الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاسع من نيسان هل هو إحتلال؟؟ أم تحرير؟؟

فادي آدمز

2015 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



لنكن واقعيين وندرك أن الحرية تؤخذ ولا تعطى، والولايات المتحدة بنفسها قالت أنها محتلة للعراق

ولكن هذا لا يعني دفاع عن صدام بل هذا الإحتلال هو نتيجة حتمية لسياسات صدام الفاشلة

صدام حسين لم يكن سياسي على الإطلاق على الصعيدين الخارجي والداخلي كان يلجأ للقوة

لتصفية كل حساباته (علماً أنه لا يمتلك القوة الكافية وحتى البلدان التي تمتلك القوة لا تلجأ لها

في كل الأوقات وتترك السياسة والتفكير) وحتى في المرات القليلة التي لم يستعمل فيها القوة

والتي جلس فيها إلى جانب خصومه ليتفاهم خرج بمعاهدات كلها على حساب العراق منها

اتفاقية الجزائر التي تنازل من خلالها عن أجزاء عراقية لصالح إيران وهذا ما لم يفعله أي أحد

وبعد حرب إيران بسنتين او أقل عندما اراد إجتياح الكويت عاد ليتفق مع إيران ورجع إلى إتفاقية

الجزائر التي حارب من أجلها ثمان سنين وفوق ذلك أمن طائرات العراق عند إيران وهي بدورها

سرقتها ولم تعيدها مبررة ذلك بأنها تعويضات للحرب، وأن تحدثنا عن السياسة الداخلية لصدام

فهو أيضاً لم ينجح بخلق مجتمع عراقي متماسك ولا هوية وطنية عراقية حقيقية وإنما كانت القوة

تسيطر على الوضع هذا من عدا تراجع كل مؤسسات الدولة وإنهيار الكثير منها، بالإضافة لذلك

فهو كان دكتاتور وصل للسلطة عبر إنقلاب وظل يحكم رغماً عن الجميع وحارب كل الأفكار التي

لا تتماشى مع فكره بما فيها التيار اليساري وغيره من الحركات الوطنية التحررية وحتى داخل

حزبه صفى كل من لا يخضعون له وبذلك فأنه فرض سيطرته على حزبه وعلى العراق بمفرده.

أما التاسع من نيسان فهو كان نتيجة حتمية لسياسة صدام وما تلا هذا التاريخ من مآسي

وصلت لضياع ثلث العراق وتبديد ثرواته ومقتل ما لا يقل عن النصف مليون عراقي، وتهجير

ما يزيد عن المليون خارج العراق بالإضافة للهجرة الداخلية التي زادت عن الست ملايين،

بالإضافة لتدهور كل شيء أبتداءً من الأمان وفقدان الكهرباء، وتدهور الزراعة وإنهيار ما

تبقى من صناعة خجولة وتفاقم أزمة السكن التي يقابلها إنفجار هائل بالكثافة السكانية كل

هذه حصلت بسبب الفساد الذي تبنته الاحزاب الجديدة سواء الحاكمة أو المشاركة في الحكم

البعض يحاول لصق كل هذه الجرائم بازلام صدام، نعم هم فعلا مستعدين للإنتقام ويحاولون

العودة إلى السلطة ولكن لو لا الفساد الذي تبنته الأحزاب الجديدة لما ظلت مؤسسات الدولة

فاسدة وضعيفة هزيلة يسهل إختراقها بهذه السهولة ومن عدا ذلك فليس فقط أزلام صدام

مسؤولين عن هذه الفوضى بل الاحزاب الحالية أيضاً مسؤولة فهم أيضاً اشرار وجميعهم

يعملون لصالح دولاً أخرى على حساب سيادة العراق وأمنه وهم الذين نهبوا كل ثروات

العراق وجعلوا الجيش مؤسسة ضعيفة غير قادرة على أداء مهامها وكذلك الداخلية

جعلوها من اكبر دوائر الدولة فساد، أما القضاء فأصبح غير معترف به من قبل اغلب

العراقيين والجميع بات يعرف أن مدحت المحمود هو قاضي السلطة، وكذلك الميليشيات

لم تتعامل الدولة معها بحزم بل تركتها وتتحاور مع ممثليها على العلن وكأن شيء لم يحدث،

وحتى سلطة العشائر لم تقوضها الدولة بل تركتهم يسرحون ويمرحون على حساب أمن الدولة

الداخلي وعلى حساب الحياة المدنية، وبذلك فأننا كشعب عراقي أمام تحديات كبيرة جداً

وأعدائنا لسنا فقط أزلام النظام السابق وإنما الى جانبهم الأحزاب الحالية التي تلعب دور

الوطنية وما هي من الوطنية بشيء لو لا فسادهم وخلافاتهم الداخلية لما صار بلدنا ضعيف

وهزيل بهذا الشك.

العراق فيه مقومات لتشكيل جيش قادر على حمايته أمام جيوش نظامية إقليمية وليس كنا يحصل

الآن يترك سلاحه أمام صعاليك داعش ويطلب العون من دولاً أخرى لتسانده.

الشباب العراقي وجدوا انفسهم في طريق مغلق أما القتل على يد الأرهاب أو مقاتلته بينما

الشعب يجب أن يعيش حياته بشكل طبيعي لا ان يحسر بمثل هذه الزاوية الضيقة،

يجب ان تكون هناك جامعات وفرص عمل كافية ومدن رياضية ومعاهد موسيقية وفنية متنوعة

الخ وحياة جيدة لتستوعب كل هؤلاء الشباب ليحققوا تطلعاتهم كلٍ حسب ما يريد أما أمن البلد

يجب أن يكون فقط مهمة الجيش والشرطة، والجيش يجب أن يكون مهني قادر على تحمل

مسؤولياته وكذلك الداخلية والقضاء يجب ان تكون هذه المؤسسات مهنية ونزيهة وكذلك الدستور

يجب أن يكون واضح وصارم غير فضفاض وأن يمنع اي حزب تم تشكيله على أساس ديني

أو عرقي أو طائقي وإنما أي حزب يجب أن يكون متاح لكافة العراقيين بشروط لا تتعلق بأديانهم

أو أعراقهم، كما يجب أن يتم تفعيل قانون الأحزاب لتتم مسائلة الأحزاب عن ذممها

المالية وإصلاحات كثيرة بدونها سنبقى في هذه الدوامة التي من المحتمل أن تزداد عمقاً.


أما الطائفية والعنصرية التي أصابت الكثيرين جداً من أبناء شعبنا لدرجة أن الكثيرين

مصابين بها ولا يدركون حيث يظنون أنهم مواطنين جيدين وأن الشر كله من الطرف الآخر فهؤلاء

أيضاً يجنون على نفسهم وعلى بعضهم البعض لأن الحياة لن ترحمهم لأجل جهلهم وبذلك على

الجميع أن يحتكموا للعقل وان يتفاهموا مع بعضهم البعض ويتقربوا ويرتقوا لثقافة التسامح وتقبل

الرأي الآخر وإحترامه، لأن العراق بلد متنوع ولا يمكن إختزاله بمكون واحد لا يمكن إختزاله بالعروبة

ولا بالتشيع او التسنن او أي مكون آخر، لن ننجو بطوائفنا أو قومياتنا وإنما فقط ننجو بعراقيتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احتلال ام تحرير ؟!
أرام ( 2015 / 4 / 9 - 22:34 )
انهما الاثنين معا ..تحرر العراق من سلطة الحزب الفاشي الواحد وسلطة العائلة والعشيرة جالبا معه احتلال اجنبي للوطن ..مع تحياتي للكاتب

اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال