الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين المعركتين

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تنشغل جماهير (الموصل والرمادي) بألحديث عن رفضهما او قبولهما مشاركة قوات الحشد الشعبي في تحرير مدنهم من سيطرة تنظيم داعش ,وما بين ترهيب سياسيي السنة من سطوة الحشد وترغيب الاحداث ومجرياتها السريعة في ديالى وصلاح الدين يبدو الانقسام واضحآ على الرأي العام الشعبي الممثل بألعشائر والسياسي ممثلآ بمجلسي المحافظة وممثلي مجلس النواب في المحافظتين ,ومن جديد يعود نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي الى خطاباته التحذيرية والتي يحذر فيها من مشاركة الحشد فيما يرحب بألمشاركة الامريكية وهذا الموقف يثير الكثير من التساؤلات وهو يؤشر الى حجم الهوة التي تفصل بين ممثلي المحافظتين وبين جسد الدولة الاخر الذي اعادت محاففظة صلاح الدين انظمامها اليه وقد دفعت ثمن القطيعة مع الدولة غاليآ ,الدولة من جانبها لاتنفك ان تقدم التطمينات اللازمة للجميع ,وتأتي هذه التطمينات عملية قبل ان تكون نظرية حيث اشرت احداث تكريت الاخيرة حزمآ وعزمآ كبيرين من جانب الحكومة ممثلة برئيس وزراءها السيد العبادي على تغيير الامور وضبطها بشكل يضمن اعادة الهيبة لعنوان الدولة الذي اهتز كثيرآ بعد سقوط هذه المحافظات وخروجها عن السيطرة ,ولاتبدو الخطوات التي تقوم بها الحكومة كافية لأقناع الاخرين بضرورة مشاركة قوات الحشد الشعبي في تحرير مدنها والتي من المؤكد انها الوحيدة القادرة على دحر التنظيمات التكفيرية بزمن قياسي وحسب التجارب السابقة وهي تستطيع ان تختصر الزمن بشكل كبير نتيجة الخبرة المتراكمة لهذه القوات والدعم الجيد لها ,والذي يراقب المشهد السياسي السني سيرى ان هناك محاولات واضحة من قبل السياسيين السنة لأبقاء نظرة الجماهير السنية للحكومة نظرة شك وريب لأن تقاربآ شعبيآ حكوميآ لايمكن ان يخدم مصالح المكون السني كما يعتقد ذلك القائمون على البيت السني وكما يعتقد داعموه,وفيما بينت الاحداث الاخيرة لجماهير تلك المناطق ان التعويل على (الثورة والثوار) امر غير واقعي وان ثمنه سيكون غاليآ , وقد اثبتت الاحداث العسكرية التي تجري للجميع ان القوة العسكرية الكبيرة التي تساند الدولة وتستند هذه القوة على دعم مرجعي شرعي ودعم شعبي لاحد له هي قوة لايمكن ان تهزم بسهولة ,والرسالة العملية قد وصلت للجميع ,للقوة التي تستمر في حمل السلاح داخليآ وحتى الان تضع اصابعها على الزناد بأنتظار انجلاء غبار المعركة بين الدولة العراقية وتنظيم داعش وهذه القوى الدخلية معروفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيمات اخرى تابعة له او تعمل تحت شرعيته مثل تنظيم كتائب ثورة العشرين والجيش الاسلامي او تنظيمات اخرى اخوانية مثل حماس العراق وغيرها او تنظيمات بعثية مثل الحركة النقشبندية التي خسرت خلال سيطرة داعش الكثير من قياداتها المهمة وقد وصلت لها الرسالة بشكل واضح وربما تكون قد قرأتها بشكل صحيح وفهمتها جيدآ وربما اقتنع بعضها بعدم جدوى العمل العسكري وبعضها سيستمر في لعبته الخاسرة ,واما خارجيآ اي القوى التي تدعم المناطق السنية تحت عنوان الثورة او الخلاص والتخلص من هيمنة الحكم الشيعي وجميع هذه القوة قد ايقنت ان اللجوء الى القوة ومحاولة فرض الامر الواقع بقوة السلاح وصولآ الى العاصمة بغداد امر بعيد المنال ويكاد يكون مستحيلآ في ظل الواقع الراهن ,وهذه الحقيقة هي ثمرة من ثمار الصراع العسكري الذي جرى في مناطق غرب العراق ,والجماهير السنية من جانبها تبدو مرهقة ومنهكة وغير قادرة على تحمل المزيد من الفوضى وغير مستعدة لتصديق ألشعارات الكثيرة وربما تكون قد استفاقت على صوت المدافع من سباتها الذي جاء نتيجة تراكم الاحداث وتسارعها واختلاط الاوراق وتضييع الحقيقة والاعتدال وهيمنة الصوت المتطرف على المشهد ,الطرف الشيعي من جانبه يسعى وهو مطالب ايضآ بأن يقدم التطمينات العملية لشركاءه في الوطن ,وربما تكون الدماء التي تقدمها قوات الحشد الشعبي هي اول بشارات انتهاء القطيعة والموت ,ولاتخلو الساحة الشيعية من اطراف مسلحة تسعى الى محاولة احراج العبادي وقيادة الحشد الشعبي والقوة الشيعية المعتدلة وهي محاولة قد تكون يائسة لأعادة الامور الى نصابها القديم ,وما بين القطيعة والمشاركة تتأرجح الامور ,وفيما يبدو فأن حسم المعركة القادمة والتي ستكون انطلاقتها من الرمادي وبدون تدخل قوات الحشد الشعبي امر يمكن ان يتحقق بمشاركة الجيش العراقي ومتطوعي العشائر ولكنها ستكون معركة طويلة ولن تحسم بألسرعة التي تترقبها وتريدها الجماهير النازحة بعيدآ عن مساكنها وربما ستكون الخسائر في صفوف المدنيين والبنية التحتية كبيرة جدآ اظافة الى خسائر كبيرة ستقع في صفوف الجيش وقوات العشائرالساندة له قياسآ بما حدث في ديالى وصلاح الدين وهنا سيكمن الفارق الكبير بين المعركتين ,وحينها فقط سيتمنى وتتمنى جماهير الرمادي والموصل لو انها سمحت بمشاركة قوات الحشد في معركة التحرير ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا