الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام ..السقوط النهائي

حسين علي الحمداني

2015 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


التاسع من نيسان 2003 ، تاريخ بين مرحلتين في حياة الشعب العراقي،وخط فاصل بين 35 سنة من الدكتاتورية والقمع والحروب،وبين مرحلة جديدة وإن كانت ملامحها غامضة في بدايتها بعض الشيء إلا إنها بالتأكيد أفضل بكثير من تلك السنوات العجاف التي حكم فيها الجهلة وأشباه الرجال شعب عريق وبلد الخيرات.
هذا اليوم كان يجب أن يحصل،كما حصل لكل طغاة العالم سواء في التاريخ القديم أو الحديث ،لأن الشعوب يجب أن تنتصر في نهاية ألأمر وإن هنالك من ألأسباب التي تعجل بسقوط هؤلاء الطغاة،ونظام البعث القمعي هو من صنع نهايته بيده عبر حماقاته الكثيرة التي حولت المليارات من عائدات نفط العراق وخيراته إلى وقود حرب أحرقت المدن العراقية عبر عقود حكمهم التي شكل القتل والسجن أبرز ملامحها التي لا تنسى من ذاكرتنا التي احتفظت بكل أنواع الألم الذي تركته سنوات حكم الطاغية المقبور.
وقد يكون ثمة جدل حول هذا التاريخ فمنهم من يصفه بيوم احتلال العراق وسقوط بغداد، ولكنني أجد بأن هذا اليوم هو يوم سقوط نظام قمعي دكتاتوري تسلط على رقابنا عقودا طويلة ،وسقوطه فرحة عراقية وإن كانت تحت ظل الاحتلال الأمريكي الذي تمكنا في نهاية المطاف من إنهاء هذا الاحتلال عبر مفاوضات كانت ناجحة جدا.
ولكن هل كنا نستطيع التفاوض مع الدكتاتور من أجل أن يرحل؟ الجواب بالتأكيد مضحك ومؤلم في نفس الوقت ونحن نعرف جيدا بأن هذا الطاغية مستعد لإحراق العراق من أجل البقاء على الكرسي، وهو يختلف عن كل حكام العالم، ولعل هذه النقطة بالذات كانت حاضرة بقوة في مشاهد عربية حدثت قبل سنوات وجدت فيها مقارنات كبيرة بين طاغية العراق وغيره من الحكام العرب الذين تركوا السلطة بتأثير الرأي العام،دون أن يرتكبوا مجازر بحق شعوبهم مثل الرئيسين التونسي بن علي والمصري حسني مبارك.
وهذا ما جعلنا ندرك بوقت مبكر بأن نظام بوليسي قمعي لا يمكن إسقاطه بثورة شعبية،لأن أحداث انتفاضة 1991 أكدت لنا بأن هذا الطاغية لا تهمه جثث الأبرياء ودمائهم بقدر اهتمامه بالحفاظ على السلطة بأي ثمن كان،وبالتأكيد فإن الشعب العراقي والقوى الوطنية العراقية المعروفة بمواقفها لم تكن شريكة للمحتل الأمريكي بقدر ما إنها كانت تهدف بالأساس لبناء دولة ديمقراطية تكون غايتها الأولى عودة السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال وهو الأمر الذي تحقق بوقت قياسي جدا.
إذن بعد التاسع من نيسان 2003 استلم الشعب الحكم ، لا يمكن لأحد أن ينكر ذلك خاصة وإن تجربة الانتخابات منذ عام 2005 وحتى يومنا هذا شكلت مجموعة أدلة على إننا شعب ديمقراطي مارس حقوقه في الترشيح والانتخاب بشكل عكس مدى تفهمنا للديمقراطية التي حاول البعض من الداخل والخارج محاربتها بشتى الوسائل وآخرها"داعش" التي مثلت آخر ما يمكن أن يصل إليه البعض من حقد أعمى على الشعب العراقي ودولته الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ