الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات الاقتصادية الاسلامية (محاضرة في مجلس امال كاشف الغطاء)

سعدية العبود

2015 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


العلاقات الاقتصادية الاسلامية (محاضرة في مجلس امال كاشف الغطاء )
اعتدنا في كل جلسة ان يكن المدعو لألقاء محاضرة شخصية ادبية او دينية او ثقافية وتتبنى عميدة المجلس د امال كاشف الغطاء الاشراف على الجلسة .الا انها هذه المرة كانت عميدة المجلس هي المحاضرة وكان الاستاذ عادل العرداوي يتبنى التقديم وادارة الجلسة ,وقد خصص للمحاضرة خمسون دقيقة لإيجاز محاضرتها ومن ثم الاستماع الى المداخلات والاسئلة .ربما هي التفاتة ذكية من المحاضرة ان تدعو الحضور بالالتزام بالوقت وتحديد مدارات الحوار كي لا يبتعد عن جوهر الموضوع . وقد كانت د خيال الجواهري من بين المدعوين اضافة الى شخصيات ادبية واعلامية
كان عنوان المحاضرة عن العلاقات الاقتصادية الانسانية ربما من الاسباب التي دعت الى تقديم هذا الموضوع هو الوضع الاقتصادي العراقي ,او ما يدور في الشارع من حراك حول توزيع الثروات والامتيازات وتبقى الاسباب تخص المحاضرة ودوافعها .
المواضيع الاقتصادية او ما يتعلق بحياة المجتمع ومستوى المعيشة والرفاهية هي حدود لا يجب المساس بها .
فقد نظمت الاديان السماوية العلاقات الانسانية والاقتصادية من اجل تحقيق نظام عادل لتوزيع الثروات وتنظيم الحياة الاجتماعية .وكان خاتم الاديان الاسلام اوجد علاقات منظمة فيما لو اتبعت بشكل صحيح لم يبق جائع او محتاج .فما الخمس والزكاة الا ضريبة من اموال الاغنياء الى المحتاجين والفقراء ,وما الارث الا تفتيت للثروات وعدم جعله في يد واحدة يتنامى ويخلق فجوة بين الافراد ,وبعدمه تبقى الثروات غير مدامه وغير مستخلفة .وقد جاءت الرسالة المحمدية الى سكان الجزيرة العربية اولا حيث لا يوجد فيها مقومات لبناء اقتصاد منظم .فقد كانت واد غير ذي زرع كما ورد في القرآن الكريم . بالإضافة الى ورد الشعوب من كل فج عميق لزيارة بيت الله الحرام وبعد ما حصل من بناء بيت الله الحرام بدأت حركة التجارة ,وبات سكانها يعملون في التجارة صيفا الى الشام وشتاءً الي اليمن (ايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف ) وكان هناك من لا يعمل لذا يعتمد على عمليا الغزو المعروف في التاريخ لأجل الحصول على مغانم امثال الصعاليك .وقد سعى الاسلام الى الحد من هذه السلوكيات التي تتكسب الاموال دون تقديم اي جهد او قيمة مضافة للمنتج ,فكل ما يحصل عليه بدون جهد يعد ربا او سرقة .
وبعد الثورة الصناعية ظهرت مدرستان اقتصاديتان المدرسة الرأسمالية والمدرسة الاشتراكية ومن ثم الشيوعية التي الغت التملك وهذه المدارس مارست افكارها ونظمت علاقتها على اساس ذلك .وكل هاتين المدرستين دعت الى استثمار العناصر المتاحة وخلق توليفة من اجل الحصول على منفعة او انتاج معين وحسب الافكار المطروحة ,فالأرض والعمل ورأس المال والمعدات هي عناصر انتاج يجب توظيفها .فقد خلقت الطبيعة متكاملة ومليئة بالخيرات التي لو استثمرت بشكل جيد لم يبقى على الارض جائع .ولكن وجود اشخاص بمختلف المستويات الاخلاقية والثقافية يتمكنون من ادارة امور الدولة او فرض نظرياتهم مما تعطي نتائج لاحقة سيئة او جيدة ,امثال العيارين الذين أحيطوا ببغداد ونفثوا سمومهم التي ادت الى الخلاف بين الامين والمأمون واقتتالهم ,او بين البرامكة وهارون الرشيد .وفي العصر الحديث كان لنظرية مالثوس اثر على من وظفها لصالحه والذي قال بأن العالم ينموا بمتوالية هندسية والموارد بمتوالية عددية مما سيخلق نقص في الغذاء ,متناسيا التطور العلمي وما يسببه من زيادة كبيرة في الانتاج والغذاء .لكن الغرب كيف هذه النظرية للحروب كي يبقي القادر والاصلح فقط .
تبقى عملية ادارة هذ الموارد هي التي تنضج الاقتصاد والتي بدورها تعتمد على من هم الذين يقومون بهذه العملية ,وهذه تتحكم بها اخلاق وثقافة ونفسية القائمون بها فإدارة بيت المال في زمن الرسول والخلفاء تختلف عن المرحلة التي تلتها والتي فيها خلقت رؤوس اموال بيد شخصيات سياسية متنفذة وخاصة في زمن الامويين وقبلها عندما اعترض ابو ذر الغيفاري على الية توزيع بيت المال .
كثيرا ما نذكر ( فلان ابن خير او نفسيته شبعانة ),ليست الغاية منه المساس بالفقراء ولكن المعني بذلك النفوس ,وهذا ما جعل المحاضرة تقسم البشر الى اربعة اقسام منهم غني النفس وغني المال, وغني النفس وفقير المال ,وفقير النفس غني المال وفقير النفس فقير المال ,و يا ويل الامة اذا حكموها فقراء النفس فقد حق على الناس البلاء .
كنت قبل ايام اقرأ عن الفراهيدي ذاك العملاق الذي وضع الاوزان والعروض ,فقد قال عنه الراوي (عاش فقيرا صابرا. كان شعث الرأس، شاحب اللون، قشف الهيئة، متمزق الثياب، متقطع القدمين، مغمورا في الناس لايعرف). وقد تتلمذ على يديه علماء العرب وكانوا يرتزقون من علمه الا انه كان لا ينظر الى المال الا ما يعينه على البقاء. وقد دعاه والي الاحواز ان يذهب اليه في الحكاية الواردة :
حينما أرسل إليه ة ،( حيث كان سليمان بن حبيب بن ابي صفرة يدفع له راتباً بسيطاً يعينه به على شؤون الحياة، فرفض القدوم إليه وقدم للرسول خبزاً يابساً مما عنده قائلاً ما دمت أجده فلا حاجة بي إلى سليمان وقال:











ابلغ سليمان اني عنه في سعةٍ وفي غني غير اني لست ذا مال
سخي بنفسي اني لا ارى احداً يموت هزلا ولا يبقى على حال
وان بين الغنى والفقر منزلة مخطومة بجديد ليس بالبالي
الرزق عن قدرا لا الضعف ينقصه ولا يزيدك فيه حول محتال
ان كان ضن سليمان بنائله فالله افضل مسؤول لسؤال
والفقر في النفس لا في المال نعرفه ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
وتبقى المجالس الادبية في بغداد والمحافظات منابر ثقافة وتوعية ومجمع للمثقفين الذين يحاولون بأقلامهم وثقافتهم ديمومة منبر للإشعاع .

سعدية العبود 8-4-2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد