الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بلادي هل بالإمكان النصر يلد نصر؟!

محمد عنوز

2015 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تتوالى الخطوات الناجحة، لقواتنا المسلحة بكل صنوفها، والشرطة الإتحادية والمحلية، ومتطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر، وتحقق نصراً يشهد له القاصي والداني وبوقت قياسي.
إن هذا النصر المتحقق على الدواعش في تكريت وما قبلها في ديالى وقبلهما في جرف الصخر ناتج عن وحدة الشعور بمخاطر تلك القوى المأجورة، والتي لا تفقه سوى القتل والتدمير والخراب والإفساد دون تمييز بين الأقوام أو الأديان أو الجندر، لا بل حتى الأعمار، وهذا هو جوهر شَرعَتِهم، والتي لم يتم مواجهتها بوقت مبكر أو على الأقل الحذر منها، لذا فإن وحدة الشعور بالمخاطر تجسد وحدة مصير أبناء وبنات البلاد، فالمخاطر الداعشية أو أي مخاطر أخرى لابد أن يُنظر لها والتعامل معها بأنها مخاطر على الوطن وأبنائه وبناته وهذا الإدارك ينبغي أن يستمر بعد الإندحار العسكري للدواعش في عملية إعادة البناء الشاملة للإنسان والأماكن وتقديم الخدمات بحكم إختلاط الدماء وعرق العراقيين في هذه المواجهة الوطنية المقدسة.
فلولا إدراك طبيعة المعركة ومستلزماتها وفي المقدمة منها وحدة العمل والتنسيق العالي بين القوى المسلحة بكل صنوفها ووقوف القطاعات الشعب كسند حقيقي في فتوجيهات المرجعية العليا ودعم القوى الوطنية لما تحول الشعور بالمخاطر إلى نصر متحقق يفتح آفاق لنصر آخر في موقع أخر.
ومن هنا تتعاظم مسؤولياتنا كمواطنين بغض النظر عن مواقع العمل المدني أو العسكري في القطاع العام أو الخاص للحفاظ على هذا النصر وردع كل من يحاول تشويهه وحجب بريقه بأي صورة كانت، والعمل على زيادة الزخم بإتجاه إستكمال المهام على طريق البناء والإعمار بذات الشعور والإدارك وهمة العمل والإقدام.
لقد شهدنا أزمات عديد منذ عقود، وخلال العقد الأخير غدت الأزمة تلد أزمة جراء الشرنقة التي دخلت بها البلاد برضى أبنائه وبإرادة المحتل الأمريكي وتجسدت تلك الشرنقة في عدم عقد المؤتمر الوطني في حينه، والذهاب إلى إنتخابات أبعد مما طالبت به المرجعية العليا عام 2004، والتي أكدت بكل وضوح على ضرورة كتابة الدستور بأيدي عراقيين منتخبين، وليس إنتخابات لتشكيل حكومة يشترك فيها الجميع على وفق مبدأ المحاصصة في ضوء عدد المقاعد النيابية، بلا كفاءات ولا إختصاصات ولا تلبية للحاجات، إنما لكسب أصوات وتوفير الفرص على أساس الموالات.
ونحن لحد هذا اليوم لا نعلم هل إنتهت المرحلة الإنتقالية أم لا زالت مستمرة وما هي مؤشرات الإنتهاء؟! فإذا كانت مستمرة، فمتى ستنتهي تلك المرحلة؟! وأليس هذه أزمة مفاهيم حقيقة؟! نتجت منها مفاهيم مأزومة أخرى جراء عدم وجود تصور موضوعي لطبيعة المراحل والمهام التي تستلزمها كل مرحلة.
وفي هذا السياق أصبح لدينا، دستور عائم في حين يصفونه دائم، وأنظمة إنتخابية متعددة حسب قياسات المتنفذين دون النظر لضرورة ان يكون النظام الإنتخابي عامل للإصطفاف السياسي والإستقرار الإجتماعي، وعملية سياسية قائمة على المحاصصة المرفوضة لفظاً من الجميع وبذات الوقت يطالبون بحصصهم فعلاً !!!
على كل حال، إن النصر العسكري القادم في الأنبار أو نينوى لابد أن يستند على ذات المستلزمات وبذلك نحرص على صيانة النصر السابق ونجعل النصر يلد نصر حتى نحقق النصر الأعظم هو الخلاص من الشرنقة وما جلبته للبلاد من ويلات على الصعد كافة، نزف دماء وهدر بالمال وإمتهان لكرامة الإنسان.
إننا نزعم بأن إمكانية النصر في اي موقع ومجال يلد نصراً في بلادنا إذا ما عملنا بمسؤولية وطنية لا شخصنة فيها ولا تحزب أو تمييز، كما أختلطت دماء المقاتلين وجهود المساندين، نعم هذا طريق إنقاذ البلاد وسعادة العباد على وفق المعادلة الآتية:
(برنامج + كفاءة+ إخلاص = تنمية شاملة وحفظ للسيادة وصيانة للكرامة)
هذا هو النصرالذي ننشده ونعمل لأجله، فألف تحية لكل المكافحين من أجل حياة كريمة لكل العراقيين، الف تحية لكل من قاتل الدواعش في الميدان وساند بالمعلومات وصد الإشاعات وساهم برفع المعنويات وقدم التبرعات.
مجداً مجداً للشهداء والموت قادم للأعداء.

4/4/ 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا