات النزول و الصعود و الخوذات الواقية و الاضواء الكاشفة والخرائط التوضيحية و اجهزة التموقع الموضعي ، مع التطلع الاستباقي لفضاءات و اماكن و مواقع الاستغوار... اي كل ما من شانه ،توفير الظروف الملائمة لاستغوار ناجع وفعال في منائ عن اي مخاطرة محتملة قد تحول متع الاكتشاف و التنقيب و البحث الى ماسي حقيقية وتصير الاستغوار مجازفة غير محمودة العواقب ومغامرة تحمل في طياتها كل الاثار السلبية ،ومنها الاثار ذات الارتباط بالحوادث الوخيمة التي يمكن ان يتعرض لها المستغور ، باعتبارها حوادث طارئة وافعال قادرة بشكل لا ارادي ان تنتج اضرارا بشرية بالاساس .وهو مايمكن ملاحظته على مستوى "حادثة امينولاون" بحيث ان المستغورين الثلاثة تاهوا عن المجموعة ،مع غياب مرشد مهني ،محترف ومتمرس بالفجوات الموجودة بالمنطقة المعروفة بكونها صعبة التضاريس خاصة في ظل ظروف مناخية قاسية كانت تفرض اتخاذ المزيد من الاحتياطات الضرورية .
*ثانيا: تدبير مخاطر الاستغوار : تعتبر مخاطر الاستغوار -كباقي المخاطر المتوقعة - في حاجة ماسة الى تبني اليات الحيطة والحذرو الاحتراز والمغامرة المدروسة ... وعموما تظل المرتكزات الاربعة المكونة لاستراتيجة تدبير المخاطر- وفق فهم البنك الدولي في احدى تقاريره الصادرة سنة2013-و المتمثلة في المعرفة و الحماية و التامين و التكيف من ابرز المرتكزات المعول عليه لترسيخ حكامة مخاطر رائدة . ففضلا ،عن جمع المعلومات، تشتمل المعرفة على استخدام المعلومات في تقييم احتمالات التعرض للاحداث الطارئة و نواتجها المحتملة -وهو مايمكن تاكيد غيابه في "حادثة إمينولاون" لعدم الاستعانة من طرف المستغورين بمرشد مهني على اطلاع تام و دراية معمقة بجغرافيا المكان- ثم البث في كيفية التحرك...في حين تشمل الحماية ،الاعمال التي من شانها تقليل احتمالات او حجم النواتج السلبية او زيادة احتمالات و حجم النواتج الايجابية - و هو مايستشف في التدخل الناجع للسلطات المغربية في عمليات انقاذ المستغورين .و هو التدخل الذي كان موضوع اشادة من طرف رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي-، و بقدر ما لايمكن للحماية ان تقضي بشكل نهائي و حاسم عن احتمالات النواتج السلبية، فان التامين سواء كان رسميا او غير رسمي يساعد على امتصاص اثر الضربات الناجمة عن الصدمات السلبية . و اخيرا ،يشمل التكيف كافة الاجراءات و التدابير المتخذة بمجرد نشوء احد المخاطر . هكذا ، تبرز "حادثة إمينولاون" القدرة التدبيرية الفعالة للمغرب على مجابهة المخاطر الجديدة المتوقعة ، بما فيها مخاطر الاستغوار. بدءا، من تحديد مكان تواجد المستغورين ،مرورا الى توفير الامكانيات الضرورية لانقاذهم ،ووصولا الى التخفيف من الاثار السلبية لهاته المخاطرة الناشئة -التمكن من اسعاف وابقاء روح بشرية على قيد الحياة- مما يؤكد بالملموس عن بروزحكامة لتدبير المخاطر"صاعدة" في الافق القريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث