الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاسع من نيسان حلم بحاجة الى ابطال

مؤيد عبد الستار

2015 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مرت اليوم دزينة من السنوات على اليوم العظيم الذي كنس نظام صدام ومن لف لفه من عوج وعلوج .
لم يكن احد قبل التاسع من نيسان عام 2003 يحلم باسقاط النظام الدموي الذي تمكن من اخضاع الملايين بشتى الاساليب ، واصعبها كانت حربه على ايران وغزوه للكويت .
ادخل بهاتين الحربين العراق في محرقة لها اول وليس لها اخر ، فبالاضافة الى سبايا الحرب ومقاتل المواطنين ، كان النظام الصدامي يعبث بارواح الناس ليلا ونهارا ، فلم يألوا جهدا بقطع رقاب المواطنين وجز رؤوسهم وصلم اذانهم ووشم جباههم ... الى اخر ما ابتكره من وسائل همجية في القتل والتعذيب بشتى الحجج الواهية .
كان النظام الصدامي ( البعثي ) بدأ حكمه للعراق بمهزلة مسرحية لارهاب الناس ، اعلن عن كشف خلية تجسس في البصرة ، وعلى اثر محاكمة قرقوشية قام باعدام مجموعة من المواطنين ، وعلق جثثهم في ساحة التحرير ، فقدم هويته للمواطنين واعلن للملأ جريمته التي ظلت مثالا على ما ينطوي عليه من احقاد على ابناء الشعب العراقي ، وظل طوال ثلاثة عقود ونيف يعمل قتلا وتعذيبا وتهجيرا وتشريدا بالمواطنين المغلوب على امرهم ، حتى استدعت تطورات الاحداث الاقليمية تدخل الولايات المتحدة الامريكية للحد من جرائمه التي باتت تهدد الشرق الاوسط وحتى ابعد من الشرق الاوسط . فكان قرار تحرير العراق الذي سنته ادارة كلينتون ولكنها لم تستطع تنفيذه الا في عهد الرئيس بوش الاب .
فتح التاسع من نيسان الباب على مصراعيه ، فظهرت خفايا المجتمع المنقسم على نفسه منذ ظهور الاسلام ، فاعلنت القوى الطائفية تبنيها للطائفية السنية والشيعية واعلنوا الحرب على هذا الاساس بين ابناء الشعب العراقي الراغب في التعايش السلمي ، ولكن مصالح الفئات الطفيلية التي لا تستطيع العيش في الهواء النقي ابت الا ان تؤجج المعارك الطائفية بين المواطنين لكي تنعم بسرقة ثروات البلد وبالفعل ضاعت المليارات من الدولارات البترودولارية دون ان يعرف احد اين ذهبت ، فالقوى والاحزاب الطائفية كانت قد بلغت حدا في اجادة السرقات وتعلمت منذ الطفولة على سرقة المواطنين من خلال النذور والاضحيات والزيارات الدينية والمناسبات الحسينية والنبوية والسحر والشعوذة وقراءة الطالع حتى اصبحت خبيرة في شؤون السرقات ، فبدأت اولا بتزوير الشهادات لتحتل المناصب الحكومية وانتهت بسرقة المليارات بطريقة لا يستطيع حتى شارلوك هولمز المحقق البريطاني من اكتشافها .
سيبقى التاسع من نيسان علامة على رغبة المواطن العراقي في الانتصار على الدكتاتورية رغم ما حصل فيه من اغتصاب لارادته ، ورغم ما حصل فيه من سلبيات ادت الى استشهاد الالاف .. و ستبقى التضحيات هي التي ستقود شعبنا نحو النصر الاكيد على قوى الشر والظلام ، وعلى لصوص الحكم والدين والسياسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل يوم له مؤيد ومعارض لكن ألضحيه يبقى ألوطن
ناجي ألبرزنجي ( 2015 / 4 / 10 - 16:40 )
يعتقد ألكاتب إن يوم أربعه نيسان يوم عظيم وهناك آخرين يعتبرون 14 تموز هو ألعظيم وهناك من يعتبر 8 شباط عروس للثورات وكذلك هناك من يعتبر 17-30 تموز هي ألعظمه
وأنا أقول كلها سكاكين غدر بصدر ألشعب ألعراقي ألذبيح ومنذ 58
وإبن الخايبه وحده ألضحيه


2 - يوم الخلاص
طلال شاكر ( 2015 / 4 / 10 - 19:55 )

تحياتي للكاتب مؤيد عبد الستار لقد كان مقالاً موضوعياً يستحق مني كل الثناء والتقدير


3 - وهل من عراقي لايميز بين شباط و تموز
كاظم الأسدي ( 2015 / 4 / 11 - 09:33 )
بعد أن إمتهنوا السرقة وإحترفوها خلال هذه الدزينة من السنوات ؟؟ هاهم قد تمكنوا حتى من سرقة الفرح و الإحتفال بيوم الخلاص من أبشع طاغية في التأريخ المعاصر !! وهاهو أحد المعلقين على المقال يحاول خلط الأمور على القارىء حينما يمازج بين تموز وشباط ونيسان !! وكأن ذاكرة الشعب العراقي فاقدة لقدرتها على التمييز !! مع وافر التقدير ..


4 - من مكرمات الحليف الستراتيجي
صادق البلادي ( 2015 / 4 / 11 - 11:43 )
شباط 63جاء بقطار امريكي، وإذاعة من الكويت كانت تبث قائمة بأسماء الشيوعيين والتقدميين المطلوب تصفيتهم ..وعندما بانت بوادر قيام ذلك الإنقلاب البعثفاشي بشن القتال على كردستان
طلب الإتحاد السوفييتي إدراج قضية الحرب ضد كردستان كجريمة إبادة( جينوسايد )، فرفض
المندوب الأمريكي بحث القضية بإعتبارها من الشؤون الداخلية للعراق لا يجوز تناولها. وبعد إعدامات عام 69 في ساحة التحرير قام المندوب الأمريكي بالدفاع عن الإعدامات بحجة أن لأي حكومة الحق
المشروع في تقديم مواطنيها للمحاكمة وتنفيذ الأحكام الصادرة.
واهم من يظن أن إحتلال بغداد وسقوط الصنم في 9 نيسان مثل تحرير برلين من النازية
ورفع العلم الأحمر فوق الرايخستاغ ، ولذلك يريد إعتباره يوما وطنيا..

اخر الافلام

.. غالانت: لدينا مزيد من المفاجآت لحزب الله.. ماذا تجهز إسرائيل


.. مظاهرات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان




.. مروحية إسرائيلية تستهدف بصواريخ مواقع على الحدود مع لبنان


.. سعيد زياد: الحرب لن تنتهي عند حدود غزة أولبنان بل ستمتد إلى




.. قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية على شقة في بطرابلس شمال لبنان