الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل جاسم المطير (14)

جاسم المطير

2015 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


رسائل جاسم المطير ( 14)
الى السيد المسؤول الأول في محافظة ديالى
لا أدري من أنت ، من تكون..؟ لكنني أعرف أنك المسؤول الأول في محافظة ديالى الحالم أن تكون ملكاً أو امبراطوراً أو أميراً على (جمهورية البرتقال). نعم أعرف وضعك ومقامك، وأعرف أنك أحد أبطال (المبارزة الطويلة) التي لا يأتي منها غير الشر والخطيئة.
مع الأسف الشديد أن (المبارزة الطويلة) في محافظة ديالى غيبت (قمر الاتفاق) وأشعلت (نار الاختلاف). هذه المبارزة ضيعت الكفاح ضد الفقر والتخلف والمرض، جعلتموها صراعاً يومياً بين نزعتين جاهليتين وجاهلتين. كل واحدة تريد الغلبة على الأخرى ، ومن خلالها تحقيق سيطرتكم على إدارة كل (المصالح الزمنية) للشعب الفقير، والتحكم بسلطة المال والسلاح ، بنزعة بيروقراطية، لا يهمها سقوط المزيد من القتلى والشهداء ،والمزيد من النازحين، نتيجة الغليان الشديد في صراعكم واصحابكم على المصالح الشخصية والحزبية داخل مجلس المحافظة، ذي الاتجاهات المتناقضة. لا يهمكم نتائج عملية الاغتيالات والاختطافات الرهيبة، المتزايدة يوما بعد يوم. نعم لا يهمكم شيء غير انتزاع حقوق كل اصناف البشر الساكنين على أرض بعقوبة وسفوح ديالى ،كلها. تريدون أن تحتكروا حق التصرف بالتيجان والنياشين تحت شعارات لاهوتية ليست صادقة.
ما يجري في ديالى البرتقال هو نفس ما جرى ويجري من نزاعات مماثلة في البصرة والناصرية والنجف والحلة وغيرها حيث تتعدد العبادات للمناصب بين أعضاء وعضوات مجالس محافظاتها، إذ تتجردون حتى من معتقداتكم الدينية ومذاهبكم وانتم تتجهون، بالأكثرية، نحو ايمان واحد هو الايمان بالمال والمنصب، مما يرغمكم على عدم احترام الدستور والتجاوز على ابسط حقوق المواطنين وقوانين مؤسسات الدولة.
أيها السيد المسؤول الأول عن انطفاء مصابيح الاخلاق الديمقراطية في شوارع وبساتين ديالى مطلوب منكم ، أولا وقبل كل شيء، أن تتوقفوا ، ولو ليومٍ واحد، عن المبارزة من أجل السيطرة على مفاتيح السلطة ،التي يرغب فيها كل واحد من اعضاء مجلس المحافظة ومن يقف خلفهم من الاحزاب والكتل والعشائر. الكثير منكم يرغب أن تتقهقر الديمقراطية الدستورية لتكون سلطة الطائفية هي القانون الأقوى المسيطر في المحافظة، كلها. لا أدري هل أنكم تعلمون أو لا تعلمون أنكم تبتعدون ، ليس فقط عن علم السياسة والعلوم الادارية ، بل تبتعدون عن كل نظام اداري طبيعي وعن كل اخلاق عفوية وعن كل معاني الطيبة والعدل والمشاعر النبيلة.
لا ادري لماذا يجري افساد الديمقراطية وتحويلها إلى نوعٍ جديدٍ من الطغيان..؟ لماذا يستسلم اللاهوتيون الذين يدعون ايمانهم بالله لإغراءات (المال) و(الجاه) و(السلطة)..؟ لماذا ينجرّ كل عضو من اعضاء مجلس المحافظة وراء شهواته الشخصية..؟ لماذا يتآمر الواحد منهم لإقصاء الآخر..؟ لماذا يفقد كل عضو منهم حسه الوطني في الخير العام وصنعه للناس الذين انتخبوه..؟ لماذا يغدو كل عضو بعد انتخابه متعطشا فورا للمال والجاه واللذة بما فيها اللذة الجنسية..؟ لماذا يضجر اعضاء المجلس المحلي من الحرية والمساواة..؟ لماذا يلجأ الساسة الاغنياء الى ممارسة الفساد المالي والاداري ولماذا يعوّدون الجماهير الفقيرة على تقديم هدية مالية (رشوة) لتمشية المعاملات الادارية اليومية..؟ لماذا ينهبون الاملاك والعقارات من اصحابها الشرعيين..؟ لماذا يحلمون بامتلاك مفاتيح عقارات في الأردن والامارات ولندن وباريس.
هناك ألف لماذا أخرى ، يا أيها السيد المدير، لكنني أود دعوتكم في الختام أن تقضوا على البذور المشؤومة تحت أرجلكم وأن تتوصلوا إلى بناء شكلٍ مقبولٍ من اشكال الحياة الكريمة في مدينتكم وأن تبعدوا عنها (مساوئ الانقسام) وتقربوا منها (محاسن الاتفاق) وأن تبتعدوا عن التشاجر من أجل مناصب السيطرة والحكم، والخضوع الى (بكتريا الفرهود).
كل عراقي نبيل يرجوكم ، أيها المدير ، أن تهتموا بما تبقى من مشاريع اقتصادية وادارية ولا اقول ترفيهية للناس الصامتين عن قهر وغفلة وضيم .
ما يجري في مجلس محافظة ديالى وغيرها يؤكد ، أولاً وأخيراً، أن هذا النوع من القادة المحليين لا يعترفون بالقيمة السامية للمواطن العراقي، بل أن (المواطن) بنظرهم مجرد آلة تصويت انتخابية و(برغي) في ماكنة أحزاب الاسلام السياسي.
أيها السيد المدير، هناك ضرورة يجب أن لا تغيب عن بالكم هي أن مهمتكم الأولى توحيد الجسور بين الإنسان والإنسان، بين المواطن والدولة، بين الحق والعدل. كما أن هناك ضرورة ملحة لاستبعاد الكراهية عن كل نوع من هذه العلاقة وإلاّ فأن عصر الديمقراطية العراقية المفترض ان يكون تنظيمه الاداري ديناميكياً سيرجع القهقرى إلى العصور الوسطى حيث كان المال وكانت القوة المسلحة ، شكليْن أكثر وثنية في المجتمع.
تقبلوا أصدق الأماني وأحر التحيات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 3 – 4 – 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل