الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحيا مصر

كور متيوك انيار

2015 / 4 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


تحيا مصر

كور متيوك
[email protected]
لقد مرت مصر بمخاض عسير كادت أن تدمرها للتقلبات السياسية و الامنية التي صاحبت الثورة التي اطاحت بالرئيس الاسبق حسني مبارك ، وفي وقت اعتقد فيها البعض بان مصر عادت ديمقراطية وستشهد استقراراً غير أن الاحداث اللاحقة برهنت أنها كانت بعيدة كل البعد عن الاستقرار بعد انتخاب الرئيس الاخواني المعزول محمد مرسي ، و رغم أن الاخوان اكتسبوا تراكم معرفي وخبرة لاكثر من ثمانون عاماً من العمل السياسي والديني مما جعل الاخوان المسلمين واحد من اكثر التنظيمات السياسية قوة في مصر الا أن تجربتها في الحكم اكدت بان الجماعات الاسلامية المشابهة للاخوان لا تصلح لقيادة الشعوب .
الاخوان ادخلوا مصر في متاهة من المشاكل الداخلية و الاقليمية والدولية لكن الاطاحة بمرسي وانتخاب السيسي اعادت الامل بان مصر ستعود اقوى و الايام تثبت بان مرسي لم يكن الخيار المناسب لمصر ، ومنذ انتخاب السيسي الذي ازعج الكثير من القوى الاقليمية والعالمية الا انه اثبت بانه يقود مصر في الطريق السليم ودائماً ما يعيد ويكرر شعاره ( تحيا مصر ) . ازدادت التهديدات الامنية على مصر من سيناء والقتل المستمر لجنودها المتمركزين في تلك المنطقة وازدياد وتيرة التفجيرات وسط مناطق مكتظة بالسكان ، ولقد اضيف اليها مؤخراً التهديد الذي اصبح يمثله ليبيا بذبح اكثر من عشرين مصرياً في ليبيا وملاحقة المواطنين المصريين .
رغم ما مثلها ذبح المصريين من تهديد مباشر لمصر ولسلامة مواطنيها على يد داعش الا ان مصر تعاملت مع الامر بعقلانية شديدة واكتفت بالضربات الجوية التي نفذتها مقاتلاتها في اليوم الثاني من الحادثة رغم أن الكثيرين كانوا يطالبوا بالتدخل المصري في ليبيا لرد الاعتبار لكن ذلك كانت ستصرف مصر من التعامل مع ملفات اكثر اهمية ليتورط في حرب لا يعرف اجالها . الدول العربية لم تتضامن مع مصر بما يكفي وخاصة دولة قطر ، و بعد احساس السعودية بالتمدد الايراني في اليمن وسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وتحركهم نحو عدن قامت بشن ضربات سعودية وطالبت بقية الدول العربية للانضمام الى حلفها وعملية عاصفة الحزم ، والحلف ليس ضد الحوثيين بل هي رسالة لايران لما يمكن أن تمثله لها الدول العربية ورسالة للولايات المتحدة بان السعودية لاعب اقليمي مهم .
منذ انتخاب السيسي هنالك العديد من المشاريع الاقتصادية التي بدأ العمل فيها مثل مشروع توسعة قناة السويس ، و المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في مارس وضخامة الحدث يؤكد مكانة مصر في العالم فلقد شهدها العديد من رؤساء الدول والحكومات والملوك و الامراء ووزراء الخارجية بما فيهم كيري ، وربما كيري ايقن تماماً بان مصر لا يمكن عزلها ، ولقد اكد المؤتمرون على اهمية دعم مصر ودعم مشاريعها الاقتصادية الضخمة التي ستساعد في توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين المصريين وخاصة فئة الشباب ، وفي حال نجحت مشروع العاصمة الادارية الجديدة فان ذلك ستكون غير انجاز تحقق في مصر على مدار الثلاثة عقود الاخيرة .
توقيع الرئيس السيسي على اتفاق اطار مع نظيره الاثيوبي في العاصمة السودانية الخرطوم في مارس السابق حول ملف سد النهضة التي شكلت واحد من اكبر التحديات التي واجهت مصر مؤخراً وفي الاول تعاملت مصر مع الملف بنوع من الغطرسة والتقليل من الجانب الاثيوبي لكن التوقيع على الاتفاق الاطارئ سيمهد لتوقيع اتفاق النهائي يطوي ملف السد وهذا سيعيد مصر الى محيطها الافريقي التي عزلت نفسها منها منذ ان اختارت مواجهة دول المنبع في ملف مياه النيل لتقف وحيدة حتى السودان لم تدعمها ، لذلك يمكن القول أن الرئيس السيسي اتخذ العديد من القرارات الشجاعة وبدأ في تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية التي ستعود بفوائد عديدة على المواطن المصري .
رغم أن مصر لا تملك الاموال الكافية لتنفيذ مشاريعها الاقتصادية بوتيرة اسرع لكن مصر تسير في الطريق الصحيح بفضل جهود الرئيس السيسي ، كما أن حسن العلاقات المصرية مع الدول الافريقية سيوفر لمصر فرصة مناورة مع تزايد التهديدات والمخاطر عليها من العديد من الدول التي كانت تريد أن ترى مصر تعيش فوضى امنية واقتصادية كما تشهدها ليبيا وسوريا والعراق ولكن حتى الان مصر تجاوزت تلك المخاطر لكن ستظل كل من تركيا وقطر تلاحقان مصر لتدميرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا