الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتحولون

هشام الطائي

2015 / 4 / 9
كتابات ساخرة


المتحولون
يحكى أنه في حين مضى من الدهر كانت هناك إحدى الجُزر وكانوا أهلها مدمنين على أكل الجزرْ وعبادة البقر وحدث ما حدث من أمر مستطر . أمرً يختص بالبشر فلقد كانت هذه الجزيرة آمنة مطمئنه يحكمها نظام العشيره التقدمي ((الوراثي))وكان شعبها راض عن الملك وأسرته المالكة تمام الرضا رغم ما يمتازون به من بيروقراطيه ُمملّه واستهتار بمقدرات البشر وهذه المهزلة التأريخيه يعيشها معظم سكان الجزر .فلا ريب إذن مما بَدَر
وكان هناك نهرٌيجري فراتٌ ماؤه , سائغٌ شرابه, يشق الجزيرة الى أرخبيلين ساحرين غطت ضفتيه أشجار الموز والتفاح والرمان وورود من أصناف شتى ملئت بشذاها الزمكان وكان الناس يشربون منه ويأكلون رغدا مما تزرعه أيديهم من الثمرات على ضفافه وهكذا كان الناس يتفاخرون بنوعهم البشري وبإرثهم الديني و الحضاري ومنذ زمن بعيد كانت هذه الكتل البشريه المتناميه تعكف على عبادة ملوكهم ملك بعد ملك وخلفا بعد سلف ويأتمرون بما يفتون المرتزقة اللذين يلحسون قصاع خدام الملوك... حتى حدثت ((المحنة الكبرى )) و((التحول المهين)) واليكم سادتي موجزها:
من سخرية الأقدار وخطب الخطوب أن تلوث هذا النهر بلوثة عجيبة غريبة حيرت الباحثين وأذهلت بصائرهم سميت فيما بعد بجرثومة ((الخبال))وهي عباره عن جيوش جرثوميه لا ترى بالعين المجرده قتفع في شباك الصيادين ليصطادوها, فكان كل من يغترف الغرقة من الماء ينمو له ذيل قصيروتخرج له آذان طويله ويتحول جسده مايشبه ((صنف الخيليات الهادئه)) وهجر ماكان يأكل وأصبح يقتات على لحاء الأشجار وأوراقها وإما لونه فأصبح رماديا باهتا ونسي المتحولون الجدد لغتهم الام وأصبحوا يتنادون بلغة منكره(( بالنهيق والزعيق )) صعبه .... يا للهول... صار الناسُ حميراً واختفى من الجزيرة عطرها وشذاها فوقع الشعب في دوامه وحيرة في الأمروملامه فالماء لا يستغنى عنه وان حصل فالموت عطشا لا محاله فكثر الحمير في البلاد وعاش ممن لم يحن دوره بالتحول في صراعات ذهنيه وفقهيه مع من تحول واستحمر وبدا تسلسل الاحداث يتنامى سريعا و مهولا حيث اختلطت الحمير داخل العائله الواحده ويالهذه الصاخة الكبرى فقد ضاعت ((الانواع المعتاده)) للناس فأمر الملك وزيره ان يجلب ابرع الاطباء وعلماء البحار والانواء الجويه والمؤسسه الكهنوتيه لكن دون جدوى حيث تحول جميع الكهنةوالعلماء والاطباء الى حمير واستمر الحال على ما هو عليه و وصل اسماع الملك ومن خلال منظومة المخبر السري ان المتحولون الحمير أجتمعوا على كلمة بينهم والقيام بثورة حمراء تحز بها الرؤوس وتستباح بها الحرمات ((حرمات الاقليه)) وأنهم اي الحمير ينظرون الى تلك الاقليه (( ممن بقى بشرا))على أنها فئة باغية فاجرة وان جهادهم واجب غير مستحب والتعايش معهم عسير وسحقهم يسير فجندوا المراهقين والمراهقات من الحمير للقيام بعمليات استحماريه داخل العمق للعدوا وتدربوا على حرب الشوارع والحارات ووضعوا الخطط الاستراتيجيه وأنشأوا مصانع للاسلحة الجرثوميه ووضعوا لهم سلاما ونشيدا وطنيا ورفعوا راية لهم هي عباره عن ذيل حمار معقوف
فحار الملك وداخ وأصابه الذهول ودارت عليه المحول ((جمع المَحْلُ : الشِّدَّةُ )) فلم يبقى معه رجل عاقل يحارب معه وتحولت جزيرته إلى أكواخ مهجورة وذيولا سائبه حيث يجتمع المتحولون الجدد حول المستنقعات والأراضي السبخة وفي أسفل قيعان الوديان وأمكنة ((الطمر الصحي)) .. هذا هو المشهد العام والحياة اليوميه القذره الذي يتراءى لذي كل لب . ولمّا لم ينجو من المستشارين اللذين لم يتحولوا إلا الوزير وأفراد العائلة المالكة وذلك انهم كانوا يستخدمون محطات حديثه لمعالجة المياه بالاوزون .
وذات يوم وفي خضم تلك المتناقضات يجلس الملك متربعا على كرسي العرش بتاجه الماسي كعادته يقلب الامورلعله يجد مخرجا او يتنفس من فسحة وإذ دخل عليه الوزير متعثرا بخطواته وقد اصابه الهلع :
جلالة الملك المعظم واني انقل لكم هول ما رأيت وفحش ما سمعت فاغفر لي أن انقل لكم ما يعكر مزاجك ويذهب بصوابك الامثل
الملك: مالخبر ايها الحمار
الوزير : سيدى يبدو ان الداء وصل الى جلالة الملكه
الملك: كيف؟
الوزير: يبدو ان جلالتها خرجت دون علمكم
الملك: وولي العهد؟
الوزير : هو الآخر وللأسف سيدي قد استحمر واستذيل
هنا أطرق الملك رأسه الى الأرض وخلع تاجه الملكي وقال له:
اذن ... لم يبقى إلا أنا وأنت ؟
الوزير : نعم سيدي
حسنا هاتني كأساً من الماء لأروي ظمأى وتمتع انت بما تبقى لك من آدميتك بكرسي العرش وتاجه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان