الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتوافر ضمانات الإستسلام ؟ !

عبدالزهرة الركابي

2002 / 12 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

                                        

تتزاحم الروايات والصور المرئية عما يجري في داخل العراق خصوصا" بعد ان بدأ العد التنازلي لقيام الحرب الأميركية على نظام الطاغية صدام ، وقد بدت الأوضاع السائدة في هذا الوقت بالنسبة للعراقيين والمقيمين العرب شبيهة بالأوضاع التي سبقت حرب تحرير الكويت عام 1991 ، حيث راح المقيمون العرب يحزمون أمتعتهم على عجل بغرض مغادرة العراق ، كما ان الدول المجاورة للعراق شهدت أخيرا" حركة نشيطة للمغادرين من العراق ومن مختلف الجنسيات 0

   وفي الوقت ذاته راحت فرق التفتيش عن الأسلحة تداهم المنشآت المختلفة من دون سابق انذار وعلى مدار اليوم الواحد ، في حين اعترف أكثر من مسؤول في النظام العراقي بقرب وقوع الحرب حتى ان التابع الذليل طارق عزيز قد صرح لوسائل الإعلام العربية ، ان أمر تفادي الحرب يحتاج الى معجزة ، ولم يقف الأمر على هذا الوضع المأزوم والمتوتر في داخل العراق سيما وان المجرم صدام بات يعيش في خوف وأرق دائم ، ومن يتفحص المشاهد القليلة  التي بثها التلفزيون العراقي للطاغية وهو يتصنع الضحك يلمح مقدار الهلع الكامن وراء هذا الضحك الأصفر0

   لا شك ان النظام العراقي وأعوانه مدرك تمام الإدراك ان معادلة الحرب هي لصالح الولايات المتحدة في كل الأحوال هذا أولا" ، وثانيا" ان الهدف المعلن من وراء الحرب هو إسقاط النظام ، الأمر الذي يعني ان الخيارات الأخرى باتت معدومة حتى لو أذعن النظام لكافة بنود القرار 1441 ، وإن كان هذا الإذعان مستمر حتى هذه اللحظة 0

   في هذا الصدد تقول مصادر الداخل ان النظام قد عقد أكثر من مجلس حربي حضر بعضها الطاغية صدام ، وقد طرحت في هذه المجالس الحربية خطط عدة لم يستبعد الخبراء والمراقبون ان يكون من بينها خطة (( الإستسلام المشّرف )) التي من المحتمل ان تحتوي على شقين ، أولهما سياسي والآخر عسكري ، حيث يتضمن الشق السياسي حصول النظام على ضمانات دولية وإقليمية تتمثل بإيجاد الملاذ الآمن لأفراد النظام وأسرهم بما فيهم صدام وأسرته ، وكذلك بعدم محاكمتهم بجرائم الحرب مع السماح لهم بإصطحاب الأموال المنقولة ((المنهوبة )) 0

   في حين ان الشق العسكري يتضمن عدم التعرض للعسكريين وأسرهم من قوات النخبة (( الحرس الجمهوري والأمن الخاص )) وتقول مصادر دبلوماسية في المنطقة تعليقا" على الشق السياسي من خطة (( الإستسلام المشرّف )) المحتملة ، ان المجتمع الدولي حتى لو وافق على خروج صدام وأسرته من العراق ، فهو لا يضمن عدم محاكمته هو وأعوانه بجرائم الحرب ومن ضمنها استخدام الغازات السامة وسموم الثاليوم ضد الشعب العراقي 0

   من هذا ، فلم يعد أمام النظام العراقي سوى خيارين هما مقاومة القوات الأميركية وهو عمل بمثابة عملية انتحار للنظام ولصدام شخصيا" ، والخيار الآخر هو الإستسلام ، وكلا الخيارين يؤدي الى إسقاط أو سقوط  النظام  في كل الأحوال 0

   والمهم ان الإطاحة بالنظام باتت وشيكة وقريبة في آن ، وسواء أكانت هذه الإطاحة إستسلاما" أم إنتحارا" فإنها سوف تؤدي الى نهاية نظام المجرم صدام الذي لن يفلت هذه المرة من مصيره المحتوم ، هذا المصير الذي سيلاقي جهنم 00 وبئس المصير 0

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق