الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-المخاطر المتحركة-ايبولا نموذجا - -

محمد البكوري

2015 / 4 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تعددت التصنيفات التيبولوجية للمخاطر ، ومن بينها التصنيف الرباعي الذي يحددها : اولا ،في المخاطر الطبيعية ، وهي التي تتحكم في دواليبها الطبيعة ويبقى الانسان في مناى عن التسبب في وقوعها ،في حين قد يعمق اسباب زيادة حجم الخسائر الناجمة عن وقوعها .ثم ثانيا ، مخاطر من صنع البشر ، وهي التي يلعب العنصر البشري دورا لايستهان به فى حصولها. لنجد ثالثا ،المخاطر المهجنة، وهي نوع مركب من النوعين السابقين .ثم اخيرا ، المخاطر المتحركة ،وهي التي تمثل النموذج السائر او المتحرك للمخاطر. اذ تبدا هذه الاخيرة ، في مكان ما ،ثم تتحرك في اتجاه مغاير او تنتقل الى مكان اخر ،وذلك نتيجة لعوامل طبيعية او بشرية .و قد تتفاقم اوضاعها وتتزايد حدتها في حالات عدم التقدير الجيد للتعامل معها او كذا بسبب اهمال و تقصير .ولعل من ابرز المخاطر المتحركة التي تفشت بدرجة كبيرة في الاونة الاخيرة ،نجد الاوبئة الفتاكة، وعلى راسها الوباء القاتل ايبولا ،الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمة منذ مدة "مرضا وخيما "،و لتصفه في غشت 2014ب"الفاشية الطارئة الصحية العمومية، التي اضحت تثير قلقا دوليا متزايدا ".وهو الوصف الذي يجد دقته بالنظر الى المعدل المرتفع من الوفيات الناجمة عن حالات الاصابة بعدوى هذا المرض، خاصة مع التفشي المزمن له منذ مارس 2014-علما ان اول ظهور له كان سنة1976- بالعديد من الدول الافريقية وعلى راسها التي تتسم انظمتها الصحية بالهشاشة و الضعف نتيجة معاناتها من ويلات النزاعات ومختلف اشكال اللاستقرار -غينيا ،سيراليون ،ليبريا ،نيجيريا -.وباعتباره افة عويصة تدخل في تصنيف المخاطر المتحركة و المتنقلة فقد عرفته العديد من الدول الافريقية- كونغو الديمقراطية ، السودان ،الغابون، اوغندا ،جنوب افريقيا ... -كما عرفته مؤخرا الولايات المتحدة الامريكية و اسبانيا ...مما يؤشر على الطابع الشمولي المعولم لهذا النموذج المتطور و المتصاعد من المخاطر المتحركة .وهي المسالة التي وعى بها المغرب تمام الوعي عبر تبنيه منذ بداية شهر أبريل 2014 المخطط الوطني لليقظة والاستعداد لمواجهة مرض فيروس إيبولا، الذي تمت بلورته في إطار شراكة مع كثير من الفاعلين على الصعيد الوطني ومع منظمة الصحة العالمية. وهو المخطط ، الذي الح الملك محمد السادس في بداية شهر ابريل من هذه السنة -اي بعد عام على انطلاقه - على لزوم اعادة تفعيله .وذلك بالموازاة مع اعطاءه للتعليمات للجهات المختصة بضرورة التعاون بشكل وثيق مع دولة غينيا من أجل تقديمها الدعم اللازم، في إطار مواجهة هذا الوباء المتنقل .ومن ابرز محاور هذا المخطط الاستراتيجي نجد اساسا، إجراء الفحوصات الطبية في نقاط الخروج من البلدان التي ينتشر فيها المرض، إضافة لنقاط الدخول إلى المغرب وفق معايير منظمة الصحة العالمية،اي تشديد إجراءات المراقبة في الحدود الجوية والبحرية والبرية. وسعيا لتعزيز القدرات التمكينية و التدخلية لهذا المخطط وجعله يحقق مراميه في وقف زحف هذا النموذج السائر من المخاطر، اكد وزير الصحة السيد الحسين الوردي خلال اجتماع طارئ منعقد بمقر وزارة الصحة يوم الاثنين6ابريل الاخير ، على أن" تدابير جديدة سيتم اتخاذها . من قبيل القيام بحملات التحسيس والإخبار، وبرمجة زيارات ميدانية لمراقبة مدى تفعيل وسد الثغرات إن وجدت، وتعزيز قدرات التكفل والعلاج بوضع خمس وحدات متنقلة للتَّكفل وعزل المرضى بالمدن والجهات الأكثر عرضة لخطر ظهور حالات الإصابة و التزود بأجهزة "PCR" الجيل الثالث للكشف عن الحالات المصابة، والتي تمكن من الحصول على نتيجة الفحص في ظرف ساعة واحدة عوض 5 ساعات مسبقا، مع تزويد المستشفيات ونقط المراقبة الصحية على الحدود والمختبرات بمعدات جديدة للوقاية الشخصية، واقتناء أجهزة جد حديثة لمُعالجة النفايات الطبية ،وكذا تفعيل مراكز التنسيق الإقليمية والجهوية برئاسة العمال لضمان صَيرورة تنسيق إجراءات التصدي على الصعيد المحلي ." كل هذه الاجراءات و غيرها المتبناة من طرف بلادنا لمجابهة المخاطر المحدقة و الناجمة عن هذا الوباء الفتاك، تجعلنا نقف امام تدبير محوكم في التعامل معه كتحدي حقيقي يستلزم المزيد من التوسل بمبادئ حكامة المخاطرومنها : الاستشراف -او الاستباقية- الذي يشكل المعطى الاكثر الايجابية لمواجهة غموض المستقبل و مخاطر المستقبل و التحكم في البواعث و العوامل المسببة فيها و الاثار المرتبطة بها . و بالتالي، ضمان فرص الارتقاء بالاستدامة المامولة على مستوى التطور البشري برمته . في هذا الصدد، نؤكد على قول رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم، في معرض حديثه على هامش صدور تقرير التنمية في العالم لسنة2014"اننا ننادي بتغيير واسع في الطريقة التي تدار بها المخاطر. و نهجنا الجديد يدعو الافراد و المؤسسات الى التحول من كونهم مجرد مكافحين للازمات ليصبحوا مدبرين للمخاطر على نحو استباقي و منهجي . و سوف يسهم تحقيق ذلك في بناء القدرة على الصمود و حماية المكاسب الانمائية التي تم الحصول عليها بشق الانفس..."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في