الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القتل جريمة ولو كان بدواعي الشرف

خالد بهلوي

2005 / 9 / 24
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


بداية اعتذر من روح الشهيدة الأممية على تأخري بالكتابة والانضمام إلى كل الشرفاء لاستنكار جريمة قتلها البشعة 0
ثانيا اشكر كل الجهود وكل الأقلام التي تضامنت مع روح هدى واخص موقع نساء سوريا وجريدة النور على تغطيتها الحدث ودفاعها عن جميع النساء المظلومات واللاتي يذهبن ضحية الجهل والعقوبات المخففة من القانون ومن ضغط المجتمع المتخلف الجاهل الذي لازال يعتبر الشرف والكرامة محصورة بالعادات والتقاليد وكل من يتخطى أو يحاول كسر هذه التقاليد يستحق عقوبة الموت 0املا ان تستمرهذه الحملات وان تضع اقصى العقوبات لمرتكبيها 0
قتل النفس جريمة وأبشعها على الإطلاق القتل الأبوي الذي يتم تخطيطه وتنفيذه ضمن الأسرة الواحدة بحجة تقويم سلوك معين أو للتبرئة من خطيئة ارتكبها احد أفراد الأسرة وأكثر الجرائم نسمعها هنا وهناك في منطقة الشرق قتل الفتاة البريئة التي تختار حياتها الخاصة مع شخص تقتنع جازمة أنها ستكون سعيدة معه بغض النظر عن قوميته أو طائفته أو دينة مستندة على التفاهم والأخلاق والتطابق في ألآراء والمواقف وأسلوب الحياة بعد معرفة وتجربة وقناعة بعيدا" عن تأثيرالاهل والعادات والتقاليد والتي تحاول الفتاة من خلال هذه الاختيار أن تبرهن أنها قادرة على تحمل مسؤولياتها وطريقة وأسلوب حياتها لوحدها وان تمارس الديمقراطية والرأي الآخر ولو مرة واحدة في حياتها لان المرأة في منطقة الشرق تعيش وتكبر تحت مراقبة الأسرة وقيودها عند الاختلاط أو الزواج حتى في حياتها الزوجية دائماً تتلقى الأوامر والتعليمات وتنفذ بصمت متحملة كل التغييرات في حياة زوجها أو الأسرة أو ضيق الحال
لم تكن هدى أبو عسلي الوحيدة ولا الأولى ولن تكون الأخيرة التي تضحي بحياتها من اجل حبها وحياتها ومن اجل ابسط حقوقها التي يجب أن تمارسه وتعيشه دون أكراه
هدى قتلت بوحشية دون رأفة أو رحمة قتلت خيانة وغدرا من اعز الناس إليها دون طلقة رحمة التي ينالها كل المجرمون في التاريخ والمرتكبين أبشع الجرائم ضد الإنسانية حتى هذه حرمت منها لم تستطع نظراتها الأخيرة إن تتلقى الشفقة ولم تعطى لها حرية اختيار طريقة موتها بالشنق أو بالرصاص من القتلة والمجرمون من الأسرة التي عاشت وكبرت فيها هدى والتي عادت على امل ان تتلقى العطف والإرشاد والحنان من الأهل
ولم تكن تفكر يوما ولم تتخيل أن الغدر سيأتيها من اقرب الناس أليها من القلوب العمياء التي امتلأت حقدا وكرها لتزرع السكاكين تقطع أوصال جسدها الطاهرة كالشاة المذبوحة
ثم تقام الحفلات والزغاريد معلنة أنه تم غسل العار وأعادت للأسرة شرفها وعفتها بالدم المنهال من جسد هدى لتروي الأرض طهارة وتمردا على العادات والتقاليد المستندة إلى الطائفة والقومية والدين والجهل والتخلف والتي تجد الضوء الأخضر من العقوبات المخففة في القانون والمجتمع الذي لا يرحم حتى عندما تصبح الفتاة حرة كريمة في بيت زوجها ولا يتوقف اتهام المجتمع عن هذه الأسرة إلا بعد القتل0
لهذه فقتل النساء والفتيات اللاتي يتزوجن دون موافقة الأهل لا تأتي من فراغ أو حقد شخصي متراكم عبر السنين بل من تأثير وضغط المجتمع والتقاليد التي لا ترحم حيث يشحن ذهن وتفكير الأسرة بضرورة غسل العار التي لحق بالعائلة وشرفها واسمها ولا يتم غسل ذلك إلا بالجريمة والقتل والغدر والخيانة
فالمرآة إنسانه معرضة للخطأ والصواب وكما قيل منكم بلا خطيئة فليرجمها من حقها أن تختار طريقة زواجها بالرضي وهذا الحق شرعته كل الاديان والمذاهب بان عقد الزواج يكون جائزا إذا شهد على ذلك رجلين اثنين أو رجل وامرأتين للدلالة على صحة قبول الطرفين دون ضغط أو أكراه وهذا ما فعلته هدى وغيرها من الفتيات اللاتي قتلن او ابعدن عن الاهل وعن المجتمع
ستبقى ذكرى هدى عارا وخزيا على القتلة والمجرمين منارا تضيء الطريق للأجيال القادمة لنبذ والتمرد على كل خطأ
وطريقا للحرية والديموقراطية الحقة وابسطها حق الزواج دون اكراه 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 19 شخصا معظمهم من النساء والأطفال بقصف إسرائيلي على حيي


.. المشاركة شهيره طرودي




.. المشاركة منى العبد الله وهي شابة من سكان دمشق


.. سعده أبو أمين وهي مشاركة متواجدة بشكل دائم في الساحة ومن حرا




.. أصوات محتجوات السويداء المطالبة بالحرية لا تزال تتعالى