الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة تحت الرماد

خالد قنوت

2015 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الرابعة رحلت دامية و قاسية و الخامسة ابتدأت باستعادة راية الثورة و هذه لرمزيتها الوطنية تعطي اشارات جيدة لما حملته الثورة السورية من قيم و أهداف هي الراسخة اليوم في الضمائر الحرة وسط رياح السموم التي تعصف بالوطن.
إن عملية مسح جيوسياسية على امتداد الوطن السوري, قد تعطينا مؤشرات سيئة و حزينة و لمستقبل سورية ساهمت قوى دولية و اقليمية و محلية في تحويل الحالة الثورية الشعبية التي قام بها سوريون نسوا انسانيتهم لعقود طويلة و فجأة شعروا بذواتهم و بوطنهم و بتقاطع مصالحهم مع بعضهم و مع قيم الحرية و الكرامة و العدالة التي نادوا بها فطرياً عام 2011, إلى حالة تداعي و انهيار للوطن.
تلك القوى صارت لها مصالح مشتركة في استدامة التدمير البنيوي لسورية و بنفس الوقت تتقاطع في حرصها, حالياً, على وجود النظام المتمثل برأسه تحديداً ضماناً لشرعنة تدخلها و تأمين مكتسباتها في الجسد السوري و من ناحية أخرى هي حريصة على بقاء التنظيمات القاعدية و المتطرفة شماعةً لتدخلها.
اليوم و بمقاييس السياسات الدولية و ربما بالمقياس الوطني السوري, ليس هناك سيناريو قدري التحقق لمآلات الحدث السوري, فبقاء النظام الأسدي أو سقوطه بما يعني سقوط متلازمة مؤسسات الدولة و النظام في مقابل الحالة العبثية العسكرية و السياسية القائمة على الأرض و هو معنى وحيد لفشل الدولة السورية و لوقوعها تحت رزح قرارات اممية ملزمة قادمة سوف لن تخرج منها سورية لعقود.
نعم, و بقدر ما نكون صادقين مع انفسنا و بقدر الصدمة, علينا أن نرى ببصائرنا مصائر دول الربيع العربي بحكم أننا نتقاطع كثيراً كدول و شعوب, هذا إذا استبعدنا نظرياً جميع التدخلات الدولية, حيث يمكن ربط كل سيناريو بتجربة دولة من دول الربيع العربي:
- إن غياب رأس النظام الأسدي اليوم عن سورية سيصل بنا إلى حالة أكثر دموية من الحالة الليبية بسبب الكثافة السكانية و تنوعها و طبيعة سورية الجغرافية إضافة لانتشار التنظيمات المتطرفة و نصف المتطرفة على كامل الخارطة السورية و تواضع وزن القوى الوطنية العسكرية بعد حصارها و عزلها من قبل النظام و الدول الفاعلة و حتى المعارضات الخارجية الطامعة بالسلطة كهدف مباشر.
- إن بقاء رأس النظام في سورية سيصل بنا لحالة أكثر عنفاً و طائفيةً من الحالة اليمنية حيث الامكانيات المالية الضخمة و ارتباطات عائلة و نظام الأسد سوف لن تدع السوريين يهنأوا بيوم سلام واحد كما يفعل الرئيس علي عبد صالح باليمن.
- إن غياب رأس النظام و بقاء النظام بتركيبته الأمنية البوليسية سوف تصل بنا للحالة المصرية حيث سيستخدم النظام العسكري قدراته و يفرض حالة دولة تحت الحكم العسكري و الأمني من جديد.
- إن تغير جذري في النظام و غياب العائلة الأسدية عن المشهد السوري سوف يعوم الحالة الاخوانية التي عملت سنين طويلة في المنفى و تعمل منذ اربع سنوات على تثبيت قواها على الأرض عسكرياً و سياسياً متمثلةً في الائتلاف الوطني و المجلس من قبله و تطرح نفسها كإسلام معتدل مقبول امريكياً مقابل اسلام متطرف منتشر و دموي, سيصل بنا إلى الحالة التونسية الاقصائية التي حاولت القوى الاخوانية فرضها قبل الانتخابات.
إن العامل الذاتي لاستمرار الثورة هو جمرها القابع تحت رماد المدن و القرى و الاحياء المدمرة يظهر بين الحين و الآخر بمظاهرات السوريين بين استراحات القصف الجوي الأسدي و اقتحامات القوى المتطرفة, اللتان تشتركان في نشر العنف و الرعب بين المدنيين.
ستشهد سورية ثورات عديدة حتى بعد سقوط رأس النظام أو النظام نفسه, بدءاً بثورة الجياع و انتهاءاً بثورة الهوية... وحده وجود الاجندة الوطنية الحقيقة, لأي قوى سياسية من رحم الثورة تضطلع بمهمة القيادة, هو الشراع الذي سينقذ سورية و السوريين من عواصف قوية قادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م